ارشيف من :أخبار عالمية
"الإندبندنت": كيف سيتصرف أوباما مع ديمقراطية بوليفيا
يتساءل جوهان هاري في مقاله في صحيفة "الاندبندنت" اليوم "هل توشك الولايات المتحدة على معاملة باقي دول العالم بشكل افضل"، يجيب "ربما"، مضيفا "مثال بوليفيا وسياسة الولايات المتحدة تجاهها قد تكون المقياس للإدارة الجديدة في التعامل مع دول العالم.
يقول الكاتب إن بوليفيا التي تقع على ارتفاع 13 ألف قدم فوق سطح البحر يمكن وصفها بأنها "سقف العالم" وهي في الوقت نفسه، الدولة الأكثر فقرا في أميركا اللاتينية. وإذا كانت الولايات المتحدة تؤمن بالحريات المدنية في الداخل إلا أنها، في رأي الكاتب، تنكرها على غيرها في الخارج".
يردف "شعب بوليفيا اختار في انتخابات ديمقراطية عام 2006 الرئيس إيفو موراليس، الذي يشبه أوباما في كونه أول رئيس في تاريخ بلاده من السكان الأصليين (الملونين). ويضيف "إذا أخذنا في الاعتبار أن الولايات المتحدة دولة ديمقراطية وتقول إنها ترغب في نشر الديمقراطية في العالم، فقد كان من الطبيعي أن ترحب بوصول موراليس للرئاسة. لكن المشكلة أن بوليفيا تمتلك كميات هائلة من احتياطي الغاز.
وقبل موراليس كانت الأقلية البيضاء تمنح الشركات الأميركية حق استغلال الغاز مقابل 18 في المائة فقط من العائدات تحتفظ بها لنفسها. لكن موراليس نفذ ما تعهد به فحصل للبوليفيين على 82 في المئة من العائدات استغلها في دعم النظام الصحي (بنسبة 300 في المائة) وتحسين نظام التعليم، وأدخل للمرة الأولى نظام منح التقاعد. وفي عهده دخل ملايين التلاميذ المدارس، وأصبح البوليفيون يحصلون على العلاج المجاني.
ويمضي الكاتب إلى القول إنه ثقة من أن ملايين الاميركيين سيعجبون بهذه الانجازات إذا ما علموا بها، لكن المشكلة أن الحكومة الاميركية (ومعظم وسائل الاعلام) تردد عليهم ليلا ونهارا أن "الديمقراطية عرضة للخطر في بوليفيا"، وأنه حتى السفير الأميركي هناك "أعلن أن هناك تشابها بين موراليس وأسامة بن لادن". ويشير في هذا السياق إلى إن السكان البيض في شرقي البلاد، حيث توجد احتياطات النفط، يرغبون في فصل الجزء الشرقي عن بوليفيا، وان الولايات المتحدة تشجع تلك الحركة وتدعمها، وهو ما دفع موراليس إلى طرد السفير الأميركي من بلاده أخيراً.
ويتساءل "ماذا سيفعل أوباما الآن"، ثم يجيب بأن المشكلة "تتمثل في ان المسؤول عن ملف بوليفيا في ادارة أوباما هو غريغ كريغ الممثل الشخصي للرئيس البوليفي السابق اليميني المتشدد غونزالو سانشيز المتهم بممارسة الابادة الجماعية ضد السكان الأصليين وصاحب مشروع خصخصة الشركات في الثمانينيات"، لافتاً إلى أن "فريق كريغ يردد أن موراليس يتزعم تقويض الديمقراطية".
ويخلص هاري إلى أن أمام أوباما طريقا واحدا هو تقليص اعتماد بلاده على الغاز والنفط والبحث عن مصادر طبيعية أخرى مثل الطاقة الشمسية والمياه، وهذا موجود في برنامجه الانتخابي"، وإذا نجح في هذا "يمكن أن تترك حكومته بوليفيا وشأنها خصوصا وأنه الرئيس الأقل اعتمادا على أموال الاحتكارات الاقتصادية في حملته الانتخابية منذ 1920".
ويختم الكاتب مقاله بالقول "إذا أردت ان تعرف ما اذا كان أوباما سيتمكن من السيطرة على مراكز القوة في أميركا، سلط أنظارك على سقف العالم".
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018