ارشيف من :أخبار عالمية

"هآرتس": على إدارة أوباما تجنّب شرك القيادة الإسرائيلية

"هآرتس": على إدارة أوباما تجنّب شرك القيادة الإسرائيلية

قدمت صحيفة "هآرتس"، امس، نصيحة إلى إدارة الرئيس الأميركي الجديد حول ضرورة تجنب الشرك الذي تحاول الحكومات الإسرائيلية نصبه تحت إسم مرحلة بناء الثقة، لأنها "شرك لدفن عملية السلام عادة ما تجيد إسرائيل استخدامه".
واشارت الصحيفة في مقال لتسفي بارئيل إلى أن تعهدات اوباما وهيلاري كلينتون، وممثلهما ميتشل "قد تصطدم بعد ثلاثة أسابيع بحكومة إسرائيلية جديدة ستبادر بخدعة يسجلونها كاختراع، حيث ستشهر هذه الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو أو حتى تسيبي لفني خريطة الطريق الشاحبة وتبدأ في إعادة تسجيل مسلسل الشروط التي يتوجب على الفلسطينيين أن يلبوها، حتى يصبحوا جديرين بمنصب الشريك".

وأضاف بارئيل أن هذه "طريقة دفاعية إسرائيلية نمطية في مواجهة الإدارات الأميركية، مردفاً "نحن بالتأكيد نريد السلام ونستقبل أية مبادرة أميركية بالترحاب، ولكن إليكم قائمة تحفظاتنا الأربعة عشر أو الأربعة والعشرين، حيث اعتادت اسرائيل القول، هيا نبدأ بالبحث فيها أولا ومن ثم سنرى إلى أين سنتقدم، لأنه يتوجب في النتيجة النهائية اجتياز أربعة سنوات أميركية بسلام".
وأوضح أن المبعوث الجديد للشرق الأوسط جورج ميتشل الذي اعد في 2001 تقريرا حول اندلاع الانتفاضة، وضمنه اقتراحات عملية فطنة لحل الصراع، وتمت عرقلتها من قبل الحكام الإسرائيليين آنذاك".
ولفت إلى أن سر فشل الخطة ونجاح الحيل الإسرائيلية، يكمن بثلاث كلمات: "خطوات بناء الثقة"، السلك المعدني المكهرب الذي علقت المبادرة كلها عنده، فكل تصريح في وسائل الإعلام الفلسطينية ضد إسرائيل وكل كلمة تحريض حقيقية أو وهمية أو إي إطلاق نار بالصدفة أو من دون صدفة، تحولت إلى محك امثل لـ"خطوات بناء الثقة" تلك، وكل جانب انغمس حتى الجنون في جمع الأدلة حول تدمير الجانب الأخر للثقة المتبادلة".

وتابع الكاتب "كان الهدف الإسرائيلي منع الانتقال من مرحلة بناء الثقة إلى مرحلة استئناف المفاوضات، بينما كان هدف الفلسطينيين هو البرهنة على أن إسرائيل لا تلبي شروط ميتشل، كل جانب شن حرب الأدلة والبراهين في مواجهة الإدارة الأميركية، وهكذا تناسوا المفاوضات السياسية ووضع تقرير ميتشل في الأرشيف".

ويضيف "في الوقت الذي يفضل فيه احد الشريكين المستوطنات فإن إدارة اوباما لا تتصف بقدرات خرافية على إحلال السلام، ولكن هذه الادارة قادرة بالفعل على ادخال الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني في سياق شرق اوسطي جديد، لن تكون فيه الولايات المتحدة مجرد وسيط ـ ناصح، تأتي لتضع بضعة أفكار على الطاولة تاركة رقم هاتفها لمن يرغب، وإنما دولة عظمى صاحبة مصالح حيث يعتبر الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني جزءا من منظومة امنها القومي".
وبين أن هذه الرؤيا قد تدفع الإدارة الأميركية إلى التفاوض مع سوريا مباشرة، والبدء بحوار جدي مع إيران، وضمان أن تكون حكومة فلسطينية موحدة تشارك حماس فيها، الأمر الذي لا يعتبر مسألة مستحيلة".

2009-01-26