ارشيف من :أخبار عالمية
المدفعية الأميركية تطلق 21 قذيفة معلنة تولي اوباما رسميا رئاسة البيت الابيض
المحرر الدولي
أطلقت المدفعية الأميركية 21 قذيفة مساء اليوم لتعلن بذلك بدء ولاية الرئيس المنتخب باراك أوباما كرئيس جديد للولايات المتحدة الأميركية ودخوله البيت الابيض وذلك بعد ان ادى الاخير أدى اليمين الدستورية امام ملايين الاميركيين الذين تدفقوا على واشنطن واجتمعوا في الساحة التي تمتد في المول على سفح مبنى الكابيتول مقر الكونغرس الاميركي، ونصب باراك أوباما (47 عاما) ، ليكون الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة بعد ان خلف الرئيس الاسبق جورج بوش الذي غادر البيت الأبيض كأحد أقل رؤساء البلاد شعبية بعد ثماني سنوات من ولاية لم تخلف ورائها سوى الحروب والأزمات في العالم تاركا لخليفته حربين وأزمة مالية حادة وتحالفات دولية متصدعة .
وخلال خمس سنوات فقط، قفز أوباما من منصبه كسيناتور عن ولاية إلينوى غير معروف كثيرا، إلى أول رئيس أميركي أسود أقنع الأميركيين بقدرته على قيادة بلادهم رغم قلة خبرته نسبيا.
واتخذت بهذه المناسبة اجراءات امنية لا سابق لها لهذه المناسبة فقد نشر 12 الف عسكري وآلاف من رجال الشرطة ونظمت دوريات جوية لمواجهة اي محاولة اعتداء يمكن ان تقوم بها مجموعات متطرفة .
ويتوقع أن يبدأ الرئيس الجديد أول أيام عمله الأربعاء بتوقيع مرسوم سحب القوات الأميركية من العراق، وهي عملية تستمر 16 شهرا. ويدخل أوباما البيت الأبيض معززا بأغلبية في غرفتي الكونغرس استرجعها الديمقراطيون لأول مرة منذ 1994، لكنه يستلم تركة ثقيلة.
فداخليا تواجهه أزمة اقتصادية حادة وترليون دولار عجز فدرالي ومخاوف من انهيار بنوك أخرى، وفي الخارج تحالفات تصدعت وصورة سيئة لأميركا بسبب حربي أفغانستان والعراق وصراع عربي إسرائيلي كانت آخر حلقاته حربا على غزة. وقد أكد أوباما لأنصاره ثقته في تجاوز الأزمة، لكنه حذرهم أيضا من أن ذلك لن يحدث قبل أن يمر البلد بالأسوأ.
وحملت اليوم افتتاحيات اغلبية صحف العالم على الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش محملة مسؤولية تشويه سمعة الولايات المتحدة من خلال سياسته التي اجمعت هذه الافتتاحيات على وصفها بانها مصابة بالغرور وتفتقر للكفاءة.
وانتقدت المقالات الافتتاحية لصحف المانية وكندية وبريطانية وفرنسية اليوم نقلتها رويترز بوش بسبب شنه الحربين على العراق وافغانستان واغراق الاقتصاد الامريكي في كساد وتحويل الفائض في الميزانية الى ديون متراكمة كما انتقدت سياساته بشأن البيئة وتشويه سمعة الولايات المتحدة من خلال معتقل غوانتانامو.
ووصفت صحيفة سودويتش تسايتونج الالمانية بوش في مقال بعنوان بوش زعيم ضعيف غرق في منصبه بأنه كان فاشلا. وقالت ان بوش خلط بين العناد والمبادىء وأصبحت امريكا غير متسامحة وسوف يستغرق الامر وقتا طويلا لاصلاح هذا الضرر الذي الحقه بوش.
وقالت صحيفة داي تسايت الالمانية ان بوش جلب أكبر بؤس على العالم بعقليته التي استندت الى ان من ليس صديقه فهو عدوه.
من جهتها عنونت صحيفة تورونتو غلوب الكندية افتتاحيتها بالقول.. وداعا يا أسوأ رئيس على الاطلاق . واضافت ان بوش كان كارثة تامة فشل بشأن أكبر القضايا من الحرب على العراق الى ارتفاع درجة حرارة الارض والتعامل مع الاعصار كاترينا واندلاع اسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد العظيم.
وأكدت صحيفة صنداي تايمز البريطانية.. ان بوش يترك بلدا واقتصادا ممزقا حيث ان الديون الامريكية والبطالة تضاعفت في عهده.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية ان بوش دخل البيت الابيض وفائض الميزانية 128 مليار دولار لكنه يغادره وقد بلغ العجز 482 مليار دولار مضيفة انه يترك العالم يواجه أكبر أزمة منذ الكساد العظيم والشرق الاوسط مشتعل وسمعة الولايات المتحدة في أدنى مستوى.
وقالت صحيفة سكوتش ديلي ان امريكا تعاني من الكراهية في اجزاء كثيرة من العالم وان بوش يترك ميراثا من الحروب والتباطؤ في الاقتصاد العالمي وهو يغادر منصبه كرجل محب للحروب يترك العالم مكانا أكثر خطورة على حافة الانهيار الاقتصادي.
بدورها قالت مجلة الايكونومست انبوش يترك الرئاسة وهو يعاني من أدنى شعبية وهو أكثر الروءساء اثارة للانقسام في التاريخ الامريكي فقد تولى الرئاسة خلال أكثر الفترات كارثية في سمعة امريكا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية انه من الصعب ان ترى مؤرخا لا يقول ان بوش كان أكثر زعيم كارثى شهدته الولايات المتحدة على الاطلاق.
أما صحيفة جيروزالم بوست اليومية الاسرائيلية فاعتبرت ان بوش كان أفضل صديق لاسرائيل من بين كل رؤساء امريكا على مدى الستين عاما الماضية .
وبالموازاة طالب محقق الأمم المتحدة في قضايا التعذيب مانفريد نواك بمقاضاة الرئيس الأميركي "المنتهية ولايته" جورج بوش ووزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد بتهم التعذيب وإساءة معاملة مسجونين في معتقل "غوانتانامو" الأميركي بكوبا. وأوضح نواك في تصريحات للقناة الثانية بالتليفزيون الألماني "زد.دي.إف" ان "الأدلة موجودة على الطاولة"، مؤكدا تحمّل بوش ورامسفيلد مسؤولية وسائل التعذيب الشنيعة والمعاملة غير الانسانية للمعتقلين. وأضاف نواك: "لا يجب أن ندور حول الموضوع.. كان تعذيبا".
وأكد المحقق الأممي الزام الحكومة الأميركية الجديدة وعلى رأسها الرئيس الجديد باراك أوباما باتخاذ الاجراءات القانونية ضد بوش ورامسفيلد وغيرهم من المسؤولين.
ورأى أنه يتعين على الولايات المتحدة "القيام بكل ما تستطيع من أجل تقديم الاشخاص الذين يواجهون تهم ممارسة التعذيب للمحاكمة، انطلاقا من أن أميركا صدقت على معاهدة الامم المتحدة لمكافحة التعذيب وبالتالي التزمت بها".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018