ارشيف من :أخبار عالمية
شهيد وعشرات الجرحى في هبة جماهيرية عارمة
رام الله ـ ميرفت عمر
في الجمعة الثالثة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، خرجت مسيرات جماهيرية عارمة في كافة أنحاء الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة للتنديد بالعدوان والمطالبة بتحقيق الوحدة الوطنية ومحاكمة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي ترتكب بحق الأطفال والأبرياء في قطاع غزة.
وشهدت مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية مواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال عقب مسيرات تضامنية شهدتها مناطق متفرقة بالمحافظة، مما أدى إلى استشهاد الفتى مصعب دعنا 17 عاما بعد إصابته بعيار ناري متفجر في الرأس، فيما أصيب 15 مواطنا آخرين بالرصاص المعدني.
وأفادت مصادر محلية في مدينة الخليل إن المواجهات اندلعت في عدة مناطق بالمدينة وخاصة ميدان السهلة وطلعة أبو الريش وميدان طارق بن زياد ومحيط مستشفى المحتسب وسط المدينة.
وقد انطلقت في مدينة الخليل مسيرات حاشدة بالآلاف من مساجد "وصايا الرسول" في حي أبو اسنينة، ومسيرة ثانية من ملعب مدرسة إبن رشد باتجاه خيمة التضامن مع أهالي غزة أمام مقر الصليب الأحمر الدولي.
وعمت المسيرات أيضا بلدتي بيت أمر وبيت كاحل شمال الخليل، انتهت بمواجهات عنيفة مع جيش الاحتلال الاسرائيلي دون أن يبلغ عن إصابات.
وفي مدينة القدس المحتلة والتي تشهد مسيرات يومية ومواجهات متواصلة مع شرطة الاحتلال منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، أصيبت خمس سيدات فلسطينيات في المواجهات التي اندلعت في البلدة القديمة عقب صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك، ونقلن إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقد انطلقت مسيرة نسوية من داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، وهتف المشاركات بشعارات مندّدة بالاحتلال الإسرائيلي وبالمجازره الدموية ضد الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.
وفي هذه الأثناء، حاول عناصر شرطة الاحتلال في المدينة تفريق المسيرة، إلا أن النسوة صممن على تنفيذا وقامت الشرطة بالاعتداء عليهن وانهالوا بالضرب على عدد كبير منهن مما أدى إلى إصابة خمسة على الأقل بجروح استدعت نقلهن إلى المستشفى.
وقد فرضت قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ ساعات مساء الخميس طوقا أمنيا مشددا على مناطق الضفة الغربية وخاصة في محيط القدس، ومنعت المصلين ممن تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول الحرم القدسي الشريف لأداء صلاة الجمعة فيه، فيما نشرت الآلاف من عناصرها في أحياء المدينة وخاصة في منطقة البلدة القديمة.
و أدى المصلون صلاة الغائب على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني، فيما أدى آلاف المواطنين، الذين منعوا من دخول البلدة القديمة والأقصى، صلاة الجمعة في الشوارع الرئيسية في محيط البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وفي محافظة رام الله والبيرة، انطلقت مسيرات حاشدة شارك فيها أكثر من ألفي مواطن بعد انتهاء صلاة الجمعة، ودعا المشاركون في المسيرة إلى توحيد الصف الفلسطيني باتجاه صد العدوان عن قطاع غزة.
وفي قرى نعلين وبلعين غرب المحافظة وقرية النبي صالح شمالا، اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات الشبان وجيش الاحتلال في نهاية مسيرات حاشدة نظمت في تلك القرى ما أدى إصابة العشرات منهم بجراح متفرقة.
وأصيب 11 مواطنا في قرية نعلين أثناء المسيرة الشعبية الأسبوعية ضد إقامة الجدار وتضامنا مع الأهل في قطاع غزة، حيث شارك أكثر من ألف مواطن يرافقهم عشرات المتضامنين الدوليين في مسيرة باتجاه الأراضي المهددة بالمصادرة وإقامة جدار الفصل العنصري عليها.
