ارشيف من :آراء وتحليلات
حقول النفط.. بوصلة السياسة الغربية في ليبيا

أحمد شعيتو
من يمعن النظر في عمق خلفيات المواقف والسياسات والتحركات الغربية الحالية تجاه ليبيا وحتى تاريخياً، يتماثل امام ناظريه حقول النفط الليبية الغنية... كهدف أساسي. فخريطة ليبيا النفطية من الأهمية الإستراتيجية بمكان بحيث تحمل تأثيرات جمة على "أجندة" السياسات الغربية الحالية بشأن ليبيا والثورة، هذا عدا عن تاثر سوق النفط العالمي وأسعاره وكميات الإنتاج والتصدير بأحداث الثورة.. وفي ظل ازمة اسعار النفط العالمية تكبر هذه الأهمية وهذا التأثير..
فاميركا واوروبا تخشيان من تأثر صادرات النفط الليبية بسبب انعكاس ذلك على اقتصادهم جراء نقص امدادات النفط العالمية اضافة الى زيادة ارتفاع اسعار النفط كما ان لبعض الدول الغربية مصالح خاصة مرتبطة بشركات التنقيب عن النفط.
يهدد ارتفاع أسعار النفط الولايات المتحدة مباشرة بحسب المتابعين لحيثيات الاقتصاد الاميركي بعودة الركود الاقتصادي الذي اصابها أثناء الازمة المالية التي ضربتها منذ عامين والتي كانت ايضا على مستوى العالم، ويحذر الخبراء الاقتصاديون من أن بقاء أسعار النفط فوق مستوى المئة دولار للبرميل الواحد لفترة مطولة سيؤدي إلى اقتطاع ربع الناتج المحلي الإجمالي الأميركي أو نصفه، بما يؤدي إلى تأخير النهوض الاقتصادي المحدود الذي كان يتم العمل عليه. وبالنسبة لأوروبا فإنه رغم ان ليبيا لا تضخ كميات من النفط تهدد الاقتصاد العالمي، فان انتاجها (1,6 مليون برميل/ يوم) يعتبر بالغ الأهمية لعدد من الدول الاوروبية، حيث ان تطور احداث ليبيا رفع سعر البرميل الى حدود 120 دولاراً في خلال أيام. وكمثال فإن ايطاليا كانت ستشهد كارثة في الشتاء لو توقف ضخ الغاز الطبيعي في أنبوب "غرين ستريم" الذي يُمدّ إيطاليا بخُمس احتياجاتها من الغاز.
لذا فإن مثل هذا الوضع سيؤثر في الاقتصاد العالمي والدول المستهلِكة للنفط، حيث كان الصمت في البداية بسبب مصالح بمليارات الدولارات تُستغلّ في قطاع نفطي ليبي هائل، بما يوفر عائدات ضخمة وكذلك فإن الامدادات النفطية تعتبر اساسية في شتاء اوروبا القارس وعليها تتوقف سياسات كثيرة وهذا تطبيق لمقولة ان النفط والغاز الطبيعي أكبر المحدّدات الجيوسياسية التي تسيطر على أجندات السياسة الدولية في الغرب .
ويؤكد محللون ان سكوت الغرب فترة ليست بقليلة على الاحداث في ليبيا كان بسبب امانيهم بأن ينتصر القذافي على مناوئيه وتستمر اسس المصالح في هذا البلد النفطي.. لكن مع استمرار الاحداث وارتكاب المجازر لم يعد بالامكان وقوف موقف الصمت من قبل بلدان تدعي الحرص على حقوق الانسان فبادر الغرب الى الخطة التالية وهي التدخل المباشر لإضعاف القذافي وفتح قنوات تواصل مع المعارضة الليبية في الوقت نفسه لمحاولة تثبيت المكاسب الاقتصادية والاستراتيجية في هذا البلد..
وبالعودة الى التاريخ النفطي الليبي فإن شركات النفط الأميركية، قدمت على ليبيا في الستينات من القرن الماضي، ثم تلتها الشركات الاوروبية ورغم ذلك فإن اكبر كميات النفط الليبي تصدر الى اوروبا وتقف اميركيا في ذيل قائمة المستوردين.
ومنذ رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي كانت مفروضة على ليبيا عام 2005، توجّهت إلى ليبيا أكثر من 100 شركة لاستثمار آخر الحقول النفطية غير المكتشفة في العالم.
