ارشيف من :أخبار لبنانية

الجولة الرابعة للحوار تنعقد وسط استمرار المواقف المؤيدة لاعتماد المقاومة كاستراتيجية دفاعية بعد ان اثبتت فعاليتها في لبن

الجولة الرابعة للحوار تنعقد وسط استمرار المواقف المؤيدة لاعتماد المقاومة كاستراتيجية دفاعية بعد ان اثبتت فعاليتها في لبن

المحرر المحلي

انعقدت اليوم الجولة الرابعة لجلسات الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا وبماشركة الفرقاء ال 14 من المعارضة والموالاة ، في اطار استكمال النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية في وجه العدو الصهيوني ، فيما واصل اطراف الحوار طرح تصوراتهم حول الالستراتيجية الدفاعية للبنان فبعد طرح رئيس تكتل التغيير والاصلاح  النائب العماد ميشال عون  وما تلاه من طروحات لكل من جعجع والجميل قدم النائب بطرس حرب اليوم رؤيته للاستراتيجية الدفاعية للبنان .
الجلسة الرابعة من جلسات الحوار الوطني ، كانت قد افتتحت بكلمة لرئيس الجمهورية عرض فيها لأبرز التطورات التي حصلت على الصعيدين الداخلي والإقليمي، والتي طغت عليها تداعيات العدوان الاجرامي الاسرائيلي على غزة ، مشيداً بوحدة الموقف اللبناني على الصعيدين الرسمي والشعبي في إدانة هذا العدوان وتلافي إنعكاساته السلبية على الوضع الداخلي. كما أوضح سليمان مسألة مشاركته في إجتماع الدوحة الخاص بغزة وقمة الكويت والمواقف المبدئية التي إتخذها خلال هذين الإجتماعين ، منوها
بالخطوات التي إتخذت بإتجاه التهدئة والمصالحة على الصعيد الداخلي ومتمنيا تفعيل الجهود الآيلة إلى ذلك.
وبعد نقاش مستفيض اختتمت الجلسة دون صدور اي بيان نهائي حيث توافق المجتمعون في نهاية الجلسة وقبل انضمامهم الى مأدبة غداء اقامها رئيس الجمهورية على شرفهم على الأمور الآتية:
1- الإعراب عن الارتياح لوحدة الموقف اللبناني تجاه أحداث غزة، إن لجهة إدانة العدوان الإسرائيلي والتضامن مع الشعب الفلسطيني أم لجهة تلافي الإنعكاسات السلبية لهذا العدوان والخلافات الإقليمية التي رافقته على الصعيد الداخلي.
2- تأكيد الاجماع اللبناني على موضوع رفض توطين اللاجئين الفلسطينيين ودعم حقهم في العودة، وإعادة تفعيل خطة العمل التي وضعت من أجل تثبيت موقف لبنان من هذا الموضوع لدى عواصم القرار.
3- متابعة العمل على تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني لاسيما معالجة موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وتوفير الظروف المناسبة لذلك.
4- تثمين المبادرة التصالحية على الصعيد العربي مع التمني بأن تنعكس ايجابياتها على الصعيد الداخلي.
5- إستكمال تشكيل فريق الخبراء المكلف بإستجماع الأوراق المقدمة بشأن الاستراتيجية الدفاعية ودراستها وإستخلاص القواسم المشتركة، سعياً لدمجها في مشروع نص موحد يوضع على طاولة الحوار بعد إنتهاء أعماله.
6- تحديد الساعة الحادية عشرة من الثاني من آذار المقبل موعداً للجلسة الخامسة في قصر بعبدا.
في هذا الوقت استمرت اليوم المواقف المؤيدة لاعتماد المقاومة كاستراتيجية دفاعية خصوصا بعد ان اثبتت فاعليتها في لبنان خلال عدوان تموز وفي غزة مؤخرا ، وهو ما جدد تأكيده اليوم
رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص حيث شدد خلال لقاء تضامني مع اهل غزة في مركز وفيق طبارة، على ان اي استراتيجية دفاعية عربية ينبغي ان تكون المقاومة محورها في ظل الصراع العربي-الاسرائيلي الحالي ، لافتا الى ان المقاومة هي التي استطاعت انت تصمد في حرب تموز وخلال العدوان الاخير على غزة، داعياً الى اعادة النظر في الجيوش النظامية والتي ينبغي ان يكون لها وجه المقاومة وفعلها، ومشيراً الى ضرورة الترابط بين هاتين القوتين على الوجه الذي يضمن التكامل والتعاون في كل الاوقات. واشار الرئيس الحص الى ان الرد على العدو الاسرائيلي لا يكون الا من خلال مقاومة عربية جامعة ومترابطة، واذ اكد ان "اسرائيل" لن تتجرأ بعد الان على شن حروب على الجوار العربي، اوضح ان لا شيئ يمنعها من مواصلة اعتداءاتها ضد الشعوب العربية.
