ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: تعود الى الحرب الصليبية ودمرها الاسرائيليون على مراحل

تحقيق وتصوير: غنوة ملحم

تحمل منطقة الجنوب بما تتضمن من مدن وقرى, واحدة من أهم الحقبات التاريخية التي مرت على العالم في فترة من التاريخ, وتترجم أهمية هذه الحقبة ومن شغلها بالاثار والقلاع التي خلفتها ورائها تاركة نموذجا من العراقة التاريخية والعمرانية, ما لبثت الايادي الاسرائيلية ان دمرته وقضت على معالمه, وليس أهم من قلعة "شمع" الجنوبية لنتحدث في هذا المجال.
تشغل قلعة شمع تلة مترامية الأطراف، تشرف شرقاً على كل القرى والبلدات في قضاءي صور وبنت جبيل، وتطل جنوباً على الساحل الفلسطيني، وشمالاً على الساحل اللبناني الممتد من صيدا شمالاً حتى صور جنوباً.
ويعزو المتابعون لتاريخ هذه القلعة قيمتها إلى موقعها هذا، الذي اتخذته في الحقبة الصليبية إذ بناها الصليبيون منذ نحو ألف عام، لتكون لهم عيناً على صور وكل منطقتها الجغرافية، فيما يعدها أبناء المنطقة والجوار من الأمكنة المقدسة التي يقصدونها، إما للتبرك أو لإيفاء النذور.
حرب تموز حولتها ركاما
ولا يمكن في زيارة خاطفة إلى قلعة شمع، في البلدة التي تحمل اسمها، المستمد من تخفيف اسم "شمعون الصفا" صاحب المقام الشهير المجاور للقلعة، الوقوف على تفاصيلها التاريخية والهندسية؛ إذ يظهر سريعاً فعل التخريب الإسرائيلي فيها، والدمار الجديد اللاحق بعقودها وقناطرها وأقبيتها وأجرانها، بعدما حوّلها موقعاً له يطل على فلسطين المحتلة، إبان الاحتلال المباشر، قبل العام 2000 وما لبث أن دمرها تدميرا كاملا في عدوان 2006.
ويعترف هؤلاء المتابعون بأن محطة الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت قرابة ربع قرن كانت واحدة من أسوأ المحطات التي مرّت بها القلعة. وفي هذا الإطار يقول رئيس البلدية عبد القادر صفي الدين، إن زبانية الاحتلال قد عاثوا فيها فساداً وعملوا لتدميرها, بل إنهم فوق تعمدهم تنظيم المناورات العسكرية في محيطها، دمروا عدداً من حصونها الخارجية شمالاً وجنوباً وشرقاً، ولا تزال آثار تدميرهم بادية للعيان,لكنها كانت توصف بالوضع المقبول نوعا ما آنذاك, أما حرب تموز الاخيرة فقضت على المعالم الاساسية فيها بحيث اختفت تماما وتحولت إلى ركام.
770 ألف يورو لإعمارها
وأشار صفي الدين إلى أن دراسة ايطالية كانت قد أنجزت من قبل طلاب ايطاليون زاروا القلعة ووضعوا دراسة أولية لمشروع إعادة البناء والترميم وبلغت تكلفة المرحلة الاولى حوالي المليون دولار, ووافقت الحكومة الايطالية على مضمون الدراسة ورصدت 770 ألف يورو للمشروع, وتداولت بعض الصحف اللبنانية في هذا الموضوع وأكد ذلك مدير الاثار في الجنوب علي بدوي, لكن وحتى الآن لم ترى البلدية أيا من هذا المبلغ المرصود, ويعتبر صفي الدين بأن الاموال وصلت إلى الحكومة آملا أن لا تتحول إلى مكان آخر كما حدث في أموال أخرى.
وإذ أشارت البلدية, إلى عجزها المالي في الوقت الحاضر عن أي ترميم وتأهيل للقلعة، لفتت إلى محاولات عدة خلال السنوات الماضية لإدراج القلعة على لائحة المناطق الأثرية في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والفنون "اليونسكو"، ولكنها باءت جميعاً بالفشل لعدم تمكن المعنيين من وضع الدراسات الميدانية والتفصيلية للقلعة, نافيا" وجود مراكز عسكرية أو أمنية تابعة لأحد الاحزاب تمنع محاولات التأهيل التي تتطلبه القلعة", وهذا ما لمسناه من خلال زيارتنا إلى القلعة.
وفيما لفت رئيس البلدية نظر وزارتي الثقافة والسياحة إلى ضرورة إيلاء القلعة الاهتمام الذي تستحق لإعادة ترميمها وتأهيلها، وضع إمكانات البلدية في تصرفها، وقال: "إن قلعة شمع تحفة أثرية لا في لبنان فقط، بل في المنطقة أيضاً، ونحن لن نتوقف عن المطالبة بحق البلدة وحق المنطقة والشعب في إعادة ترميمها",مطالبا هاتين الوزارتين بتسليط الضوء على المواقع السياحية والاثرية في الجنوب عموما وإيلائها الاهتمام المناسب.
القلعة عنصر مهم في دعامة الارث الثقافي للمنطقة
وأشار إلى هذا الأمر مسؤول المناطق الأثرية في الجنوب المهندس علي بدوي، الذي أكد قيمة القلعة التاريخية. وقال: "إنها تتميز بموقع استراتيجي ومشرف ويعود إلى القرن الثاني عشر ميلادي في فترة حروب الفرنجة (الصليبيين), وأن آخر ترميم لها حدث منتصف القرن الثامن عشر في فترة حكم آل الصغير للمنطقة".
وتحدث بدوي عن الضغوطات التي تعرضت لها إبان الاحتلال الاسرائيلي, تحديدا عبر إزالة أبواب الدخول والخروج إليها بعد اتخاذها من قبلهم موقعا عسكريا مشرفا, وصولا إلى تدميرها بطريقة عنيفة في تموز وبعمق وصلت معه الحفرة التي أحدثها التدمير إلى 17 مترا في الارض.
ولفت إلى أن لدى مصلحة الآثار دراسات تاريخية وجغرافية تفصيلية وصور وخرائط تبين حجم الاضرار وطريقة العمل التي ستتبع ومنهجيتها فضلا عن وجود دراسة دقيقة لموضوع التأهيل بشكل يحافظ على أصالة البناء وعدم مسحه بصبغة عمرانية حديثة,لكن الامر يقتصر فقط على عملية التنفيذ حسب ما يقول.
وتمنى بدوي أن يكون عام 2009 ,عام ترجمة الهبة الايطالية على الارض داعيا الدولة ووزارة السياحة إلى ضرورة التعاون لما تمثله هذه المواقع الاثرية من عنصر مهم في دعامة هذه المنطقة وارثها الثقافي,وإضافتها إلى خارطة المناطق السياحية والاثرية اللبنانية التي يجب أن تشمل مناطق الجنوب أيضا.
معلومات تاريخية
تقع القلعة على ارتفاع 430 متراً وعلى مسافة 25 كلم جنوب شرق صور, ويشرح بدوي أن"هذه القلعة الصليبية تأخذ اسمها من اسم المقام الموجود داخل أسوارها، والمعروف بمقام النبي "شمع" او "شمعون الصفا" المدفون في هذا المقام منذ القرن الاول الميلادي",وقد بنيت القلعة في القرن الثاني عشر على عهد الصليبيين وفي أواخر القرن الثالث عشر سيطر عليها المماليك الذين أفقدوها أهميتها العسكرية فغرقت في النسيان حتى القرن الثامن عشر حين أصبحت من أملاك آل الصغير. وعام 1990 دمر العدو الاسرائيلي بوابتها التاريخية اضافة الى أجزاء من القلعة واتخذها مركزا عسكريا له ثم صب جام غضبه عليها عام 2000, والقلعة مقسمة بحسب بدوي الى أربعة أجزاء: الحصن, المقام, المعصرة والقرية, وتزيد هذه الاخيرة أهمية القلعة التاريخية, إذ أنها موقع أثري يتفاعل فيه البشر مع الحجر.