وناشد خطيب الجمعة صلاح الخواجا الأهالي بالتمسك بالوحدة ومقاومة الاحتلال، منددا بالعدوان والمجازر والمحرقة التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا في القطاع .
و استدعى الاحتلال مئات الجنود لاقتحام البلدة من كل الاتجاهات حيث حاصروا المسيرة، وأطلقوا العشرات من قنابل الغاز ومنها قنبلة يصل مداها إلى أكثر من 400 متر وتشكل خطر مضاعف أربع مرات من القنبلة الغازية التي تستخدم عادة.
وأكد منسق لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في نعلين عاهد الخواجا أن التظاهرة السلمية وإقامة الصلاة والمشاركة الواسعة هي استمرار لكفاح الاهالي المتواصل ضد بناء جدار الفصل العنصري وحبسهم في معازل وداخل كانتون صغير منقطع عن العالم
وفي قرية بلعين المجاورة، أصيب ثلاثة مواطنين برصاص الجيش الاسرائيلي والعشرات بحالات اختناق في مسيرة أسبوعية تضامنا مع أهالي غزة.
وشارك في مسيرة بلعين مجموعة من المتضامنين الدوليين، وآخرون من حركة " فوضويون ضد بناء الجدار" الإسرائيلية التي تعارض الحرب على غزة، وقد رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وأعلام فنزويلا وبوليفيا تعبيرا عن التقدير والاحترام لموقف الدولتين اللتين طردتا السفيرين الإسرائيليين من دولتيهما.
وجاب المتظاهرون شوارع القرية حيث وضعوا على صدورهم أعلام هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ووضع بعضهم أحذية في أفواههم وُضِع عليها أعلام إسرائيل وأمريكا، ووضع البعض الأخر الأشرطة اللاصقة على أفواههم.
وعبر أهالي بلعين من خلال هذه الفعلية عن سكوت المؤسسات الدولية ممثلة في كل من هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية حيال ما يجري في غزة.
أما في قرية النبي صالح شمالا، فقد ذكر شهود عيان أن المواطن رفعت وجدي التميمي أصيب برصاصة معدنية في عينه، في مواجهات اندلعت بين المواطنين وجنود الاحتلال الذين قمعوا مسيرة خرجت من مسجد القرية بعد صلاة الجمعة تضامنا مع غزة.
وفي قرية المعصرة، جنوب مدينة بيت لحم، أصيبت امرأتان بعد أن اعتدى جنود الاحتلال عليهما أثناء المسيرة التضامنية مع قطاع غزة.
وانطلقت المسيرة التي نظمت من قبل لجنة التنسيق الفصائلي من أمام المدخل الرئيسي باتجاه جدار الفصل العنصري المقام على أراضي مواطني القرية، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بجرائم العدوان الإحتلالي على غزة.
وقال محمد بريجية الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار في قرى الريف الجنوبي، أن جنود الاحتلال اعترضوا طريق المسيرة واعتدوا بالايدي وأعقاب البنادق على المشاركين ما أدى إلى إصابة امرأتين.
وفي شمال الضفة الغربية، أصيب العشرات، بينهم طفلان، بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال على منزليهما في بلدة جيوس بمحافظة قلقيلية.
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار في القرية، إن قوات الاحتلال اقتحمت الجهة الجنوبية من القرية حيث تتوجه المسيرة الأسبوعية عادة، وتمركز عدد كبير من جنود الاحتلال بين الأشجار وعلى أسطح المنازل، في محاولة لمنع التظاهرة وإرهاب المواطنين.
وشارك أكثر من 400 مواطن في مسيرة حاشدة انطلقت من وسط القرية إلى الجهة الغربية منها، إلا أن جنود الاحتلال الذين تمركزوا على أسطح المنازل أمطروا القرية بوابل كثيف من قنابل الغاز التي استقرت على أبواب المنازل والساحات والشوارع والأزقة، ما تسبب بإصابة العشرات بالاختناق.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018