ارشيف من :أخبار لبنانية
مشروع المعارضة متقدم والموالاة في قتال تراجعي

كتب هلال السلمان
ما كاد العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ينتهي الى الفشل في تحقيق جميع الاهداف التي وضعها العدو وفي مقدمتها القضاء على المقاومة حتى بدأت تداعيات ما جرى تنعكس على الساحات العربية وفي مقدمتها الساحة اللبنانية.حيث بدأت القوى السياسية تأخذ العبر مما جرى .وتعلن مواقف سياسية وتجري استعدادات لمواجهة هذه التداعيات من خلال الاستحقاقات المقبلة , سواء القريب منها وهو ما يتعلق بجلسات الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية التي انعقدت جولتها الرابعة في قصر بعبدا امس او من خلال سخونة الحملات الانتخابية تمهيدا للاستحقاق النيابي مطلع الصيف المقبل .
وفي قراءة تداعيات غزة , وجد فريق المعارضة نفسه امام دليل عملي جديد يؤكد صحة خياراته التي اعمدها في الممانعة والمقاومة في وجهه الخطر الصهيوني والمشروع الاميركي بعد ان كان قد اختبر هذا النهج من خلال الانتصار التاريخي الذي حققته المقاومة على العدو الصهيوني في عدوان تموز عام الفين وستة , وها هي المقاومة الفلسطينية في غزة تقدم تجربة علمية جديدة في الصمود والتصدي امام آلة الحرب الصهيونية التي عجزت عن تحقيق أي انجاز سوى جرائم الحرب بحق المدنيين وتدمير الابنية السكنية .وعليه رأت المعارضة ان التصدي من خلال المقاومة الشعبية للعدوان هو خيار يثبت مرة جديدة جدواه وبالتالي لا بد ان ينعكس ذلك في موضوع الاستراتيجية الدفاعية في لبنان من خلال خيار المقاومة لانه الخيار الوحيد الذي يضع حدا للعدوان ويفشل اهدافه وعليه فان المعارضة شاركت في جلسة الحوار الاخيرة وهي تحمل بيدها حجة جديدة على صوابية خيارها وكان لذلك تأثيره على سير النقاش الذي جرى وذلك الذي سيجري خلال الجلسات المقبلة .
اما على صعيد فريق الموالاة فانه واجه خيبة جديدة جراء نتائج عدوان غزة تذك ربخيبته الاولى عندما راهن وعمل على هزيمة المقاومة في لبنان عام الفين وستة وعليه فان موقفه الان هو موقف حرج وتراجعي امام الراي العام خصوصا ان الراعي الاقليمي لهذا الفريق والمتمثل بالنظامين السعودي والمصري كان متخاذلا بل متواطئا مع العدوان وكان يعمل للقضاء على حركة حماس لكنه فشل في هذا الرهان . وبالتالي فان مشروعه في عملية تراجعية وهو اذا كان محشورا على طاولة الحوار في بعبدا فان المؤشرات تنحو باتجاه استشراسه في ملف الانتخابات النيابية في محاولة للحفاظ على وضعه وعدم السقوط امام المعارضة وعليه فان فريق الموالاة يعمل على مواجهة تداعيات ما جرى في غزة من خلال التحضير "لمعركة الانتخابات" مستخدما كل الاسلحة غير المشروعة في هذا الاستحقاق ويأتي في مقدمة هذه الاسلحة سلاح المال لشراء الذمم وحيث الميزانية "النفطية العفنة "مفتوحة على هذا الصعيد .وهذا المال يوزع في جميع الداوئر الانتخابية .
اما السلاح الثاني المعتمد هو سلاح " الكتلة الوسطية " وهو "الاسم الحركي لمسيحيي الرابع عشر من اذار" كما يصفه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون . ويحصر فريق الموالاة استخدام هذا السلاح بالساحة المسيحية وذلك في محاولة قديمة جديدة لايجاد شرخ بين العماد عون ورئيس الجمهورية ميشال سليمان وقد اكثر الاخير في المدة الأخيرة من مواقفه "المتبرئة" من السعي الى العمل على تشكيل لوائح مستقلة محسوبة عليه وبالتالي بات هذا السلاح بيد الموالاة " مكشوفا " واتضحت اهدافه امام المأزق الذي يعيشه هذا الفريق في الدوائر المسيحية .وكذلك " تعطل سريعا" السلاح الاخر الذي حاول فريق الموالاة استخدامه على الساحة المسيحية من خلال اثارة نعرات طائفية حيث انكشف من يقف خلف بعض الاعمال التي جرت وبينها ما حصل في عمشيت حيث تبين ان القوات اللبنانية هي التي اوعزت الى بعض مناصريها كتابة شعارات ضد المسيحيين لتاليب الراي المسيحي ضد المسلمين وقد انكشف هذا المخطط باكرا عندما استطاعت القوى الامنية اعتقال المرتكبين .
والسلاح الآخر الذي اضافه النائب سعد الحريري قبل ايام لهذه الانتخابات هو اعتبارها استحقاقا مصيريا وتخويف الجمهور المؤيد له من تداعيات خسارة هذه الانتخابات وذلك في محاولة لاعادة شد العصب بعدما بات السلاح الذي استخدم في انتخابات العام الفين وخمس’ مستنفدا ومنتهي المفعول مع الاستحقاق الانتخابي المقبل .
اما من جانب المعارضة فانها تعتبر الاستحقاق النيابي المقبل استحقاقا اساسيا وفي حال الفوز فيه "فان المسمار الاخير سيدق في نعش المشروع الاميركي والصهيوني على الساحة اللبنانية " والذي كلف لبنان غاليا خلال السنوات الاربع الماضية بعدما ارتبط به قسم من اللبنانيين .
وفي هذا السياق ترى المعارضة ان الانتخابات النيابية المقبلة ستكون استفتاءا على خيار المقاومة والممانعة وهو ما عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري في احد مواقفه مؤخرا .
كذلك فان حزب الله يؤكد ان الاستحقاق النيابي المقبل ياتي في هذا السياق وهو يشدد على ان "ما عجز الكيان الصهيوني عن تحقيقه في عدوان تموز من نزع سلاح المقاومة لن تنجح كل محاولات شراء الذمم في تحقيقه عبر الانتخابات النيابية المقبلة "كما يعبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد .
في كل الأحوال فان معركة الانتخابات النيابية عادت لتأخذ مداها التصاعدي من السخونة وهو ما سيستمر خلال الاشهر المقبلة التي تفصل عن يوم الاحد في السابع من حزيران موعد الاستحقاق الانتخابي النيابي على جميع الاراضي اللبنانية .