في هذا الوقت تواصلت الاصوات المنادية بضرورة توسيع طاولة الحوار الوطني فيما دعت اصوات مقابلة الى تعليقها لصالح اولويات اخرى . وفي هذا الاطار فقد دعا عضو المكتب السياسي لـ"حزب الله" محمود قماطي خلال زيارته رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا، الى ضرورة توسيع طاولة الحوار وعدم الإكتفاء بالأفرقاء الموجودين حاليا، مشيراً الى ان توسيع الطاولة سيؤدي " الى شمولية الإجماع الوطني حول النقاط التي تبحث، ويعزز قوة هذا الإتفاق عندما يتم التوصل إليه". واكد قماطي خلال اللقاء أن معادلة المقاومة إنتصرت على آلة الحرب الإسرائيلية، رغم الألم والوجع والمآسي الإنسانية.
من جهته اعرب شاتيلا أن المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق أصبحت رقما صعبا لا يمكن تجاوزه، مؤكداً ضرورة التشبث بأهم عنصر من عناصر قوة لبنان الدفاعية، وهو "المقاومة التي تشكل حجر الزاوية في أي سياسة دفاعية للبنان، بحيث يكون الجيش والمقاومة الشعبية حالة دفاعية متكاملة لردع أي عدوان على لبنان بالاستناد إلى وحدة وطنية جامعة".
بدوره شدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان في حديث له اليوم الاثنين على "ضرورة بقاء المقاومة بالتنسيق مع الجيش اللبناني ضد العدو الإسرائيلي"، معتبرا ان "الاستراتيجية الدفاعية تقوم على التنسيق بين المقاومة والجيش وعلى نزع السلاح الفردي من المواطنين".
وفي سياق متصل رأى الحزب "السوري القومي الاجتماعي" وحزب "الاتحاد" بعد اجتماعهما المشترك في حضور قيادتي الحزبين، أن المعادلة التي أرستها المقاومة الفلسطينية بتصديها للعدوان، تحاول قوى عربية ودولية إفراغها من مضمونها بتسويات سياسية تمنح العدو الاسرائيلي بالسياسة ما عجز عن تحقيقه في الحرب. ورحب المجتمعون بـ"كل اتجاه عربي يؤدي إلى تحقيق التضامن العربي على قاعدة التزام خيار المقاومة والصمود، ورأوا "أن المقاومة هي خيار استراتيجي لا رجوع عنه في كل المنطقة.
وسأل المجتمعون "الفريق السياسي اللبناني الذي يستلهم طروحاته من نظرية "قوة لبنان في ضعفه" وما هي السبل التي إعتمدها هذا الفريق لاستعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا؟".
وطالب الطرفان بـ" ضرورة توسيع طاولة الحوار لتشمل القوى اللبنانية كافة، فطاولة الحوار بمكوناتها الحالية، لا تستطيع إختصار التنوع اللبناني والوطني . كما اكد الطرفان على "ضرورة التمسك بالثوابت الوطنية وبالمقاومة كخيار لا بديل عنه، وشددوا على "ضرورة التضامن العربي وفق معادلة الثوابت والكرامة، وهذا من شأنه أن يصون القضايا العربية والمصالح المشتركة ويعيد الاعتبار للجامعة العربية ودورها".
وفي المقابل ، رأى المكتب السياسي لحزب "الكتائب" في بيان له بعد اجتماعه الدوري أن جلسة الحوار الرابعة انعقدت اليوم وسط أجواء عززت الشعور بأن هناك من يضع شروطا مسبقة قبل الشروع بدرس الإسترتيجية الدفاعية، ولا يريدون وضع سياسة دفاعية تحصر بالدولة مسؤولية حماية لبنان، مؤكدا موقف الحزب من ضرورة قيام الدولة القوية القادرة على ان تختزل في قدراتها مهام حماية الوطن والمواطن وانجاز مسيرة إستعادة السيادة. وادعى حزب "الكتائب" أن تأليف لجنة فرعية من خبراء عسكريين واستراتيجيين لدراسة مختلف المشاريع المقدمَة، تؤكد صحة موقف رئيس الحزب أمين الجميل الداعي المسؤولين العسكريين، لا السياسيين، إلى وضع استراتيجية دفاعية.
واعتبر البيان أنه في ظل هذه الأجواء على طاولة الحوار ان تركز في نقاشاتها بدلا من الإستراتيجية الدفاعية على تطبيق القرارات السابقة الخاصة التي توافق عليها المجتمعون حول هذه الطاولة منذ اشهر خلت وفي طليعتها نزع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها، مشيرا الى معلومات بأن أصحاب هذا السلاح يقفون وراء إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، أثناء حرب غزة.

2009-01-26