ارشيف من :أخبار عالمية

قمة الدوحة اضفت شرعية اقليمية ودولية على المقاومة وامنت الغطاء الرسمي العربي لمطالبها في المفاوضات الدائرة لانهاء العدوا

قمة الدوحة اضفت شرعية اقليمية ودولية على المقاومة وامنت الغطاء الرسمي العربي لمطالبها في المفاوضات الدائرة لانهاء العدوا

المحرر الاقليمي

واخيرا وبعد اكثر من عشرين يوما على بدء العدوان الصهيوني على غزة انعقدت القمة العربية في الدوحة ، ورغم ان عدد الدول المشاركة في القمة بلغ 11 دولة عربية اضافة الى الجمهورية الاسلامية الايرانية وتركيا ومنظمات اقلمية واسلامية اخرى ، الا ان لهذه القمة دلالاتها الكبيرة على صعيد المنطقة وهي باستضافتها فصائل المقاومة الفلسطنيية وتخصيص كلمة للمقاومة في جلستها العلنية اضفت شرعية اقليمية ودولية على المقاومة واظهرت ان هناك غطاء عربي واقليمي رسمي يقف خلف هذه المقاومة ويشد ازرها في المفاوضات السياسية الدائرة لانهاء العدوان الصهيوني على غزة والتي يأمل العدو من تحقيق مكاسب سياسية من خلالها لصالحه ، فاذا ما اخذنا بعين الاعتبار الثبات والصمود الميداني للمقاومة والضغط الشعبي العربي والدولي والحصانة الاقليمية الجديدة للمقاومة الفلسطينية التي منحتها اياها قمة الدوحة نخلص الى ان المقاومة لم تعد مستفردة في ميدان المواجهة كما كانت في الايام الاولى للعدوان وانها باتت بفعل المقاومين الاشاوس وتضحيات الشعب الفلسطيني اشد عودا واصلب ، ما يعزز موقفها التفاوضي ويحاصر الاحتلال الذي لم يعد امامه سوى خيار واحد الا وهو انهاء العدوان الصهيوني على غزة اليوم قبل الغد ومن دون تحصيل اي مكاسب سياسية ما يعني فشل وهزيمة جديدة للعدو الصهيوني سيكون بمثابة زلزال له ارتداداته الطويلة الامد على هذا الكيان وعلى المنطقة باسرها .      
وفي هذا الاطار فقد شدد البيان الختامي لمقررات قمة الدوحة التي عقدت اليوم من اجل غزة على ادانة "اسرائيل" بشدة لعدوانها على غزة، ومطالبتها بالوقف الفوري لجميع اشكال العدوان والانسحاب من غزة بشكل فوري. كما دعا البيان الى تحميلها المسؤولية الجنائية بموجب القانون الدولي، والزامها بدفع التعويضات وملاحقة مسؤوليها.
وشدد بيان القمة الختامي على ضرورة الفتح الفوري والدائم لكافة المعابر والسماح لكافة المواد الانسانية والوقود بالدخول وتوزيها دون عراقيل. وتوجه البيان بدعوة جميع الدول لتأمين الدعم والتأكيد على تحميل "اسرائيل" اي انتهاكات للقانون الانساني الدولي، كما دعا الدول العربية والدول والمحبة للسلام لاتخاذ اجراءات لتشكيل جسر بحري لايصال المساعدات لغزة وانشاء صندوق لاعادة اعمارها.
وشدد البيان على دعوة الاطراف الفلسطينية الى التوافق. ودعا البيان الدول العربية الى تعليق المبادرة العربية للسلام ووقف كافة اشكال التطبيع مع "اسرائيل" بما فيها اعادة النظر بالعلاقات الدبلوماسية معها.
وكانت افتحت القمة العربية المخصصة لبحث الوضع في غزة والمنعقدة في الدوحة بكلمة لأمير دولة قطرالشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أعرب في مستهلها عن خالص الشكر والتقدير للدول المشاركة التي لبت الدعوة إلى هذه القمة من أجل أهلنا في غزة الصامدة الذين يواجهون أعتى آلات الحرب وجبروت الاحتلال بعزيمة واستعداد للتضحية والعطاء يفوق مايحيط بهم من تقاعس وخذلان.  وقال أمير قطر.. إن حضوركم اليوم لا ينم عن إدراككم لهذه الحقائق فحسب بل يؤكد أنه لا تناقض بين تنادينا هذا وبين أي قمة أخرى.
وأضاف الشيخ حمد.. لقد حضرت قمة في الرياض أمس وسوف نحضر جميعا قمة أخرى في الكويت يوم الإثنين إن شاء الله.. ومن هنا كنا نود لو أن بقية أخواننا كانوا معنا اليوم فهم بدون شك يعلمون مانعلم حول مايجري في غزة وآثاره علينا جميعاً حاضراً ومستقبلاً.. وحبذا لو تدارسوا معنا الوضع حول هذه الطاولة حتى ولو كان لهم رأي آخر.. فقد كان جل غايتنا مناقشة جماعية لسبل وقف العدوان ورفع المعاناة عن أهلنا في غزة في قمة تعقد لهذه الغاية على وجه الخصوص.
واضاف أمير قطر..كان بودنا أيضاً لو حضر الرئيس الفلسطيني الأخ أبو مازن معنا اليوم ليناقش قضية شعبه في غزة ولكنه اثر عدم الحضور.
وسال امير دولة قطر :" أيها الأخوة..إن لم نجتمع لمثل هذه الغاية الملحة فمتى نلتقي ولأي أهداف؟.. واضاف : " أن المهم الآن هو غزة ووقف العدوان والانسحاب ورفع الحصار وفتح المعابر".. وتابع قائلا :" ولكي لا أطيل عليكم اكتفي بتقديم الكلمة التي ألقيتها أمس بما فيها من أفكار ومقترحات من أجل القيام بخطوات عملية كورقة عمل تحت تصرف مؤتمركم الموقر هذا".

