ارشيف من :أخبار عالمية
عباس يرفض لقاء مشعل وحماس ترد: ليس حراً في إرادته ولا يملك قرار الحوار

دمشق ـ راضي محسن
انتهى اليوم الأول من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق دون أية مؤشرات تدل على إمكانية عقد لقاء يجمعه برئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.
ووصل عباس إلى دمشق أمس الأحد في زيارة رسمية تستمر يومين قال عنها إنها "تأتي في إطار التشاور والبحث حول القضايا التي تهمنا"، مشيراً في تصريحات لوكالة الأنباء السورية سانا لدى وصوله إلى أن مباحثاته مع القيادة السورية ستتناول "الكثير من القضايا التي تهمنا سواء القضايا السياسية والمفاوضات أو التهدئة في قطاع غزة والمبادرة الفلسطينية من اجل الوحدة الوطنية، والعلاقات الثنائية".
وفي الوقت الذي علمت فيه "الانتقاد.نت" أن عباس بدأ بإجراء لقاءات ثنائية مع قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها، فإن قيادات حركة حماس أوضحت أنها وحتى مساء أمس لم تتبلغ شيئاً فيما يخص بلقاء يجمع عباس ومشعل.
وفور وصوله دمشق، عقد الرئيس عباس والرئيس بشار الأسد اجتماعين أحدهما ثنائي والأخر موسع حضره من الجانب السوري نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم ومن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد قريع ، وعضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح وتيسير خالد، ونبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئيس عباس، وزياد أبو عمرو وأكرم هنية مستشارا الرئيس عباس، وممثل منظمة التحرير في دمشق محمود الخالدي.
وقالت وكالة الأنباء السورية سانا إن الرئيسين الأسد وعباس "تداولا بعض الأفكار حول سبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الحوار الفلسطيني..الفلسطيني الشامل"، حيث جدد الرئيس الأسد التأكيد على "ضرورة بذل أقصى الجهود من أجل تحقيق وحدة الصف الفلسطيني معتبراً أن اللحمة الوطنية بين الفلسطينيين هي السبيل الوحيد لنيل حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد الرئيس السوري أيضاً "دعمه للحقوق الفلسطينية وخاصة أن سورية تترأس القمة العربية لهذا العام ودعمه لكل الجهود التي تبذل لتحقيق المصالح العليا للأمة العربية".
ويبدو جلياًَ أن القيادة السورية تسعى باتجاه تحقيق مصالحة شاملة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح من جهة وبين حركة حماس من جهة أخرى وذلك بعد الانشقاق الذي اعترى الساحة الفلسطينية والذي ظهر واضحاً بعدما سيطرت حماس على قطاع غزة صيف العام الماضي.
من جهته، ثمَّن الرئيس عباس الدور الذي تقوم به سورية والجهود التي يبذلها الرئيس الأسد بصفته رئيساً للقمة العربية في تعزيز التضامن العربي وفي لم شمل البيت الفلسطيني ودعم قضايا الشعب الفلسطيني المحقة والعادلة.
كما أكد الرئيس عباس التزام منظمة التحرير الفلسطينية بقرارات القمم العربية من أجل خدمة مصالح الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
ويأتي لقاء الرئيسين السوري والفلسطيني بعد أيام ثلاثة من لقاء استمر ساعة ونصف جمع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الرئيس الأسد الذي أكد "أن سورية تواصل مساعيها لضمان عودة وحدة الصف الفلسطيني بما يدعم الموقف التفاوضي للفلسطينيين ويضمن عودة حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
ومساء أمس الأحد التقى عباس مسؤول الخارج في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر.
وقالت المصادر لـ "الانتقاد.نت" إن الطاهر أكد خلال اللقاء على ضرورة "إعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل مؤسساتها".
وطالب الطاهر بوقف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية "على اعتبار أن إسرائيل تستغلها جاعلة منها حملة علاقات عامة لتلميع صورتها أمام المجتمع الدولي في الوقت الذي تقوم فيه بتهويد الأرض العربية وتستمر بعمليات الاستيطان فيها وتشن عدوانها على الشعب الفلسطيني".
