ارشيف من :أخبار لبنانية

"السفير": الأسرى الأحياء يُنقلون إلى مطار بيروت ... والجثامين تُسلّم في الناقورة

"السفير": الأسرى الأحياء يُنقلون إلى مطار بيروت ... والجثامين تُسلّم في الناقورة

نيويورك ـ خاص "السفير":
اقتربت صفقة تبادل الأسرى بين »حزب الله« و"إسرائيل" من خواتيمها، بعد أن سلكت القضايا الإجرائية شوطاً كبيراً، كان البارز فيها، أمس، توقيع ممثل الحكومة الاسرائيلية عوفر ديكل رسمياً على اتفاق التبادل بصيغته الرسمية، وكذلك توقيع أحد ممثلي قيادة »حزب الله« (على الأرجح رئيس لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا)، على الاتفاق، وكذلك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الوسيط الألماني كونراد غيرهارد، لتصبح نافذة ونهائية، حيث أرسلت النسخ الموقعة الى الأطراف الثلاثة وصارت هناك نسخة موجودة في أحد أدراج الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان يتابع مسار إبرام الصفقة.
ومع إنجاز الجانب الرسمي لعملية التبادل، الذي سبقه قرار حكومة ايهود أولمرت ومن ثم المؤتمر الصحافي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، باتت البنود التي تتضمنها الصفقة معروفة وهي تشمل الآتي:
ـ يستعيد الجانب الإسرائيلي الجنديين اللذين خطفهما حزب الله وهما ايهود غولدفاسر وإلداد ريغيف، بتاريخ ١٢ تموز .٢٠٠٦
ـ يتسلم الإسرائيليون رفات وأشلاء عدد من الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في منطقة الجنوب اللبناني خلال "حرب تموز" ٢٠٠٦.
ـ تفرج "إسرائيل" عن الأسير اللبناني سمير القنطار (أُسر في ٢٢ نيسان ١٩٧٩) وعن أربعة من رفاقه الذين أسرهم الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية خلال المواجهات التي جرت بينه وبين حزب الله في تموز ٢٠٠٦ وهم: محمد عبد الحميد سرور، حسين سليمان، ماهر كوراني وخضر زيدان.
ـ تسلم "إسرائيل" حزب الله جثث مقاتلين من حزب الله سقطوا خلال حرب تموز وتم دفنهم في مقابر الأرقام في منطقة الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة.
ـ تسلم "إسرائيل" حزب الله رفات حوالى ١٩٩ لبنانياً وفلسطينياً وعربياً سقطوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، على الأراضي اللبنانية والإسرائيلية، وبينهم مجموعة دلال المغربي.
في هذه الأثناء، انتهت أيضاً عملية تبادل التقارير، بين حزب الله والإسرائيليين، عبر الوسيط الدولي كونراد غيرهارد. واستناداً الى مصادر واسعة الاطلاع في نيويورك، فإن المعلومات التي توافرت لـ"السفير" أن الوسيط الدولي تسلم، أمس الأول، من "حزب الله" التقرير النهائي حول ظروف اختفاء الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي خطف بعد اسقاط طائرته في شرق مدينة صيدا في ١٦/ ١٠/ ١٩٨٦ (يتضمن شهادات وأدلة الخ..).
كما تسلم الوسيط الأممي من الإسرائيليين التقرير النهائي حول ظروف اختطاف واختفاء الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة، في صيف عام ،١٩٨٢ في شمال لبنان، على حاجز لـ"القوات اللبنانية".
وحسب المصادر نفسها، فإن عملية تبادل التقارير ستنجز نهائياً اليوم، (يتسلم الحزب التقرير النهائي حول الإيرانيين وفي المقابل، يتسلم الإسرائيليون التقرير النهائي حول آراد).
وفي السياق نفسه، سلكت الإجراءات القانونية في الجانب الإسرائيلي شوطاً متقدماً، حيث ردت المحكمة الإسرائيلية العليا، الاعتراضات المتعلقة بسمير القنطار من قبل اشخاص وجمعيات، كما ردت المحكمة في الناصرة اعتراضات أخرى تتعلق بالمقاتلين الأربعة الذين أسروا في حرب تموز.
ورفضت المحكمة العليا التماساً قدمته عائلات ١٢ يهودياً إيرانياً فقدوا في التسعينيات أثناء محاولتهم الهجرة إلى "إسرائيل". وطلبت العائلات من المحكمة منع الحكومة من تنفيذ الصفقة قبل الحصول من حزب الله على معلومات عن مصير هؤلاء. واعتبرت المحكمة العليا في حيثيات قرارها أنها لا تستطيع التدخل في ما يعتبر من سياسات الحكومة الخارجية.
وحسب المصادر الدولية في نيويورك، فإن عملية التبادل قد تنجز على مراحل أو دفعة واحدة لكن ليس بالضرورة في المكان نفسه، وستكون الخطوة الأولى تسليم جثث المقاتلين الذين سقطوا في حرب تموز عبر بوابة الناقورة الحدودية بين لبنان و"إسرائيل" وبرعاية وإشراف الأمم المتحدة. وفي المقابل، يسلم حزب الله أشلاء ورفات جنود إسرائيليين سقطوا في الحرب نفسها.
أما الخطوة الثانية، فتتمثل في إفراج "إسرائيل" عن سمير القنطار ورفاقه الأربعة وفي الوقت نفسه، يتسلم الإسرائيليون الجنديين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغيف.
أما الخطوة الثالثة، فتتمثل في تسليم حزب الله رفات حوالى ١٩٩ مقاتلاً، سقطوا في المرحلة الممتدة بين ١٩٧٨ و2002 وهي الجزء الأصعب والأكثر تعقيداً، بدءاً من سحب الجثث من "مقابر الأرقام" وتوضيبها وتحديد التواريخ وإعداد تقرير حول ظروف دفن كل جثة (المكان والتاريخ الخ..).
أما المرحلة الرابعة والأخيرة، فهي المتعلقة بإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، استناداً الى نص رسالة ـ تعهد بعث به الجانب الإسرائيلي الى الأمانة العامة للأمم المتحدة عبر الوسيط الأممي.
وقالت المصادر الدولية لـ"السفير"، أن التاريخ التقريبي لإنجاز صفقة التبادل هو في حدود منتصف الشهر الحالي (١٥ أو ١٦ على الأرجح)، على أن تسلم جثث المقاتلين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب ورفات وأشلاء الجنود الإسرائيليين، في منطقة الناقورة، بينما يرجح أن يتم الاتفاق على مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت) لاستقبال الأسرى اللبنانيين الخمسة.

2008-07-07