ارشيف من :أخبار لبنانية

"الأخبار": جهد أميركي لضرب الحال العونية

"الأخبار": جهد أميركي لضرب الحال العونية

نقلت صحيفة "الأخبار" الصادرة اليوم عن مصادر دبلوماسيّة أن الأميركيين يركزون في معظم مداولاتهم في لبنان على كيفية استعادة ودّ المسيحيين، وهم يعجزون عن فهم الانعطاف الكبير في المزاج المسيحي، وتتراكم عندهم إحصاءات تتحدث عن ثبات التفاف مسيحي كبير حول العماد عون رغم خياراته السياسية التي يصنّفها دبلوماسيّو عوكر ضمن خانة "الإرهاب".
وفي رأي أحد المتتبعين، فإن العوكريين، بعدما فشلوا في حصار حزب الله عسكرياً وسياسياً، وبعدما فشلت محاولاتهم لإقناع عون بالانضمام إلى معسكرهم، يركزون جهودهم لضرب الحال العونيّة، وإعادة استيعاب المسيحيين المرددين بوسائل مختلفة أنّ ثمّة وهماً أميركياً لا حلماً أميركياً، متبنّين مبدأ الاندماج في محيطهم بدل التعويل على حمايات أميركية وفرنسيّة تبقى تحت رحمة المصالح.

وهم، على ما يقول دبلوماسي أميركي شاب، يعملون على ثلاثة مستويات لإعادة استيعاب المسيحيين: المستوى الاول هو بتوفير دعم شكلي ومادي لرئيس الجمهوريّة وقائد الجيش بصفتهما مارونيي السلطة في لبنان. ولن يتردد الرئيس الأميركي الجديد في تكريم نظيره اللبناني باستقبال يوازي في رمزيته استقبال الرئيس السوري بشار الأسد للعماد عون. وكانت السفارة الأميركية في لبنان تتطلع بحماسة لتقديم الولايات المتحدة إلى الجيش اللبناني عشرات طائرات الهليكوبتر إضافة إلى مناظير ليليّة في شهر نيسان المقبل، لعل خطوة كهذه تؤثر في الانتخابات النيابيّة.

أما المستوى الثالث فهو يتمثل الضغط على أصدقائهم المحتفظين بعلاقات طيبة مع العماد عون، وبعض هؤلاء يسعون للترشح على لوائح عون. ويواجه الأميركيون هنا معضلة أصعب من إقناعهم المسيحيين بزعامة سليمان بدل زعامة عون. إذ يبدو اقتناع أصدقاء أميركا بسياسة عون محرجاً للإدارة الأميركية لا العكس. مع العلم أن فريق عمل عون يضم خبراء متعمّقين في دراسة سياسات الولايات المتحدة. ويذكر أن بعض أصحاب المصالح في الولايات المتحدة، القريبين من عون، يحاولون التوفيق بين خياراتهم السياسيّة والديمقراطية الأميركيّة المطعّمة بلوائح دعم الإرهاب، وتجربة أحد أهم اللبنانيين الذي منع من دخول الولايات المتحدة ستة أشهر لدعمه جمعية قريبة من حزب الله لا تزال حاضرة.
وثالثا، إحاطة الانتخابات النيابيّة المقبلة بمتابعة تشمل كل التفاصيل من دون استثناء، ودعم خصوم عون بكل ما يلزمهم من حاجات تقنيّة ومعنويّة يمكن أن تؤثر في الرأي العام.

2009-01-21