المحرر الاقليمي

انتقدت صحيفة الإندبندنت البريطانية في مقال لها تحت عنوان حرب مخزية..العدوان الصهيوني على قطاع غزة. إذ استنكرت الصحيفة استخدام "إسرائيل" القوة المفرطة ضد الفلسطينيين وعدم التزامها بمعاهدة جنيف 1977 الخاصة بضحايا الحروب والنزاعات التي تنطبق على الحرب على غزة. ورأت الصحيفة أن عدم توقيع "إسرائيل" على المعاهدة لا يعفيها من الالتزام بالمبادئ العامة التي تضبط العمليات العسكرية.
كما استعرضت "الاندبندنت" في مقالها أهم القضايا التي أثارها العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ولاسيما استخدام القوة المفرطة التي أوقعت نحو 1314 شهيدا بينهم 412 من الأطفال و110 من النساء إضافة إلى الدمار والتخريب الذي ألحقته بالقطاع. وبينت الصحيفة أن موضوع عدم التناسب في استخدام القوة ليس مجرد مقارنة أعداد الشهداء الفلسطينيين مع عدد القتلى الصهاينة ولكنه يتعلق أيضا بحجم الدمار الهائل الذي ألحقته آلة القتل الإسرائيلية بالفلسطينيين في غزة.
واستشهدت الصحيفة بتصريحات رئيس منظمة هيومن رايتس ووتش كينيث روث الذي قال إن الأهداف العسكرية الصهيونية خلال الحرب شملت المباني المدنية ومراكز الشرطة ومقر المجلس التشريعي وغيرها من الأهداف ذات الطبيعة المدنية.
كما تطرقت الصحيفة إلى استهداف "إسرائيل" للمناطق المكتظة بالسكان إضافة إلى استهداف مقرات الأمم المتحدة ومدارس الاونروا التي لجأ إليها مئات الفلسطينيين للاحتماء بداخلها والتي تحظرها الاتفاقيات الدولية ، مشيرة الى ان تحدي "اسرائيل" القانون الدولي وهيئات الامم المتحدة بلغ اعلى درجاته عندما قصفت بقذائف فوسفورية مستودعا للامم المتحدة في الوقت الذي كان فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون يجتمع مع قادة "إسرائيل" بحجة وجود مقاتلين من حماس في المنطقة الأمر الذي عاد واعترف الجيش لدبلوماسيين أوروبيين بعدم صحة هذا الادعاء.
وأضافت الصحيفة .. انه إلى جانب ضخامة الخسائر التي أحدثها العدوان أثارت الأسلحة المستخدمة في الحرب جدلا دوليا واسعا ولاسيما استخدام الجيش الصهيوني للقنابل الفوسفورية وقنابل الدايم المحرمة دولياً التي يمكن أن تسبب إصابات مروعة الأمر الذي نفته "اسرائيل" بداية لتعود وتعترف باستخدامه لاحقا.
كما استشهدت الصحيفة في مقالها بما رواه الطبيب النرويجي ايرك فوسي خلال وجوده في غزة حيث يقول انه شاهد اصابات تنطبق عليها الاصابات الناجمة عن ستخدام اسلحة الدايم المحرمة دوليا والتي يصعب العثور على اثر مادي لها.
وأشارت الصحيفة إلى الدعوة التي وجهتها منظمة العفو الدولية ل "إسرائيل" من اجل تقديم معلومات عن الأسلحة التي استخدمتها ضد الفلسطينيين من أجل تسهيل تشخيص الحالات ومعالجتها ولاسيما ان الاطباء يصادفون اصابات لم يعهدوها من قبل من حالات بتر ادت الى الوفاة بالرغم من اجراء العمليات الجراحية المطلوبة.
وقالت الصحيفة إن "إسرائيل" وعلى نقيض ما ادعت من أنها حاولت عدم استهداف المدنيين فقد استهدفت عدة مواقع لجأ إليها فلسطينيون للاحتماء من القصف مدارس الاونروا والمشافي كما عمدت الى عرقلة عمليات الإغاثة ومعالجة الجرحى ودخول المساعدات الإنسانية.
وقد اشتكت الأمم المتحدة وغيرها من وكالات الإغاثة كالصليب الأحمر الدولي أكثر من مرة من عرقلة "إسرائيل" لعمليات الإغاثة وتوزيع المساعدات الإنسانية الغذائية والأدوية في غزة إلى جانب منع المسعفين من إنقاذ الجرحى وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.
وختمت صحيفة الاندبندنت مقالها بالقول إن نحو مليون ونصف فلسطيني في غزة مايزالون يعانون من غياب الوقود والكهرباء ونقص المياه وتدمير محطات الصرف الصحي.
وفي السياق ذاته ، أكدت صحيفة كريستيان ساينس مونتور الامريكية ان "اسرائيل" فشلت في حربها على قطاع غزة ولم تحقق أيا من الاهداف التي أعلنتها بداية الحرب. ونقلت قناة العالم عن الصحيفة قولها ان الجيش الاسرائيلي لم يستطع القضاء على حركة حماس او ان يوقف اطلاق الصواريخ طوال فترة الحرب وبات واضحا ان هذه الاهداف مع استمرار الحرب أصبحت شبه مستحيلة.
واضافت الصحيفة ان الشيء الوحيد الذي حققه الجيش الاسرائيلي هو قتل المدنيين الابرياء من النساء والاطفال واستخدام مختلف انواع الاسلحة بما فيها القنابل والاسلحة المحرمة دوليا.