جرت خلال اليومين الماضيين سلسلة من المظاهرات الاحتجاجية الغاضبة ضد استمرار الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الاميركية بدون طيار خلال عطلة الاسبوع ضد القرى الواقعة في منطقة وزيرستان على الحدود بين باكستان وافغانستان، والتي تعتبر ملجأ لـ"الارهابيين" وقاعدة لطالبان.
وقد ادت الصواريخ التي اطلقت من طائرات "بريدييتر" بدون طيار على القرى الباكستانية يومي 23 و24 كانون الثاني الجاري الى مقتل 8 اعضاء من تنظيم "القاعدة"، بينهم 4 مصريين، كما تقول جريدة "تايمز" اللندنية، بالاستناد الى مصادر امنية باكستانية. وقد دمر عدد من المساكن العائدة الى احدى القبائل المعروفة بتأييدها لطالبان. ولكن الناطق الرسمي في اسلام اباد يؤكد انه قد سقط ايضا 15 ضحية من المدنيين، بينهم 3 اطفال. وقد تمت هذه الغارات بأمر من الرئيس باراك اوباما، بعد يوم واحد من تعيين ريتشارد هولبروك كمبعوث خاص الى المنطقة، ويعتبر هذا مؤشرا ان السياسة المتناقضة للرئيس السابق جورج بوش لم تتبدل، كما تؤكد جريدة "تايمز". فمنذ شهر اب 2008 حتى الان نفذت الولايات المتحدة الاميركية 30 غارة مشابهة على جانبي الحدود بين افغانستان وباكستان.
وقد اصدرت وزارة الخارجية في اسلام اباد بيانا جاء فيه "ان باكستان تأمل في ان الادارة الاميركية الجديدة ستعيد النظر في الطريقة المتبعة الى الان في توجيه ضربات جوية، مما يؤجج المشاعر المعادية لاميركا ويعرقل سعي الحكومة الباكستانية لمواجهة الارهابيين". وحتى الاحد بعد الظهر لم تكن باكستان قد تلقت اي جواب من البيت الابيض.