المحرر الاقليمي

أكد باتريك لوهياريك رئيس تحرير صحيفة الاومانيتيه الناطقة باسم الحزب الشيوعي الفرنسي أن ما شاهده وما سمعه خلال زيارته إلى قطاع غزة من أعمال وحشية لا يمكن تسميتها الا أنها جرائم حرب تفرض المطالبة بتشكيل لجان تحقيق دولية ولاسيما أن "إسرائيل" استخدمت خلالها أسلحة محرمة دولياً لافتا الى أنه لابد من رفع الحماية عن هذا الكيان والتوقف عن معاملته وكأنه فوق القوانين وفوق الشرعية الدولية.
وأضاف في افتتاحية نشرتها الصحيفة اليوم تحت عنوان عائد من غزة أن ما شاهده هو ومجموعة من السياسيين والصحفيين الفرنسيين بينهم فرانسيس ورتز رئيس مجموعة اليسار الأوروبي الموحد في البرلمان الأوروبي خلال زيارتهم لقطاع غزة من عمليات قصف عشوائي لمساحات شاسعة من غزة شيء لا يصدق ويفوق كل تصور.
وتحدث لوهياريك عن تدمير للمنازل والمعامل والأبنية الرسمية ومستودعات الأدوية وكراجات السيارات بشكل كامل وحتى المزارع أحرقت والمداجن طمرت وتتصاعد منها رائحة الموت والتعفن وأشجار الزيتون والذرة والصفصاف ومزارع الخضار والفواكه جميعها مهروسة بالدبابات والجرافات الصهيونية إضافة إلى تدمير محطات يدوية لتنقية المياه واستراحات يتردد عليها المزارعون وكأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر.
وتحدث لوهياريك عن الحصار الصهيوني للقطاع وقال إن الحصار يظهر تصميم الصهاينة على تجويع السكان الآمنين وعلى حرمانهم من الماء ومن الأدوية وعلى إخضاعهم للإذلال والإرهاق وأشار إلى أن الممارسات الإسرائيلية الجائرة واضحة وأورد شهادات لمواطنين كيف أن الصهاينة قاموا بقتل مواطنين أبرياء عزل أمام أعين أولادهم بل أنهم أعدموا فتيات لا تتجاوز أعمارهن 10 سنوات وحينما حاول بعض المشاهدين التدخل لإنقاذ الفتيات صرعوا فورا برصاص جنود الاحتلال .
كما تحدث لوهياريك عن عمليات القتل الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وقال إن القصف العشوائي قتل النساء والأطفال الأبرياء موضحا ان "إسرائيل" اقترفت هذه الجرائم بدم بارد.
وأضاف أنه شاهد طابوراً من النساء المذعورات وهن يستلقين على قارعة الطريق يرتجفن من دون مأوى ولا طعام ويتمددن على الأرصفة من دون غطاء يقضين ليلتهن بالعراء وأولادهن لا يتوقفون عن البكاء والعويل.
وشدد لوهياريك على أنه لم يعد مطلوباً تمديد الهدنة أنما تمكين الشعب الفلسطيني من أن يقيم دولته ويقرر مصيره وهذا معناه التوقف عن تأجيل تسوية الصراع سنة بعد سنة والاستمرار في قضم الأرض الفلسطينية وإذلال الشعب الفلسطيني والاستمرار في محاصرته وتجويعه وقتل أطفاله ونسائه وشيوخه.
وتساءل لوهياريك أليس من الأفضل لفرنسا عوضاً عن إرسال الفرقاطات لحماية "إسرائيل" أن ترسل المعونات الغذائية والأدوية لهؤلاء البائسين المذعورين أليس من مهمات الولايات المتحدة بعد ان انتخبت رئيسا جديدا يكثر الحديث عن حقوق الانسان أن تضغط على "اسرائيل" كيما يتوقف عدوانها الفاجر على الشعب الفلسطيني وكيما تساعد على اقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وختم رئيس تحرير الأومانيتيه افتتاحيته بتكذيب المزاعم بأنه دخل غزة في دبابة "إسرائيلية" مشيراً إلى أنه دخل غزة سيرا على الأقدام من معبر رفح بعد انتظار دام 10 ساعات وقد أصر هو والوفد المرافق أن يزور السكان المدنيين وأن يستمع الى شهاداتهم في الأحياء التي تعرضت للقصف الصهيوني وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.