تحمل منطقة الجنوب بما تتضمن من مدن وقرى, واحدة من أهم الحقبات التاريخية التي مرت على العالم في فترة من التاريخ, وتترجم أهمية هذه الحقبة ومن شغلها بالاثار والقلاع التي خلفتها ورائها تاركة نموذجا من العراقة التاريخية والعمرانية, ما لبثت الايادي الاسرائيلية ان دمرته وقضت على معالمه, وليس أهم من قلعة "شمع" الجنوبية لنتحدث في هذا المجال.
تشغل قلعة شمع تلة مترامية الأطراف، تشرف شرقاً على كل القرى والبلدات في قضاءي صور وبنت جبيل، وتطل جنوباً على الساحل الفلسطيني، وشمالاً على الساحل اللبناني الممتد من صيدا شمالاً حتى صور جنوباً.
ويعزو المتابعون لتاريخ هذه القلعة قيمتها إلى موقعها هذا، الذي اتخذته في الحقبة الصليبية إذ بناها الصليبيون منذ نحو ألف عام، لتكون لهم عيناً على صور وكل منطقتها الجغرافية، فيما يعدها أبناء المنطقة والجوار من الأمكنة المقدسة التي يقصدونها، إما للتبرك أو لإيفاء النذور.
حرب تموز حولتها ركاما

