ارشيف من :أخبار عالمية

"يونغا فيلت" الألمانية: سرقة غاز غزة أحد دوافع العدوان الإسرائيلي

"يونغا فيلت" الألمانية: سرقة غاز غزة أحد دوافع العدوان الإسرائيلي

تحت عنوان "إسرائيل تسرق الغاز الفلسطيني" كتب راينر روب في صحيفة "يونغا فيلت" الألمانية أن إسرائيل "شنت حملتها العسكرية الدموية الأخيرة على غزة بدافع رئيس هو وضع يدها والسيطرة الكلية على احتياطات الغاز الهائلة الموجودة أمام ساحل غزة".
واستشهد روب بما أكده عالم الاقتصاد الكندي ميشيل خوسودوفوفسكيو والصحافي الإسرائيلي ماتييف كريغير، الذي كشف الأحد الماضي أن الحملة الإسرائيلية على غزة استهدفت توجيه ضربة قوية لحركة المقاومة الإسلامية حماس ترغمها على القبول بشروط لوقف النار، تتضمن تخليها عن المطالبة بأي حق في الغاز الموجود أمام ساحل غزة.

وذكر الصحافي الألماني أن اكتشاف الغاز بكميات هائلة أمام ساحل غزة بدأ عام 2000، بعد منح حركة فتح حقوق التنقيب عن النفط والغاز بتلك المنطقة 25 عاما لشركة الغاز البريطانية "بي جي" وشريكتها مجموعة "سي سي سي" اليونانية المملوكة لعائلتي صباغ وخوري اللبنانيتين.
وأشار إلى موافقة فتح في اتفاقية التنقيب عند توقيعها عام 1999 على حصول صندوق الاستثمار الفلسطيني على 10 في المئة فقط من عوائد بيع الغاز مقابل حصول الشركة البريطانية على 60 في المئة، والمجموعة اليونانية 30 في المئة من هذه العوائد.

ولفت إلى سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون فور توليه رئاسة الحكومة عام 2001 إلى الاستحواذ الكامل على الغاز الفلسطيني، ورفعه دعوى أمام المحكمة العليا لإلغاء حق السلطة الفلسطينية في غاز غزة.
وتابع "إسرائيل استغلت الجدل الدولي الذي أثير حول فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006، لإحكام سيطرتها على الغاز بحقل أوفشور بحجة منع الحركة من الاستفادة من عوائده".
وكشف روب أن الشركة البريطانية رضخت تلك الفترة لطلب رئيس الوزراء البريطاني (يومذاك) توني بلير، وتراجعت في اللحظة الأخيرة عن تنفيذ اتفاقية لنقل الغاز من ساحل غزة إلى مصر.

كما أشار إلى أن "بي جي" خالفت بعد ذلك كل القوانين الدولية والأعراف الأخلاقية، ووقعت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عقدا ابتدائيا بقيمة أربعة مليارات دولار لنقل الغاز من أوفشور إلى "إسرائيل". وذكر روب أيضا أن "إسرائيل كانت تعتزم تضمين العقد بندا يتيح لها نقل كل احتياطات الغاز من غزة إلى ميناء أشكول، لتحكم بذلك سيطرتها الكاملة على الغاز الفلسطيني".
وأضاف أن معارضة حماس الشديدة لهذا الإجراء، "جعل الشركة البريطانية تتراجع عن مواصلة تعاملها مع إسرائيل وإغلاق مكاتبها هناك".

ونسب روب إلى الصحافي الإسرائيلي ماتييف كريغير قوله إن "تخطيط تل أبيب لحربها الأخيرة على غزة بدأ في حزيران/يونيو 2008، بموازاة محاولاتها إعادة الاتصال مع شركة "بي جي"، إذا يشير كريغير إلى أن موافقة حماس على تخليها عن حقها بعائدات غاز غزة الوارد كشرط في اتفاقية وقف النار، "ستمكن إسرائيل من التفاوض مجددا مع الشركة البريطانية للحصول على الغاز الوارد من حقل أوفشور أمام ساحل القطاع".

2009-01-22