ارشيف من :أخبار عالمية
راديو سويسرا الفرنسي يكذب مزاعم إسرائيل وأميركا حول تحرير الرهينة الفرنسية إنغريد بيتانكور
باريس ـ نضال حمادة
يبدو أن الخيال الهوليودي للعسكر في أميركا وإسرائيل ليس له أية حدود معقولة ومنطقية. ولطالما أتحفنا هذا الثنائي الدانكيشوتي بأخبار وأساطير عن قوات النخبة لديه، وقوة الردع والمباغتة التي يمتلكها أفراد قوات الكوماندوس في الجيشين الأميركي والإسرائيلي..
آخر الأساطير المؤسسة للقوة العسكرية الأميركية والإسرائيلية، تجلت بوضوح في الرواية والإخراج الذين أحاطا بعملية إطلاق سراح الرهينة الفرنسية إنغريد بيتانكور وأربعة عشر رهينة أخرى كانت تحتجزها ألقوات المسلحة الثورية الكولومبية، والتي تحدثت عن خطة أميركية محكمة الذكاء ومشاركة فعالة وخارقة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية .
وكانت الصحف الفرنسية اوردت رواية اميركية حول تحرير الرهائن، قبل ان تظهر الفضيحة عبر ما كشفه راديو سويسرا المتحدث باسم الإثنية الفرنسية. وتقول الرواية الأميركية لعملية التحرير، أن عملية امنية محكمة الذكاء ومتقنة قام بها الجيش الكولومبيا والمخابرات الأميركية أدت إلى إطلاق سراح بيتانكور ورهائن آخرين كانوا لدى الثوار الكولومبيين. وتحدثت الرواية الأميركية عن اختراق كبير تم في صفوف الثوار الكولومبيين، ساهم في نجاح العملية. وفي التفاصيل أن الأميركيين تمكنوا من تحديد مكان وجود الرهائن، حيث تم إرسال طائرة هليكوبتر على متنها رجال كوماندوس أميركيين وكولومبيين ، ارتدوا قمصان تحمل صور تشي غيفارا للتمويه، حيث اتصلت أوهم المخابرات الأميركية حراس الرهائن أن الهليكوبتر تابعة للثوار الكولومبيين وتريد تغيير مكان الإحتجاز، وقد انطلت الحيلة على الحراس، وتمكنت فرقة الكومندوس من الإتيان بالرهائن على متن طائرة .
أما الرواية الإسرائيلية، فأشار إليها راديو الجيش الإسرائيلي عبر القول أن إثنين من كبار الضباط المتقاعدين في الجيش الإسرائيلي شاركا في الإعداد للعملية. من ناحيتها أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى إسمي الضابطين وهما الجنرال إسرائيل زيف والجنرال يوسي كوبرواسير، حيث قالت ان الرجلين يديران شركة امنية في العاصمة الككولومبية بوغوتا حيث توظف العشرات من متقاعدي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وحسب الصحيفة فإن هذه الشركة تدعى(غلوبال سي أس تي) وقد حصلت على عقد من وزارة الدفاع الكولومبيا بقيمة عشرة ملايين دولار.
في السياق وزعت وسائل الإعلام الفرنسية ووكالات الأنباء العالمية اليوم، ما نقله راديو سويسرا رومان الناطق باسم الإثنية الفرنسية في سويسرا، في تقرير عن العملية، نسبه إلى مصادر مقربة من الحدث وكانت من المصادر الموثوقة خلال السنوات الأخيرة قولها، أن مسؤولي القوات المسلحة الثورية الكولومبية، تلقوا مبلغ عشرين مليون دولار ثمنا لإطلاق سراح إنغريد بيتانكور. وأضاف راديو سويسرا رومان في تقريره (لقد تم شراء الرهائن الخمسة عشر لقاء ثمن باهظ، ومن ثم بعد ذلك تم إخراج العملية على أنها عملية كوماندوس باهرة وناجحة). أضاف الراديو الرسمي في تقريره أن سويسرا توسطت مع الثوار الكولومبيين خلال السنوات الأخيرة بتكليف من فرنسا وإسبانيا والرئيس الكولومبي(ألفارو أوريب).
واضاف التقرير أن ثلاثة من عملاء السي آي إيه تم تحريرهم خلال هذه الصفقة موضحة أن زوجة أحد حراس الرهائن عملت وسيطا في العملية. التي هدفت الولايات المتحدة الأميركية من ورائها إلى رفع شعبية حليفها القرب في أميركا اللاتينية الرئيس الكولومبي(أوريب) الذي يخوض انتخابات رئاسية مبكرة، بعد قضايا الفساد الكبيرة التي اتهم بها.
جدير بالذكر أن وسائل الإعلام الفرنسية بدأت بعد هذا التقرير بطرح تساؤلات عن حقيقة الرواية الرسمية في ما يبدو انه كرت ثلج سوف تكبر خلال الأيام والأسابيع المقبلة.