ويعترف هؤلاء المتابعون بأن محطة الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت قرابة ربع قرن كانت واحدة من أسوأ المحطات التي مرّت بها القلعة. وفي هذا الإطار يقول رئيس البلدية عبد القادر صفي الدين، إن زبانية الاحتلال قد عاثوا فيها فساداً وعملوا لتدميرها, بل إنهم فوق تعمدهم تنظيم المناورات العسكرية في محيطها، دمروا عدداً من حصونها الخارجية شمالاً وجنوباً وشرقاً، ولا تزال آثار تدميرهم بادية للعيان,لكنها كانت توصف بالوضع المقبول نوعا ما آنذاك, أما حرب تموز الاخيرة فقضت على المعالم الاساسية فيها بحيث اختفت تماما وتحولت إلى ركام.
770 ألف يورو لإعمارها

وإذ أشارت البلدية, إلى عجزها المالي في الوقت الحاضر عن أي ترميم وتأهيل للقلعة، لفتت إلى محاولات عدة خلال السنوات الماضية لإدراج القلعة على لائحة المناطق الأثرية في المنظمة الدولية للتربية والثقافة والفنون "اليونسكو"، ولكنها باءت جميعاً بالفشل لعدم تمكن المعنيين من وضع الدراسات الميدانية والتفصيلية للقلعة, نافيا" وجود مراكز عسكرية أو أمنية تابعة لأحد الاحزاب تمنع محاولات التأهيل التي تتطلبه القلعة", وهذا ما لمسناه من خلال زيارتنا إلى القلعة.
وفيما لفت رئيس البلدية نظر وزارتي الثقافة والسياحة إلى ضرورة إيلاء القلعة الاهتمام الذي تستحق لإعادة ترميمها وتأهيلها، وضع إمكانات البلدية في تصرفها، وقال: "إن قلعة شمع تحفة أثرية لا في لبنان فقط، بل في المنطقة أيضاً، ونحن لن نتوقف عن المطالبة بحق البلدة وحق المنطقة والشعب في إعادة ترميمها",مطالبا هاتين الوزارتين بتسليط الضوء على المواقع السياحية والاثرية في الجنوب عموما وإيلائها الاهتمام المناسب.
القلعة عنصر مهم في دعامة الارث الثقافي للمنطقة
وأشار إلى هذا الأمر مسؤول المناطق الأثرية في الجنوب المهندس علي بدوي، الذي أكد قيمة القلعة التاريخية. وقال: "إنها تتميز بموقع استراتيجي ومشرف ويعود إلى القرن الثاني عشر ميلادي في فترة حروب الفرنجة (الصليبيين), وأن آخر ترميم لها حدث منتصف القرن الثامن عشر في فترة حكم آل الصغير للمنطقة".

ولفت إلى أن لدى مصلحة الآثار دراسات تاريخية وجغرافية تفصيلية وصور وخرائط تبين حجم الاضرار وطريقة العمل التي ستتبع ومنهجيتها فضلا عن وجود دراسة دقيقة لموضوع التأهيل بشكل يحافظ على أصالة البناء وعدم مسحه بصبغة عمرانية حديثة,لكن الامر يقتصر فقط على عملية التنفيذ حسب ما يقول.
وتمنى بدوي أن يكون عام 2009 ,عام ترجمة الهبة الايطالية على الارض داعيا الدولة ووزارة السياحة إلى ضرورة التعاون لما تمثله هذه المواقع الاثرية من عنصر مهم في دعامة هذه المنطقة وارثها الثقافي,وإضافتها إلى خارطة المناطق السياحية والاثرية اللبنانية التي يجب أن تشمل مناطق الجنوب أيضا.
معلومات تاريخية
تقع القلعة على ارتفاع 430 متراً وعلى مسافة 25 كلم جنوب شرق صور, ويشرح بدوي أن"هذه القلعة الصليبية تأخذ اسمها من اسم المقام الموجود داخل أسوارها، والمعروف بمقام النبي "شمع" او "شمعون الصفا" المدفون في هذا المقام منذ القرن الاول الميلادي",وقد بنيت القلعة في القرن الثاني عشر على عهد الصليبيين وفي أواخر القرن الثالث عشر سيطر عليها المماليك الذين أفقدوها أهميتها العسكرية فغرقت في النسيان حتى القرن الثامن عشر حين أصبحت من أملاك آل الصغير. وعام 1990 دمر العدو الاسرائيلي بوابتها التاريخية اضافة الى أجزاء من القلعة واتخذها مركزا عسكريا له ثم صب جام غضبه عليها عام 2000, والقلعة مقسمة بحسب بدوي الى أربعة أجزاء: الحصن, المقام, المعصرة والقرية, وتزيد هذه الاخيرة أهمية القلعة التاريخية, إذ أنها موقع أثري يتفاعل فيه البشر مع الحجر.
