ارشيف من :أخبار لبنانية
"الأخبار": "قوى الاحتياط" تسعى لمنافسة "المستقبل".. والسعودية راضية

نقلت صحيفة "الأخبار" الصادرة اليوم الأربعاء عن شخصيات سياسية ـ دينية إشارتها إلى أن الهجمة الإسرائيلية على غزة "أحدثت زلزالاً ستبقى ارتداداته متواصلة مدة طويلة داخل الأوساط السنّية في لبنان والمنطقة، وأن نتائجه ستظهر تباعاً".
وتشير الصحيفة نقلاً عن مصادر سياسية أن ذلك يتبيّن من خلال"تعاطف القواعد السنّية مع حركة حماس، مما دفع تيار المستقبل إلى استلحاق نفسه عبر اللافتات والحملات التضامنية. في المقابل استفاد منافسوه من الحدث الغزاوي أكبر الإفادة، لأجل سحب البساط السنّي من تحت قدميه تدريجاً".
وتشير المصادر إلى التحركات التي قامت بها الجماعة الإسلامية في هذا الإطار، ولا تغفل تحركات مماثلة في عكار والضنية ومناطق ذات أكثرية سنّية في البقاع والجنوب، كان آخرها المهرجان التضامني مع حماس الذي نظّمته الجماعة في معرض رشيد كرامي الدولي بطرابلس. وتابعت "يومها، سلّط الحشد الشعبي الضوء على أمرين: الأول أن حجم الجماعة لا يستهان به، والثاني أن التأييد لحماس والمقاومة في فلسطين، وأيضاً لبنان، في الوسط السنّي لا قدرة لتيار المستقبل على استيعابه كما يرغب".
وتلفت المصادر إلى أن تحرك الجماعة الأخير، وتمايزها عن تيار "المستقبل"، يظهران الوقوف إلى جانب السعودية التي كانت قبل قمة الكويت تشعر بأن الأمور بدأت تفلت من يدها، وأن دورها وتأثيرها في المنطقة آخذان في الانحسار لمصلحة دول وقوى عربية وإقليمية أخرى، فكان التحوّل الذي أعلنه العاهل السعودي في القمة، وما استتبعه من مصالحة، ولو شكلية، مع سوريا وقطر".
وضمن هذا السياق، ترى المصادر أن السعودية "تحرص في الدرجة الأولى على إبقاء نفوذها في لبنان قائماً، بعيداً عن الجهة التي يمكن أن توفّر لها هذا النفوذ، ومن هنا يأتي انفتاح الرياض الأخير على قوى وشخصيات سنّية بقيت مهملة منها لعقود، وهي ما يمكن أن يطلق عليها تسمية "قوى الاحتياط" في الشارع السنّي: كالجماعة الإسلامية وجبهة العمل الإسلامي وغيرهما، والرئيسين عمر كرامي ونجيب ميقاتي، والوزيرين محمد الصفدي وتمام سلام، وشخصيات وقوى سياسية سنّية مستقلة أو معارضة، وهي قوى تملك القدرة على تسلّم الدفة من تيار "المستقبل"، أو مشاركته فيها إذا مُني بانتكاسة، أو إذا تبيّن أنه غير قادر على إبقاء النفوذ السعودي في لبنان على قوته، من غير أن يسبّب ذلك إحراجاً لسوريا أو حتى لإيران".
انطلاقاً من ذلك، تردف المصادر، "جاءت المواقف الأخيرة للنائب سعد الحريري، يوم السبت الماضي، لتخدم هذا التوجه، بعدما بات واضحاً أن الحريري ونوابه وتياره يعملون على توفير عوامل استقواء لهم من خارج الواقع والمنطق والتحولات السياسية في لبنان والمنطقة والعالم".