البشير يطالب باتخاذ موقف عربي حازم ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

من جانبه أكد عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان في كلمة له خلال القمة ضرورة اتخاذ موقف عربي حازم ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودعا الرئيس البشير إلى إعادة النظر بالمبادرة العربية للسلام وسحبها نهائياً وإيقاف محاولات التطبيع مع إسرائيل وإنهاء وجودها الدبلوماسي والاقتصادي مع الدول العربية وتقديم الدعم المادي والعيني العاجل لأهل غزة.

الرئيس الاسد : مصير غزة مصيرنا جميعاً

بدوره لفت الرئيس الأسد في كلمته في القمة الى مسؤوليات القادة العرب جسيمة في هذه اللحظات العصيبة في تقديم إجابة جادة وحاسمة على التساؤلات الحائرة في ذهن كل مواطن عربي مؤكدا أن قمة غزة الطارئة لنصرة الشعب الفلسطيني تهدف إلى الوقوف إلى جانب غزة وليس للبحث عن تسويات على حسابها لإرضاء "إسرائيل" أو من يقف معها..وطالب الرئيس الاسد الدول العربية بخطوات عملية وفي مقدمتها إغلاق السفارات الإسرائيلية فوراً وقطع أي علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع "إسرائيل" بالإضافة إلى تفعيل أحكام المقاطعة.
وأضاف الرئيس الأسد أن سورية وفي هذا الإطار قررت وأعلنت بعد بدء العدوان مباشرة إيقاف مفاوضات السلام غير المباشرة بعد التشاور مع تركيا إلى أجل غير مسمى.
وتابع الرئيس الأسد قالئا :" أما بالنسبة للمبادرة العربية فاننا نعتبرها بحكم الميتة أصلاً لأن ظروف اقرارها وما تلاها من أحداث دللت على انه كلما أمعنا في تقديم البراهين على رغبتنا الجادة في السلام.. وكلما قدمنا المزيد من التنازلات امعنت اسرائيل في غطرستها وتجاهلها لحقوقنا المشروعة".
وأضاف الرئيس الأسد أنه يجب علينا الوقوف إلى جانب غزة والمقاومة فيها رسمياً وشعبياً ومادياً ومعنوياً وبكل الوسائل دون استثناء والقيام بكل ما من شأنه دعم صمودهم في وجه العدوان خاصة فتح المعابر أمام الأفراد والمساعدات والاغاثة فوراً.
وأكد الرئيس الأسد دعم فكرة الصندوق لإعادة إعمار غزة مع الدعوة لمؤتمر دولي لهذه الغاية كما يجب اتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل وقادتها على الرغم من عدم ثقتنا بعدالة الجهات الدولية المعنية ولكي يسجل التاريخ بأنهم ليسوا عنصريين فقط بل هم الشكل الأخطر من النازية في العصر الحديث.
وقال الرئيس الأسد إن الفرق بين المقاومة والإرهاب.. الأول عربي والثاني إسرائيلي.. الأول يريد السلام والثاني يريد الحرب.. والأول أجبر على القتال دفاعاً عن حقوقه والثاني بني على القتل والاعتداء على الآخرين.
واشار الرئيس الأسد الى ان المقاومة أصبحت عنصراً أساسياً من عناصر السلام.. وكيف يمكن لمن يريد تحقيق السلام ألا يدعم المقاومة.. وهنا يكمن الفرق بين السلام والاستسلام.. فالسلام دون مقاومة مع عدو غاشم مجرم سوف يؤدي حتماً إلى الاستسلام.

