ارشيف من :أخبار عالمية

"تايم": "إسرائيل" تخسر حرب الإعلام في غزة

"تايم": "إسرائيل" تخسر حرب الإعلام في غزة

اعتبر أندرو لي باترز في تقرير نشرته مجلة "تايم" الأميركية بعنوان "حرب الإعلام في غزة"، ان إسرائيل قد تكون خسرت "الحرب الإعلامية" المتعلقة بالاوضاع في غزة، رغم عدم سماحها للإعلام التقليدي بدخول منطقة الصراع.  وأوضح مراسل المجلة أن قرار الجيش الإسرائيلي بعدم السماح للصحافيين الغربيين بدخول غزة في محاولة منها لتحجيم ما وصفه بالتعاطف العالمي مع الفلسطينيين "انعكس سلباً عليها وفتح المجال لوسائل الإعلام العربية وتغطيتها المنحازة للسيطرة إعلامياً على ما يدور داخل القطاع".
ولفت إلى أن تغطية المراسلين الغربيين من الخطوط الأمامية "كانت محدودة بسبب الحظر الذي فرض من قبل الإسرائيليين على دخول غزة حتى قبل بداية الصراع"، مبيناً أن أقرب وسيلة للاطلاع على ما يجري هو ملاحقة الصواريخ التي تطلقها حماس باتجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية بين الحين والآخر قبل ان يتم الاعلان عن وقف اطلاق النار.
ووجدت وسائل الإعلام نفسها في "حرب دعائية" حيث أن طرفي الحرب يحاولان بكل جهد كسب تعاطف المجتمع الدولي. وذكر لي باترز أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهي الأكثر تعقيداً في المنطقة، خططت لتنفيذ حملة دعائية مكثفة للتأكيد على منطلقين شاملين هما التركيز على أن إطلاق حماس لصواريخها باتجاه إسرائيل يشكل تهديداً لا يمكن غض النظر عنه وبالتالي فإن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، والحد من التغطية الإعلامية للمعاناة الإنسانية في قطاع غزة عن طريق الحد من الوقت والمجال الذي تخصصه وسائل الإعلام لمثل هذه التغطية".
وأشارت "تايم" إلى أن الساسة الإسرائيليين يصورون حماس على أنها "عدو لدود يهدف لإبادة اليهود، فيما يؤكد ساسة آخرون لجماهير العالم حرص الجيش الإسرائيلي على عدم استهداف المدنيين وأن تل أبيب تبذل ما بوسعها للحفاظ على أرواحهم"، لافتةً في المقابل إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين "يؤكد حين يكون الحديث موجها للاستهلاك المحلي بطش وعنف الجيش الإسرائيلي في التعامل مع الوضع في غزة وعلى أنهم يعملون ما بوسعهم للحفاظ على أرواح جنود الجيش الإسرائيلي".
وأما بالنسبة إلى "آلة حماس الدعائية"، رأى لي باترز أن الحركة "تعتمد على أساليب أقل تعقيداً تتركز على نشر صور الضحايا المدنيين الذين يخلفهم القصف الإسرائيلي لغزة لكسب تعاطف المجتمع الدولي"، مضيفاً أن مقاتلي حماس "نزعوا ملابسهم العسكرية واختلطوا بالمدنيين وأخفوا أسلحتهم وأنظمة اتصالاتهم في المنازل والجوامع، وأن حماس قد تكون سبباً في ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين جراء العمليات الإسرائيلية".
وشدد على أن أعداد الضحايا المدنيين الكبيرة "يمكنها عكس صورة الواقع على الأرض بطريقة تعلو صوت أي متحدث رسمي إسرائيلي"، مردفاً "لم يمنع الدور المحدود لوسائل الإعلام التقليدية في تغطية الصراع من الانتقاد الإسرائيلي لها، حيث نشرت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية الثلاثاء الماضي مقالاً اتهمت فيه وسائل الإعلام العالمية بالتحيز ضد إسرائيل".


2009-01-19