طرابلس ـ خاص الانتقاد.نت
هو لبنان، حالة فريدة في كل شيء حتى في السجون.. ولكن هذه المرة تمت معالجة الحالة وانتهت القضية من دون موت المريض.. بسبب الحكمة والدارية التي تمتع به من تولى الملف، فهل ستكون درساً للانتهاء من ملف السجون وما يعانيه المساجين فيها من أوضاع سيئة؟
اليكم تفاصيل الحكاية:
انتهت حالة التمرد في سجن القبة في طرابلس، وذلك بعد مساع حوارية قادها مستشار وزير الداخلية الدكتور عمر نشابة بنفس طويل والعميد محمد ياسر الايوبي والعقيد بسام الأيوبي وأفضت الى رضوخ السجناء للاستسلام للأمر الواقع من جهة وتنفيذ قوى الأمن الداخلي  للشروط التي وضعها السجناء والتي تقضي بتحسين حالة سجن القبة وتخفيض مدة العقوبة ونقل قادة التمرد الى سجن رومية.
مع الاشارة إلى ان قوى الامن كانت قد استعدت لكل الاحتمالات.
وكانت عملية التمرد قد بدأت عند الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الاحد بإشعال حرائق والسيطرة على صيدلية السجن واحتجاز عنصرين فيها، وقتها طالب المتمردون بالمساواة ورفع التمييز بينهم فضلاً عن تطبيق المادة 108 لجهة تخفيض مدة الحكم من سنة الى تسعة أشهر.
وفي ظل أجواء مشحونة استمرت المفاوضات ولكن بحكمة حتى الحادية عشر من صباح اليوم الاثنين بين اخذ ورد، وعدم قبول السجناء بأي حل من الحلول التي قدمها الضباط وإصرارهم على حضور المسؤولين المعنيين.
وغم تمسك السجناء بمواقفهم نجح العميد المتقاعد محمد ياسر الايوبي والد قائد التمرد في السجن يحيى الايوبي والذي صدرت بحقه احكام المؤبد باقناعه باطلاق سراح الرقيب ضياء والمعاون احمد عز الدين اللذين اصيبا بجروح طفيفة في الرأس والبطن، فتم ذلك ونقلا الى المستشفى للمعالجة بعد الافراج عنهما.
وتوالت الانفراجات بعد مفاوضات طويلة وانتهت بنقل السجناء الى سجن رومية وكان عدداً كبيراً منهم تناول من صيدلية السجن بعد السيطرة عليها كميات من الحبوب المهدئة والمخدرة والأدوية الاخرى، الامر الذي صعّب من مهمة المفاوضين الذين وجدوا صعوبة بالغة في التحكم بمسار الامور، خصوصا ان سير المفاوضات اظهر تفاوتا في آراء المتمردين الذين طالب بعضهم بعفو عام، فيما طالب آخرون بإخلاء سبيل من أمضى نصف محكوميته، فيما أبقى البعض الآخر على مطالبهم الاساسية وفق ما اكد عليه اللواء أشرف ريفي مدير عام قوى الامن الداخلي.
وفي النهاية انهت المجموعة المفاوضة الموضوع بسلام.
بدوره النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا كلف قائد سرية الشمال في قوى الامن الداخلي العميد بسام الايوبي اجراء التحقيق الاولي في حادثة التمرد التي حصلت في سجن القبة في طرابلس وتحديد الفاعلين واحصاء الاضراراللاحقة بالمبنى وتقديرها تمهيدا لاحالة الملف الى القضاء العسكري كون السجن ثكنة عسكرية.
وكان اهالي المساجين قد تجمعوا بشكل كبير خارج السجن حيث أبدوا تخوفهم مما يجري وطالبوا بعدم إلحاق الأذى بأبنائهم خصوصا أولئك الذين لم يشاركوا او الذين شاركوا مكرهين في حالة التمرد.
يذكر أن سجن القبة يضم أكثر من 500 سجين، موزعين على ١٦ غرفة، وأكثرهم من المحكومين، وبعضهم يمضي جزاء عدم قدرته على دفع الغرامات المالية التي فرضتها عليه المحكمة، وهناك عدد من الموقوفين على ذمة التحقيق وما زالوا يخضعون لمحاكمات لدى محاكم قصر عدل طرابلس ولم تصدر احكام بحقهم.
فمتى يقفل ملف الدعاوى المتراكمة والاوضاع السيئة للمساجين، وهل يمكن التعويل في كل مرة على وجود امثال المجوعة التي أوصلت الموضع الى هذه الخاتمة؟
سؤال، جوابه بين أيدي من يعنيهم الامر!