ارشيف من :أخبار لبنانية

النص الكامل للمؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى عيد الحرية

النص الكامل للمؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى  عيد الحرية

تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية الخامسة لعيد الحرية ـ عملية التبادل الاهم والاكبر في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني.
وهنا النص الكامل لكلمة سماحته والحوار مع الصحافيين:
النص الكامل للمؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى  عيد الحريةفي مثل هذه الايام في العام 2004 انجزت المقاومة الاسلامية في لبنان اهم عمليات التبادل على ما اعتقد حيث تم الافراج عن جمع عزيز من الاسرى المقاومين وفي مقدمهم سماحة الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج ابو علي الديراني واخوة من الاعزاء المجاهدين وكذلك تم الافراج عن عدد كبير من اجساد الشهداء واعلنا في ذلك اليوم "يوم الحرية" او "عيد الحرية" وقطعنا وعدا لمن بقي من اخواننا في السجون الاسرائيلية وفي مقدمهم الاخ سمير القنطار بان نعمل جاهدين من اجل اطلاق سراحهم. بعد ذلك وفق الله سبحانه وتعالى لهذا الامر وتمت عملية الرضوان التي كشف النقاب عن جزء كبير من نتائجها وبقيت بعض الجوانب فيها اتحدث عنها هذا اليوم ان شاء الله . ولكن في البداية اعتقد ان هذه الذكرى العزيزة ذكرى تحرير هذا الجمع المبارك من المقاومين والمجاهدين والشهداء هي مناسبة للتذكير وللوقوف وللتضامن. للتذكيربقضية الاسرى الفلسطينيين والسوريين والاردنيين والعرب وبالاخص اسرى القدس واسرى الاراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948  الذين يواجهون ظروفا قاسية. والذين يتجاوز عددهم من مجموع الاسرى يصل الى حدود 11 الف معتقل واسير من بينهم اعداد كبيرة من الاطفال والنساء والمرضى واصحاب الاوضاع الصحية الخاصة. وهذه القضية يجب ان تبقى حاضرة في وجدان ومشاعر ومسؤولية هذه الامة سواء القيادات او الحكومات او الاحزاب او القوى الحية او الشعوب والنظر اليها كقضية قومية ووطنية وجهادية من جهة وكقضية انسانية واخلاقية على درجة عالية من الانسانية من جهة اخرى. لاننا في مسالة هؤلاء الاسرى والمعتقلين ايضا نشهد مشهد الصمود والتحدي والثبات والقوة ومشهد المعاناة الصعبة والقاسية في سجون الاحتلال وكذلك عائلات هؤلاء الاسرى والمعتقلين.

انا اتخذ من هذا اليوم ومن هذه المناسبة فرصة لاعادة تسليط الضوء على قضية الاسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الاسرائيلية والتي تمر عليها مراحل تكاد تكون في طي النسيان. بالعودة الى قضية او مسائل عملية الرضوان لدينا موضوع الاخ الاسير يحيى سكاف والاخت الشهيدة دلال المغربي. في تبادل 2004 نحن كنا نصر على ان يشمل التبادل الاسير يحيى سكاف وكان الاسرائيلي يدعي ان يحيى قد استشهد مع مجموعة الشهيدة المغربي وكنا نطالب بجسده اذا كان شهيدا كما يدعي الاسرائيليون. في تلك المرحلة حدثت تعقيدات حول هذا الموضوع ولم يتم الامر. في عملية الرضوان نحن اصرينا اننا نريد اجساد شهداء عملية الشهيدة دلال المغربي بما فيهم دلال والاخوة الذين استشهدوا معها والذين يفترض او يدعي الاسرائيلي ان من ضمنهم الاخ يحيى سكاف . وبالفعل ففي عملية الرضوان تم تسليم معلومات وملفات حول العملية، يعني عملية الشهيدة دلال وايضا قيل ان هذه الرفات هي رفات اربع شهداء وهي رفات من الواضح انها قديمة وان هذه الرفاة الاربعة هي لهؤلاء الشهداء الاربعة : دلال ويحيى وشهيدين آخرين . الا ان الاسرائيلي لا يستطيع ان يميز أي الرفات تعود لدلال وايها ليحيى وايها لبقية الشهداء، بدعوى انهم عندما دفنت هذه الاجساد حصلت فوضى في ذلك الحين ولم يتم تحديد الارقام بشكل دقيق.

ضمن عملية الرضوان نحن استلمنا هذه الرفات كجزء من اعداد كبيرة من الجثامين ورفات الشهداء واستطعنا ان نحدد بقية الشهداء بشكل واضح من خلال قرائن ومعلومات ومعطيات واحيانا كنا لا نحتاج الى فحص  DNA واحيانا كنا نحتاج الى هذا الفحص. فيما يتعلق بهذه الرفات الفحص في المختبرات اللبنانية لم يصل الى نتيجة وهذا هو سبب التأخير الى الآن، فاضطررنا للاطمئنان على النتيجة ان نرسل عينات من رفات الشهداء الاربعة الى فرنسا، الى اهم المختبرات الموجودة هناك ، وعملية الفحص استنزفت كل هذا الوقت بسبب قدم الرفات وهذا امر طبيعي بتجارب سابقة معنا في عمليات تبادل سابقة ، فكان احيانا فحص عظام وليس رفات للتأكد من النتيجة كان يستهلك من ثلاثة الى اربعة اشهر. فازمن الذي استهلكته العملية هو زمن طبيعي.

