ارشيف من :أخبار لبنانية
الموسوي: "اسرائيل" ستتجنب حرب استنزاف مع حزب الله لأنها غير مجدية

أكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي، اليوم، "ان مهمة الجيش اللبناني مواجهة العدوان، وكذلك كل القوات المسلحة اللبنانية مهمتها مواجهة العدوان"، مضيفاً "لكن السؤال الفعلي هل في ظل الوضع الحالي لدى الجيش اللبناني القدرات العسكرية التي تمكنه من مواجهة العدوان الجيش لا يمتلك السلاح الكافي، وهم لا يريدون المقاومة، اذاً ماذا يريدون".
وشدد الموسوي في حديثٍ إلى صحيفة "القبس" الكويتية ان "الرهان على التفاوض لاستعادة الاراضي عملية غير مجدية لأنه في ظل وقف المقاومة تنتشر عملية الاستيطان". وأردف "لقد اعلن الجانب الفلسطيني استعداده للسلام وفاوض، لكن ما زال هناك احد عشر الف أسير في السجون الإسرائيلية والاستيطان مستمر، والأكثر من ذلك أن العرب أعلنوا في قمة بيروت مبادرة السلام العربية، فماذا كان رد الجانب الإسرائيلي، إذا لا يجوز دفن رؤوسنا في الرمال والقول اننا لا نريد السلام، حتى لو أردناه، إسرائيل لا تريده وتريد العدوان، فكيف نواجهه، هل بالرايات البيضاء".
وجدد التأكيد على أن "الاعتداء الإسرائيلي على لبنان غير مرتبط بحزب الله أو بأي مقاومة أخرى، هدف إسرائيل هو السيطرة على ماء وأرض لبنان، وهذه المطامع ثابتة ويجربها الإسرائيليون"، متسائلاً لماذا إلى الآن لم ينفذ مشروع الليطاني، على الرغم من أن الأشقاء الكويتيين تفضلوا، مع كل الشكر لهم، وأبدوا استعدادهم لتمويل هذا المشروع، لماذا منذ قيام الجمهورية اللبنانية عام 1943 حتى الآن لم ينشأ هذا المشروع. الذريعة هي نفسها، هي الخوف من أن تقوم إسرائيل بقصف المنشآت، وهذا الكلام قبل حزب الله، منذ الخمسينات والستينات، هذا يعني أن العدوان الإسرائيلي على لبنان غير متوقف على هذا الأمر أو ذاك".
وتابع "سبق لسوريا، ولغير سوريا، أن فاوضت في مؤتمر مدريد من عام 1991 حتى عام 2000 ولم تنتج هذه العملية التي استمرت تسع سنوات استعادة الأراضي المحتلة، نحن حزب الله منهجيتنا المقاومة".
وعمّا إذا كان حزب الله سيستخدم السلاح اذا لم تتم الانتخابات في وقتها، أجاب الموسوي "هذا تضليل ويجب أن يتوقف، إن من استخدم السلاح في بيروت هو من استخدمه في 1 كانون الأول 2006، حين قتل الطالب أحمد محمود، ثم استخدمه في 23 كانون الثاني 2007، فالذي استخدم السلاح ضد اللبنانيين ميليشيات الفريق الأخر، لقد استخدم هذا السلاح ضد جمهور المعارضة وأدى إلى استشهاد سبع مدنيين وجرح ثلاثين شخصا قرب كنيسة مارمخايل فلا احد يلغي التاريخ، فما جرى في بيروت هو أن ثمة ميليشيات أرادت جرنا إلى حرب أهلية وقمنا بمنعها من جرنا إلى هذه الحرب، وقامت انتفاضة ضد هذه الميليشيات، مما أدى إلى لجمها وتفكيكها".
وعن توقعه بحصول ضربة اسرائيلية للجنوب قبل الانتخابات"، قال الموسوي"لقد صدرت توصيات عن منظمة الأمن تقول أن اسرائيل ستتجنب حرب الاستنزاف مع حزب الله لأنها غير مجدية والعمل ضد حزب الله بلا ضجيج أي قرار بمواصلة عمليات الاغتيال والعمليات الأمنية ضد حزب الله، والتوصية الثانية تتضمن سعى الدبلوماسية الاسرائيلية لدعم الفريق الآخر فريق 14 آذار"، مشيراً إلى أن "هناك نظرية لدى جهات إسرائيلية تقول أن احتواء حزب الله عسكريا لم يعد ممكنا وأنه عن طريق تسوية مع سوريا يمكن احتواؤه وهذه النظرية موجودة، ومنظومة الأمن تقول أنها لا تستطيع الاعتماد على هذا الموضوع بل ينبغي العمل على اقامة وضع سياسي في لبنان يحاصر حزب الله، ويكون من خلال فريق 14 آذار فيوضعون في مواجهة الحزب لمحاولة محاصرته بالفتن المذهبية أو النزاعات الداخلية، والسعي لدى الإدارة الأميركية الجديدة لإقناعها باستمرار السياسة السابقة في دعم هذا الفريق". وأمل في ألا "يقع هؤلاء مرة اخرى في وهم الرهان على امكان تحصيل أي شيء من الدعم الأميركي، فهذه التوصية التي صدرت لم نسمع أي رد عليها من هذا الفريق". ونبه من أن البعض يجد هذه التوصية بارقة أمل من خلال اعتماد المسار السوري لاحتواء الحزب، وهذا ليس جدّيا وانه ما زال هناك رهان على ان مسار 14 آذار هو لاحتواء حزب الله، ولدينا مثل لبناني يقول: "إذا هذه الغزلة غزلتك، حرير رح نلبس"، موضحاً أن "من يظن أنه يستطيع حكم لبنان منفردا فهو واهم، لبنان بلد التنوع، لا يحكم إلا بالتوافق، ولن يكون هناك منتصر بالضربة القاضية، بل هناك فائز بالنقاط، لكنه لن يستطيع ان يتفادى الفريق الآخر".
وختم بالقول "اليوم الاكثرية بيدهم السلطة فماذا حصل في لبنان. عدوان اسرائيلي واغتيالات، واعتقد لو حصلت المعارضة على الاكثرية البرلمانية فستحرص على التصرف بحكمة بما يجنبها الاخطاء الكارثية التي ارتكبتها المجموعة التي حاولت الحكم في السنوات الثلاث الماضية، في لبنان لم يعد هناك إمكان الا لاستكمال الاجراءات الدستورية لتكوين السلطة، وبرأيي أي فائز كان، فلا بد أن تكون السلطة توافقية، سواء فريقنا فاز أو الفريق الآخر، فلبنان محكوم بالتوافق".