ارشيف من :أخبار عالمية

السياسة هيمنت على الاقتصاد في اليوم الأول لقمة الكويت مصالحات وتلويح بسحب المبادرة العربية وتوجيه البوصلة تجاه فلسطين

السياسة هيمنت على الاقتصاد في اليوم الأول لقمة الكويت مصالحات وتلويح بسحب المبادرة العربية وتوجيه البوصلة تجاه  فلسطين

كتب علي عوباني

هيمنت السياسة على الاقتصاد في اليوم الاول لقمة الكويت الاقتصادية ، فأعادت البوصلة الى القضية المركزية الاساسية الا وهي قضية فلسطين بعدما ضيع البعض الاتجاه الصحيح فانقسم العرب بين معتدلون وممانعون واصبحت القمة العربية قمم ، والجامعة العربية جامعات ، ففيما كان ينظر البعض بعين الريبة والحذر لما يمكن ان تؤول اليه الامور خلال القمة الاقتصادية المنعقدة في الكويت بالنظر لرداءة الواقع العربي الهش الذي تكشف جراء العدوان الصهيوني على غزة وفيما كانت التوقعات تشير الى الاسوأ ...جاءت النتائج على عكس ما تشتهي سفن بعض المراهنين ولا سيما داخل الكيان الصهيوني ذاته .
وفي هذا الاطار كان ابرز ما شهدته قمة اليوم الاجتماعات الثنائية والثلاثية ...والسباعية التي جرت على هامش القمة والتي افضت الى مصالحات عربية عربية هامة ستؤسس لمرحلة جديدة بعد حالة الانقطاع والتوتر في العلاقات بين بعض الدول العربية التي سادت خلال المرحلة الماضية ، مما قد يؤدي الى تعزيز الموقف العربي تجاه قضاياه الحساسة في المنطقة لاحقا.
وفي هذا الاطار فقد قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إنه تم التوصل إلى مصالحة بين قادة كل من السعودية وسوريا وبين مصر وقطر على هامش القمة الاقتصادية العربية بالكويت. وقد أعلن بالقمة عن تخصيص مليار دولار لصندوق دعم غزة، بينما تضاربت فيها تصريحات القادة العرب بشأن التعامل مع "إسرائيل" مستقبلا.
وأوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مقابلة مع الجزيرة أن ما حصل ليس ترطيبا للأجواء وإنما هو مصالحة "من القلب للقلب" مضيفا أن ثمة تفاهمات سوف تنعكس على العمل العربي المشترك.
وأضاف أنه "ليس ثمة شك في أن دماء الشهداء لم تذهب هدرا، وأن ما حصل اليوم في قمة الكويت هو نتيجة لتلك الدماء". وشدد على ضرورة المصالحة بين الفلسطينيين المرحلة القادمة, كما أكد أنه لا يوجد أي خلاف قطري مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وكان ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود قد جمع قادة كل من سوريا ومصر وقطر والكويت والأردن على مائدة غداء اليوم.
وبخصوص العلاقة المتوترة بين دمشق والقاهرة، فقد نسب موفد الجزيرة إلى قمة الكويت علي الظفيري لمصادر خاصة أنه لم يحدث تقدم على ذلك المسار، مع تأكيده أن الأجواء الإيجابية التي أشاعتها قمة الكويت قد تنعكس إيجابا على العلاقات العربية عموما.
وفي السياق قال مصدر سوري مسؤول لقناة المنار ان اللقاء على هامش القمة  كان صريحا وجادا, مضيفا ان اللقاء يعتبر خطوة اولى باتجاه مناقشة القضايا العربية للاتفاق على المبادئ.
وفيما شهدت كلمات عدد من القادة تشديدا على ما يسمى المبادرة العربية للسلام كالرئيس المصري وامير الكويت كانت كلمات اخرى تدعو لدعم المقاومة الفلسطينية كما دعا الرئيس السوري. كما شهد موقف الرئيس المصري هجوما على قوى خارجية لم يحددها قال انها تستغل مأساة غزة لاختراق عالمنا العربي وتتاجر بدماء الفلسطينيين.
وصرحت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية برئاسة الجمهورية لوكالة الأنباء السورية "سانا" أن اللقاء كان صريحاً وجاداً نوقشت خلاله المواقف الواجب اتخاذها لاستعادة التنسيق العربي بما يخدم القضايا العربية وكرامة الشعب العربي واستعادة الحقوق المغتصبة.
وقد انعقدت القمة العربية الاقتصادية بحضور قادة 17 دولة عربية. وتمثلت الدول ال22 الاعضاء في الجامعة العربية في هذه القمة التي يحضرها قادة مصر والسعودية والامارات والبحرين وقطر وسوريا ولبنان والاردن والسلطة الفلسطينية وتونس والجزائر والسودان وجيبوتي وجزر القمر والعراق واليمن وامير الدولة المضيفة الكويت.
