ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: زراعة الفطر الصدفي.. تكاليف بسيطة وطريقة سهلة للاستثمار


وذلك بسبب قدرته على تحويل مادة السلليلوز في هذه المواد إلى مادة بروتينية عالية القيمة الغذائية إذ نجد أن هذا الفطر يحتوي على 30-144ملغو109ملغ على التوالي من (vitamin C+B) في 100غرام من الفطر .
يضم الفطر الصدفي أنواعا عديدة تتميز بالشكل واللون والطعم إلا أنها تتشابه كلها في سهولة زراعتها .
في العام 1999بلغ الإنتاج العالمي من هذا الفطر حوالي 875,600طن أنتجت معظمه الصين (87%) .
وأكثر من يستخدمه هو شعوب دول آسيا حيث تبين إحدى الدراسات أن نسبة الفطر في الوجبات اليومية لإفراد هذه الشعوب هي حوالي 30% كما أن لهذا الفطر استخدامات طبية في هذه البلدان ومؤخرا أجريت تجارب في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا حول فعالية الفطر الصدفي في تخفيض مستويات الكولسترول العالية في جسم الإنسان .
ويمتاز الفطر الصدفي عن الفطر الأبيض بمذاقه, لذا فان الأسعار المدفوعة للفطر الصدفي عادة ما تكون 3-4 أضعاف تلك المدفوعة للفطر الأبيض, وتتراوح الأسعار للفطر الصدفي في أسواق الدول الغربية ما بين 9-15دولاراميركي للكيلوغرام الواحد .
مركز الشهيد السيد عباس الموسوي للتنمية والإرشاد الزراعي في بعلبك قام بمحاولة لنشر هذه الزراعة وتعميمها على صغار المزارعين للافادة منها ويعمل المركز على انتاج البذور الجيدة ايضا لتامينها للمزارعين وقد التقينا المهندس الزراعي طارق الموسوي والمعني عن هذه الزراعة وانتاج البذور فاوضح لـ"الانتقاد.نت" الخطوات المتبعة في تربية الفطر والتي هي عشر خطوات تبدا :

2- مادة الزراعة : يمكن ان يزرع هذا الفطر على أي نوع من انواع التبن او القش او مخلفات المحاصيل الزراعية وقطع الاخشاب ونشارة الخشب شرط ان تكون جافة قبل تعقيمها ويقول المهندس طارق الموسوي ان المركز يعتمد التبن الجاف كمادة للزراعة .
3- تعقيم مادة الزراعة : وهي عملية بسيطة جدا , اذ يكفي ان تضع التبن الجاف في برميل ماء وتشعل تحته حتى تبلغ حرارة الماء درجة الغليان ومن ثم تتركه لفترة عشر دقائق في حالة الغليان بعدها تطفئ النار وتتركه حتى يبرد .
4- وسيلة الزراعة : وسيلة الزراعة الفضلى هي اكياس النايلون الشفاف من الحجم المتوسط حيث بعد ان يتم تعقيم مادة الزراعة تسحب من الماء وتترك قليلا حتى تخسر بعض الماء دون ان تجف , نقوم بعدها بتعبئة الاكياس بالتبن الرطب بشكل طبقات متراصة يفصل بينها طبقة خفيفة جدا من بذار الفطر , وعند الانتهاء من تعبئة الكيس تربطه بشكل يخرج ما يمكن من الهواء منه وتربطه بواسطة خيط رفيع على الجهات الاربع لنتمكن من تعليقه .
5- البذار : بذار الفطر الجيد هو امر اساسي في عملية انتاج الفطر الصدفي , وانتاج بذار الفطر يتطلب تقنية ومعدات معقدة غيرمتوفرة لكل المزارعين , لذا اخذ مركز الشهيد السيد عباس الموسوي (قده) للتنمية والارشاد الزراعي على عاتقه مهمة انتاج بذار الفطر بالشكل السليم وتوزيعها على المزارعين الذين يشاركون في دورات تربية الفطر التي تجريها اللجنة الزراعية في مؤسسة جهاد البناء في المرحلة الاولى ويعمل المركز على ايجاد الية لتامين بذار الفطر الى كل المزارعين الراغبين , والجدير بالذكر ان المركز قد تعرض لتدمير كلي خلال عدوان تموز 2006 ومع ذلك استعاد نشاطه بسرعة وهو يقوم بكافة مهامه خدمة للمزارعين في المنطقة .
6- يعلق الكيس المزروع في غرفة مظلمة بحرارة 24-25درجة مئوية لمدة 18-20يوما يراقب المزارع خلالها النموات الفطرية البيضاء تحتل جوانب الكيس , بعدها يقوم المزارع بفتح الكيس من جهاته الاربع للسماح للفطر بتشكيل النموات الثمرية لمدة 3-4ايام ويقوم خلالها بري الكيس بواسطة الرذاذ بمرشة يدوية حتى لا يفقد الكيس كل رطوبته . وخلال هذه المدة ايضا يجب تعريض الكيس الى ضوء النهار بشكل غير مباشر من اجل تحفيز الاثمار عند الفطر وتحسين مذاقه .
7- القطاف : ويتم القطاف عندما تتفتح النموات الثمرية للفطر بشكل كامل يدل عليه تشكل الخيوط الطولية اسفل قبعة الفطر . ولا يجب تاخير القطاف بعد هذه اللحظة لانه يؤثر على نوعية الفطر .

9- بعد الانتهاء من القطاف الرابع من الكيس يمكن ان نستخدم المادة المتبقية كعلف للحيوانات والدواجن لاحتوائها على البروتينات والفيتامينات والمعادن , كما يمكن ان نحوله الى دبال لتسميد الارض وتحسين خواصها وقد اظهرت دراسة نشرت مؤخرا كما يقول المهندس طارق الموسوي ان لهذه المادة تاثيرا جيدا في مكافحة النماتود في التربة الزراعية .
10-الانتاجية يقول المهندس الموسوي ان القاعدة في احتساب الانتاجية للفطر الصدفي بحسب التجارب التي اجريت هي بحدود 25%من التبن الرطب أي ان الكيس بوزن 4كلغ عند الزراعة يمكن ان يعطينا كلغ واحد من الفطر خلال اربع قطفات اذا ما امنا الظروف المناسبة لنمو وانماء الفطر والتي سبق وذكرناه خلال التحقيق .
وحول تجاوب الناس مع هذه الزراعة يقول المهندس الموسوي ان الناس اهتموا بالفكرة واندفع كثيرين الى تعلم هذه الزراعة وبعضهم انشا مزارع صغيرة انتجت فطرا جيدا الا انهم اصطدموا بنفس مشكلة المزارعين مع باقي البزراعات الا وهي التسويق حيث ان البقاع يعتبر سوقا ضعيفا لهذا الانتاج والاماكن التي يسوق فيها تحتاج الى وسيط يفقد القيمة الربحية لهذا الانتاج , ويضيف الا ان بعض المواطنين والمزارعين ما زالوا ينتجون الفطر للاستهلاك الشخصي والعائلي .
هي فكرة نحو زراعة يمكنها ان تتطور وتحل محل زراعات استهلكت في المنطقة ولكنها تحتاج الى تشجيع وتامين الاسواق والحماية حتى يتمكن المزارع من الاندفاع بها نحو التاثير الايجابي على المستوى الاقتصادي .
تحقيق وتصوير: عصام البستاني