وليبيا التي هي دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط يبلغ انتاجها من النفط في الاحوال العادية نحو 1.6 مليون برميل يوميا..تصدر ليبيا كميات من النفط تفوق ما تستورده. ويقدر استهلاكها المحلي بنحو 270 ألف برميل يوميا فقط.
ويتجه أكثر من 85 في المئة من صادرات النفط الخام الليبية إلى أوروبا، بينما يتجه نحو 13 في المئة شرقا عبر قناة السويس إلى آسيا والصين.
شركات النفط العالمية الكبرى العاملة في ليبيا هي "إيني" و"شتات أويل هايدرو" و"أوكسيدنتال بتروليوم" و"أو إم في" و"كونوكو فيليبس" و"هيس كورب" و"ماراثون" و"شل" و"بي بي" و"أكسون موبيل" و"وينترشال" التابعة لـ"باسف للكيماويات".
وفي خريطة النفط الليبية معظم حقول النفط الليبية تقع داخل وحول حوض سرت الذي يحتوي على 80 في المئة من الاحتياطات النفطية الليبية، يضاف الى هذا الحوض مناطق أخرى مهمة من بينها غدامس وبرقة وحقل مرزوق في الجنوب الليبي.
اذاً يتركز النفط بشكل أساسي في منطقة وسط وشرق ليبيا، ويقابلها على البحر المتوسط خليج سرت. كما يوجد الكثير من الحقول في البحر بعدد من المدن.. أما بالنسبة للمدن الليبية من حيث الأهمية النفطية فهي على النحو التالي:
ـ البريقة: وهي اهم منطقة في تصدير النفط في ليبيا
ـ طبرق: وهي ميناء نفطي
ـ الزاوية: يوجد بها أكبر معمل تكرير للنفط في ليبيا، وبجوارها توجد قرية صغيرة شهيرة اسمها «ميليت»، وتعتبر منطقة تجمع وميناء للغاز الطبيعي
ـ رأس لانوف: وفيها المعامل الكبرى للصناعات النفطية في ليبيا، وتعد أيضا ميناء للتصدير.
لذا لا عجب ان تتركز الاحداث حول حقوق النفط في الشمال ولا عجب ايضا ان ينخفض انتاج ليبيا من النفط الى النصف اثناء الأحداث كما اكد رئيس مؤسسة النفط الليبية.. كما لا يصبح غريبا ان تثير أحداث ليبيا "نقزة" قوية في الغرب يصل الى حد الرعب خوفاً على الاقتصاد والمصالح..
من يمعن النظر في عمق خلفيات المواقف والسياسات والتحركات الغربية الحالية تجاه ليبيا وحتى تاريخياً، يتماثل امام ناظريه حقول النفط الليبية الغنية... كهدف أساسي. فخريطة ليبيا النفطية من الأهمية الإستراتيجية بمكان بحيث تحمل تأثيرات جمة على "أجندة" السياسات الغربية الحالية بشأن ليبيا والثورة، هذا عدا عن تاثر سوق النفط العالمي وأسعاره وكميات الإنتاج والتصدير بأحداث الثورة.. وفي ظل ازمة اسعار النفط العالمية تكبر هذه الأهمية وهذا التأثير..
فاميركا واوروبا تخشيان من تأثر صادرات النفط الليبية بسبب انعكاس ذلك على اقتصادهم جراء نقص امدادات النفط العالمية اضافة الى زيادة ارتفاع اسعار النفط كما ان لبعض الدول الغربية مصالح خاصة مرتبطة بشركات التنقيب عن النفط.
يهدد ارتفاع أسعار النفط الولايات المتحدة مباشرة بحسب المتابعين لحيثيات الاقتصاد الاميركي بعودة الركود الاقتصادي الذي اصابها أثناء الازمة المالية التي ضربتها منذ عامين والتي كانت ايضا على مستوى العالم، ويحذر الخبراء الاقتصاديون من أن بقاء أسعار النفط فوق مستوى المئة دولار للبرميل الواحد لفترة مطولة سيؤدي إلى اقتطاع ربع الناتج المحلي الإجمالي الأميركي أو نصفه، بما يؤدي إلى تأخير النهوض الاقتصادي المحدود الذي كان يتم العمل عليه. وبالنسبة لأوروبا فإنه رغم ان ليبيا لا تضخ كميات من النفط تهدد الاقتصاد العالمي، فان انتاجها (1,6 مليون برميل/ يوم) يعتبر بالغ الأهمية لعدد من الدول الاوروبية، حيث ان تطور احداث ليبيا رفع سعر البرميل الى حدود 120 دولاراً في خلال أيام. وكمثال فإن ايطاليا كانت ستشهد كارثة في الشتاء لو توقف ضخ الغاز الطبيعي في أنبوب "غرين ستريم" الذي يُمدّ إيطاليا بخُمس احتياجاتها من الغاز.