مشعل يطالب قمة الدوحة بتحقيق مطالب المقاومة ودعمها

بدوره أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن فصائل المقاومة ورغم كل هذا الدمار في غزة "لن تقبل الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار، لأن المقاومة على ارض غزة لم تهزم، وإسرائيل فشلت في الميدان".
وقال مشعل، متحدثاً باسم الفصائل الفلسطينية أمام القمة العربية التي عُقدت في العاصمة القطرية الدوحة وحضرها وعدد من قادة وممثلي الفصائل، إن الكيان الصهيوني ورغم كل جبروته يستهدف الأطفال والمستشفيات والمساجد، إسرائيل ترتكب جريمة، وعليه أدعو القمة إلى أن تتحرك على كل الصعد لإدانة إسرائيل ومحاكمتها قريباً".
وأشار في كلمته إلى أن الكيان الصهيوني لم يعد ذلك الكيان الذي انتصر علينا في الماضي، وقال: "إسرائيل أصبحت اليوم عاجزة عن النصر على المقاومة؛ فكيف لو واجهتها الأمة صفاً واحداً"، موضحاً في الوقت ذاته أن الإدارة الأمريكية لم تعد اليوم تملك الهيمنة وفرض الشروط علينا، وقد تأزمت بسبب المقاومة العراقية"، مطالباً الدول العربية أن تأخذ خياراتها وتتعامل مع الإدارة الأمريكية بمنطلق الندية"
وطالب خالد مشعل القمة العربية بتبني مطالب الشعب الفلسطيني بوقف العدوان والانسحاب الصهيوني من غزة ورفع الحصار وفتح المعابر، مشدداً على ضرورة أن يتحمل الكيان الصهيوني مسؤولية ما لحق بالشعب الفلسطيني من دمار وضحايا.
وأكد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة وتعزيز صمود شعبنا حتى يرحل الاحتلال، وندعو إلى وقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع الصهاينة بكل أشكالها وتفعيل المقاطعة مع الكيان الصهيوني". داعياً إلى تعزيز دعوة أمير قطر بجهد عربي ثم دولي لإعادة إعمال غزة، كما دعا إلى رعاية عربية للمصالحة الفلسطينية.
 
الرئيس سليمان: يجب الزام اسرائيل تطبيق مبادرة السلام العربية

دعا الرئيس ميشال سليمان "لوقفة ضمير واعية وارادة كبيرة نظرا لهول المصاب"، مشيرا الى ان "لبنان تعرض لاعتداءات استطاعت تدمير منشآته لكنها لم تدمر روح المقاومة".
سليمان وفي كلمته امام المشاركين في قمة غزة الطارئة بالدوحة اوضح ان "اسرائيل تثابر على خرق الـ1701 وتحتل جزءا من ارضنا"، متمنيا "امام هول العدوان ان يجتمع شمل العائلة العربية لمواجهة العدوان بقطع النظر عن المكان والجهة الداعية للاجتماع، لان وحدة الصف العربي الى جانب الصف الفلسطيني كفيلة باضعاف آلة القتل الاسرائيلية". واعتبر انه "رغم عدم اكتمال العناصر لعقد القمة فان اجتماعنا التضامني مع غزة لا يجب ان يظهر بانه تكريس للانقسام".
وأكد "وجوب التوافق على استراتيجية عربية شاملة وموحدة لمواجهة التحديات والزام العدو تطبيق مبادرة السلام العربية"، لافتا الى ان "لبنان جاهز لما يمكنه من جهد للعمل على حماية الحقوق الثابتة للفلسطينيين".
ورأى ان "عبارات الشجب لم تعد كافية وتبقى من دون فاعلية ما لن تقترن بتدابير عملية لوقف العدوان لاعادة البناء"، موضحا انه "اذا لم نتمكن من تحقيق التضامن تكون اسرائيل قد نجحت في تحقيق مآربها بتعميق الخلافات بين الفلسطينيين والعرب وهذا ما يجب ان نعمل على تفاديه".
وشكر سليمان امير قطر على كل المبادرات لدعم لبنان ولنصرة القضية الفلسطينية، موضحا انه "اتينا للوقوف الى جانبكم ونأمل ان تكون مشاركتنا خدمة لما تطمحون اليه".
يذكر انه وبعد انتهاء الكلمات التي القيت في الجلسة العلنية للقمة انعقدت جلسة مغلقة تم خلالها مناقشة البيان الختامي للقمة والاتفاق على مضمونه .

2009-01-16