ومن المقرر أن يعقد الرئيس عباس اليوم الاثنين لقاءات ثنائية مع وفود من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة التي يترأسها أحمد جبريل، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نايف حواتمة إضافة إلى وفود أخرى تمثل بقية الفصائل.
وانتقدت قيادات حماس امتناع الرئيس عباس عن لقاء مشعل واعتبرت أن هذا الموقف يدل على عدم وجود جدية لدى عباس للدخول في حوار فلسطيني فلسطيني، وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق لـ"الانتقاد.نت": إن الرئيس عباس ليس حراً في إرادته ولا يملك قرار بدأ الحوار الفلسطيني الداخلي والفيتو الأمريكي الإسرائيلي على هذا الحوار موجود.
وأبدى الرشق أسفه "لأن عباس يتسابق للقاء إيهود أولمرت رئيس حكومة العدو الإسرائيلي في الوقت الذي يمتنع عن لقاء قادة الشعب الفلسطيني ويضع شروطاً أمريكية إسرائيلية من أجل الحوار وهذا مؤسف ولا يخدم المصلحة الفلسطينية".
وفي تصريحات للصحفيين، حمَّل الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة حركة حماس مسؤولية الانشقاق الحاصل على الساحة الفلسطينية "فانقلاب حماس أضعف المفاوض الفلسطيني والقضية الفلسطينية والقضية العربية، وانشقاق الضفة والقطاع أدى إلى تمرد إسرائيلي بحجة أن الأراضي الفلسطينية مجزأة"، وتابع أبو ردينة يقول "لهذا السبب نحن حريصون على عودة الأمور إلى ما كانت عليه والعودة عن الانقلاب والدخول في حوار شامل لإخراج القضية الفلسطينية من المـأزق الذي وصلت إليه وخاصة أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي متعثرة ولا زالت الفجوة كبيرة بيننا وبينهم".
وردَّ القيادي في حركة حماس عزت الرشق على هذا الكلام وقال لـ"الانتقاد.نت" إنه كلام خاطيء وغير صحيح على الإطلاق فالمفاوض الفلسطيني أضعف نفسه عندما تخلى عن كل أوراقه وبالأخص ورقة المقاومة وذهب للمفاوضات قبل أن يتمَّ توحيد الصف الفلسطيني وفرط في الكثير من الحقوق الفلسطينية.
وأشار الرشق إلى أن السلطة الفلسطينية بدأت مفاوضاتها مع إسرائيل قبل سيطرة حركة حماس على غزة، ومنذ أن بدأت كانت هذه المفاوضات فاشلة ولم تحقق شيئاً للشعب الفلسطيني.
ومساء أمس، زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم الرئيس عباس في مقر إقامته بدمشق وبحث معه الجهود الرامية إلى تحقيق وحدة الصف الفلسطيني وضرورة إحياء الحوار الفلسطيني الفلسطيني.
كما جرى خلال اللقاء التشاور بخصوص عملية السلام وأهمية التنسيق بين المسارين الفلسطيني والسوري بهدف تحقيق سلام عادل وشامل ينهى الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ عام1967
وتطرق الحديث أيضا إلى اتفاق التهدئة في قطاع غزة وأهمية رفع الحصار والمعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء أوضح الوزير المعلم انه اطلع من الرئيس عباس على تطور المحادثات على المسار الفلسطيني وأطلعه على فحوى المفاوضات غير المباشرة التي دارت بين سورية وإسرائيل بوساطة تركيا مؤكدا وجود تنسيق سوري فلسطيني على هذا الصعيد.
وفيما يتعلق بالجهود التي تبذلها سورية للجمع بين حركتي فتح وحماس قال الوزير المعلم: نحن نتلمس من الأشقاء في الفصائل الفلسطينية وفى السلطة الفلسطينية قواسم مشتركة من أجل التمهيد للحوار الفلسطيني الفلسطيني ونتحدث عن أرضية مشتركة لإطلاق حوار فلسطيني يؤدى إلى رأب الصدع الراهن ويوحد الصف الفلسطيني مؤكداً أن وحدة هذا الصف هي الضمانة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.