ويؤكد محللون ان سكوت الغرب فترة ليست بقليلة على الاحداث في ليبيا كان بسبب امانيهم بأن ينتصر القذافي على مناوئيه وتستمر اسس المصالح في هذا البلد النفطي.. لكن مع استمرار الاحداث وارتكاب المجازر لم يعد بالامكان وقوف موقف الصمت من قبل بلدان تدعي الحرص على حقوق الانسان فبادر الغرب الى الخطة التالية وهي التدخل المباشر لإضعاف القذافي وفتح قنوات تواصل مع المعارضة الليبية في الوقت نفسه لمحاولة تثبيت المكاسب الاقتصادية والاستراتيجية في هذا البلد..
وبالعودة الى التاريخ النفطي الليبي فإن شركات النفط الأميركية، قدمت على ليبيا في الستينات من القرن الماضي، ثم تلتها الشركات الاوروبية ورغم ذلك فإن اكبر كميات النفط الليبي تصدر الى اوروبا وتقف اميركيا في ذيل قائمة المستوردين.
ومنذ رفعت الولايات المتحدة العقوبات التي كانت مفروضة على ليبيا عام 2005، توجّهت إلى ليبيا أكثر من 100 شركة لاستثمار آخر الحقول النفطية غير المكتشفة في العالم.
وليبيا التي هي دولة عضو في منظمة الدول المصدرة للنفط يبلغ انتاجها من النفط في الاحوال العادية نحو 1.6 مليون برميل يوميا..تصدر ليبيا كميات من النفط تفوق ما تستورده. ويقدر استهلاكها المحلي بنحو 270 ألف برميل يوميا فقط.
ويتجه أكثر من 85 في المئة من صادرات النفط الخام الليبية إلى أوروبا، بينما يتجه نحو 13 في المئة شرقا عبر قناة السويس إلى آسيا والصين.
شركات النفط العالمية الكبرى العاملة في ليبيا هي "إيني" و"شتات أويل هايدرو" و"أوكسيدنتال بتروليوم" و"أو إم في" و"كونوكو فيليبس" و"هيس كورب" و"ماراثون" و"شل" و"بي بي" و"أكسون موبيل" و"وينترشال" التابعة لـ"باسف للكيماويات".
وفي خريطة النفط الليبية معظم حقول النفط الليبية تقع داخل وحول حوض سرت الذي يحتوي على 80 في المئة من الاحتياطات النفطية الليبية، يضاف الى هذا الحوض مناطق أخرى مهمة من بينها غدامس وبرقة وحقل مرزوق في الجنوب الليبي.
اذاً يتركز النفط بشكل أساسي في منطقة وسط وشرق ليبيا، ويقابلها على البحر المتوسط خليج سرت. كما يوجد الكثير من الحقول في البحر بعدد من المدن.. أما بالنسبة للمدن الليبية من حيث الأهمية النفطية فهي على النحو التالي:
ـ البريقة: وهي اهم منطقة في تصدير النفط في ليبيا
ـ طبرق: وهي ميناء نفطي
ـ الزاوية: يوجد بها أكبر معمل تكرير للنفط في ليبيا، وبجوارها توجد قرية صغيرة شهيرة اسمها «ميليت»، وتعتبر منطقة تجمع وميناء للغاز الطبيعي
ـ رأس لانوف: وفيها المعامل الكبرى للصناعات النفطية في ليبيا، وتعد أيضا ميناء للتصدير.
لذا لا عجب ان تتركز الاحداث حول حقوق النفط في الشمال ولا عجب ايضا ان ينخفض انتاج ليبيا من النفط الى النصف اثناء الأحداث كما اكد رئيس مؤسسة النفط الليبية.. كما لا يصبح غريبا ان تثير أحداث ليبيا "نقزة" قوية في الغرب يصل الى حد الرعب خوفاً على الاقتصاد والمصالح..