نقلت صحيفة "الديار" الصادرة اليوم عن مصادر مطلعة قولها إن الإنقسام العربي حيال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة فتح الباب امام انتقال هذا ‏الانقسام الى الساحة اللبنانية الداخلية، خصوصا ان الوضع اللبناني يعاني في الاساس ‏انقساماً حاداً بين نهجين ورؤيتين".
وأوضحت المصادر الى ان "المماطلة من قبل بعض الانظمة العربية في انعقاد القمة العربية اتت لتزيد من هذا ‏الشرخ على كل المستويات، وكان عنوانه الأوضح انعقاد قمة الدوحة لنصرة شعب غزة، وما ‏ترافق مع هذه القمة من ضغوط مارستها العديد من الانظمة العربية المتواطئة مع العدوان ‏الاسرائيلي لمنع اكتمال نصاب قمة الدوحة حتى لا تفرض مقرراتها على هذه الانظمة، التي ظهر ‏منذ بداية العدوان انها تعارض عقد قمة عربية لاعطاء الوقت للعدو الاسرائيلي للاجهاز على ‏المقاومة الفلسطينية في القطاع".
وأشارت المصادر إلى ان الوضع اللبناني جاهز لمزيد من الانقسام، خصوصا ان ‏المواقف التي ظهرت تؤشر الى ان الساحة الداخلية لن تبقى بمنأى عن الانقسام العربي، رغم ‏الحراك الذي قام به رئيس الجمهورية ميشال سليمان للحؤول دون انعكاس الانقسام ‏العربي على الساحة الداخلية"، مذكرة بأن ضغوطات مورست على رئيس الجمهورية لمنعه من المشاركة في قمة ‏الدوحة، "لكن الأخير قرر هذه المشاركة في النهاية".
واعربت المصادر عن اعتقادها ان "الفريق الموالي في حال ارباك جدية، لان نتائج الحرب ‏ستكون لها انعكاسات كبيرة على مجمل الواقع العربي ولبنان لن يستطيع ان يكون بعيدا عن ‏هذه الانعكاسات وبالتالي فالنتائج التي انتهى اليها العدوان الاسرائيلي تؤكد فشله في ضرب ‏المقاومة، مما سيخلق واقعا جديدا على المستويين العربي والفلسطيني".
ونبهت في هذا السياق الى ان الفريق الاكثري "سيضطر الى التراجع امام ‏المحور الآخر، بسبب نتيجة الحرب التي ستخلق توازنات جديدة في المنطقة، بما في ذلك داخل ‏الساحة اللبنانية، بحيث لن يكون في مقدور الفريق الاكثري القفز فوق هذه التوازنات"، مضيفة "‏البعض في هذا الفريق قد يدفع الامور نحو توتير الأجواء السياسية على أمل ان لا تؤثر هذه ‏التوازنات الجديدة في الانتخابات المقبلة وتزيد من الخسارة المتوقعة لهذا الفريق، وهو لذلك ‏سيندفع اولا وقبل اي شيء آخر نحو المطالبة باقرار الاستراتيجية الدفاعية انطلاقا من ‏الرؤية التي يطرحها هذا الفريق والتي عنوانها الاساس انهاء كل "السلاح غير الشرعي" اي ‏الوصول الى إقرار من المعارضة وحزب الله تحديدا بتسليم سلاحه، بينما ستؤكد نتائج فشل ‏العدوان الاسرائيلي ان وجود المقاومة هو الاطار الأنسب والوحيد لمواجهة اي عدوان ‏اسرائيلي جديد على لبنان".