وبحثت القمة سلسلة من مشاريع القرارات الاقتصادية والتنموية من اجل اقرارها. ويضاف الى هذه المشاريع مشروع قرار حول غزة اتفق عليه وزراء الخارجية، وذلك بعد وقت طويل من العدوان وبعد يومين على اعلان العدو وقف النار من جانب واحد.
وشدد امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في افتتاح القمة على اهمية المبادرة العربية للسلام معتبرا انها تمثل اساس الموقف العربي. وذلك بعد مطالبة عدة دول عربية بتجميدها . وقال "لعل المبادرة العربية للسلام التي اعتمدت وتكرر التاكيد عليها في عدة مؤتمرات قمة تمثل الاساس لموقفنا العربي الواضح".
من جهته اعتبر الرئيس المصري انه حان الوقت لان تقبل "اسرائيل" والدول الكبرى بالمبادرة العربية للسلام وان تتجاوب معها. وقال مبارك "اقترحنا مبادرة عربية للسلام منذ قرابة السبع سنوات وقد حان الوقت لان يتم التجاوب والتعامل معها وان تؤخذ من قبل اسرائيل والقوى الدولية الكبرى على محمل الجد". واعرب الرئيس المصري من جهة ثانية عن الاسف لان يسمح العرب بما وصفه استغلال مأساة غزة "لاختراق العالم العربي".  وقال "من المؤسف ان نسمح باستغلال مأساة غزة لاختراق عالمنا العربي بقوى من خارجه تتطلع للهيمنة وبسط النفوذ وتتاجر بارواح الفلسطينيين ودمائهم".
واضاف ان "العلاقات العربية العربية ليست في احسن احوالها .. لا مجال في هذه العلاقات للالتواء والتطاول ولا مجال للتخوين وسوء القول والفعل والتصرف وكاننا نعود بعالمنا العربي الى الوراء. وتابع انه "من المؤسف ان يعمل البعض الى تقسيم العرب الى دول اعتدال ودول ممانعة" متسائلا "هل هي عودة الى جبهة الرفض خلال سبعينات القرن الماضي".
واكد ان "مصر ستواصل جهودها لتحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل فبدونها لن يتحقق استقرار غزة ولا اعمارها ولا الانهاء التام لحصارها".
بدوره اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد في افتتاح القمة ان مبادرة السلام العربية في حكم الميتة ولم يبق سوى نقلها من سجل الاحياء الى سجل الاموات. ودعا نظراءه العرب الى دعم المقاومة الفلسطينية  بشكل صريح ورفض اضعافها والتشكيك في شرعيتها. ودعا الاسد الى الدعم المعنوي والسياسي لغزة وللتأكيد على "حقها في مقاومتها الثابت بالرد على العدوان".  وطالب بتقديم "دعمنا الصريح غير الملتبس للمقاومة الفلسطينية ورفض كل ما من شانه التشكيك في وطنيتها وشرعيتها او اضعافها". كما اقترح الاسد على القمة ان "تتبنى رسميا وصف الكيان الصهيوني بالكيان الارهابي" خصوصا بعد الحرب في غزة.
وفي كلمته في افتتاح القمة اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان خطوتي كل من قطر وموريتانيا بوقف العلاقات التمثيلية مع "اسرائيل" خطوتان تحوزان على التقدير.
وقال الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في كلمته ان المبادرة العربية للسلام لن تبقى على الطاولة الى الابد. واعلن فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية العربية. وقال "علينا تجاوز الخلافات السياسة العربية التي ادت الى فرقة بين الدول العربية وانشقاق الصف ليستغله كل من يريد لتحقيق اهدافه الاقليمية".ودعا الملك عبدالله الى الوحدة الفلسطينية معلنا تقديم مليار دولار لاعادة اعمار قطاع غزة.
الى ذلك دعا الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس الى تشكيل حكومة وفاق وطني. وقال عباس ان "ما هو ضروري وواجب ان نلتقي جميعا كفلسطينيين بشكل فوري في ارض مصر كي نتفق". واضاف "المطلوب الآن اذا اتفقنا. ونرجو ان نتفق. حكومة وفاق وطني تاخذ على عاتقها اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة".
ودعا عباس كافة الفصائل الفلسطينية الى اللقاء فورا في مصر لتسوية خلافاتها. وقال "ما هو مناسب حقا وضروري وواجب أن نلتقي جميعا كفلسطينيين من كافة الفصائل والاطياف والشرائح وبشكل فوري على ارض مصر كي نتفق ما دمنا قد تحاورنا الاف الساعات."
 
 
 

2009-01-19