منذ ايام جاءتنا نتيجة فحص ال DNA والنتيجة لم تكن مساعدة، يعني اننا لا نستطيع من خلال فحص ال DNA ان نقول ان ايا من الرفات الاربعة هي للاخت دلال او للاخ يحيى او للشهداء الآخرين. وبالتالي نحن نعتبر ان هذه الرفات هي تابعة لشهداء مجهولين ولم نستطع ان نحدد هوية هؤلاء الشهداء. وبناء عليه قمنا بابلاغ العائلات المعنية بالامر. اما بالنسبة الى الاخت دلال فان الملف يؤكد من خلال بعض المسائل الحسية وبعض الصور وبعض الشواهد وهذا امر معروف لدى العائلة ولدى الرأي العام ان دلال استشهدت خلال العملية. فالنقاش بالنسبة لدلال ليس نقاش شهادة او حياة وانما نقاش اذا ما كانت هذه الرفات هي للشهيدة دلال ام لا. نحن لا نستطيع ان نقول ان ايا من هذه الرفات هي للشهيدة دلال وبالتالي هذا الامر يعود الى عائلة الشهيدة دلال المغربي.

فيما يعني الاخ يحيى، نحن ابلغنا العائلة الكريمة والتي صبرت طويلا وتعاونت معنا خلال كل السنوات الماضية ايضا بذات النتيجة. وبالتالي في هذه اللحظة ومن جهتنا نحن لا نستطيع ان نحسم في هذه المسألة. استطيع ان احسم واقول ان الرفات الموجود لدينا ضمن الرفات الاربعة لا يوجد رفات الاخ يحيى سكاف على فرض شهادته وبالتالي تبقى الفرضيات مفتوحة في موضوع يحيى سكاف.. يعني هل هو اسير حي في السجون الاسرائيلية واسرائيل لا زالت تنكر وجوده ؟ هل هو مفقود؟ وبالتالي هو مجهول المصير لا نعرف هل هو حي ام هو شهيد ؟ ام هو شهيد ضاعت رفاته، ام هو شهيد ما زالت اسرائيل تحتفظ بجثته؟ هذه فرضيات مفتوحة. نحن نعتقد ان الجهة المعنية بالدرجة الاولى هي عائلة الاخ يحيى سكاف لحسم هذه النقطة ضمن المرجعيات الشرعية والقانونية التي تعتمد عليها وتعود اليها لان المسألة في بت حياة او موت انسان هي ليست مسالة بسيطة هي مسالة لها ابعاد شرعية وقانونية ونحن في المقاومة لا نعتبر انفسنا مخولين ببت هذه المسألة وبالتالي يعود لعائلة الاسير يحيى امر البت في امر البت في هذه المسألة على مستوى قناعاتها والمعطيات التي قدمت لها وعلى مستوى المرجعيات الشرعية والقانونية التي تعتمدها لحسم هذه المسألة والبت فيها. بناء عليه في قضية الاخ يحيى والاخت دلال تصبح الصورة واضحة، ونحن لا نعتبر ان بين ايدينا رفات لاي من الشهداء الذين استشهدوا في عملية دلال المغربي. 

النص الكامل للمؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في ذكرى  عيد الحريةفيما يتعلق بالأخ محمد فران نحن أيضاً كنا قد أبلغنا عائلته سابقاً عندما أنجزت عملية الرضوان، لكن أكدنا على هذا المعنى أن الإسرائيليين ينكرون أساساً أن يكون محمد وصل إلى أيديهم فضلاً عن أن يكون أسيراً أو شهيداً أو له جثة. طبعاً هم يدعون ذلك، نحن لا نستطيع أن نوافق على هذا الإدعاء لأن قارب الصيد الذي كان يعمل فيه الأخ محمد فران وصل إلى يد الإسرائيليين وعندما أُعيد إلى قوات الطوارئ الدولية أعيد وعليه آثار دماء محمد، وبالتالي نحن نحمل الإسرائيليين مسؤولية مصير الأخ محمد فران. هل تصنف هذه القضية في إطار قضية اسير حي؟ هل تصنف في إطار مفقود ومجهول مصير؟ هل تصنف في إطار شهيد يحتجز الإسرائيليون جثته أو ما شاكل؟ أيضاً أقول نفس الكلام ، لسنا نحن الجهة المعنية من الناحية الشرعية والقانونية لبت هذا الأمر، هذا الأمر يعود إلى عائلة الأخ محمد فران وإلى المرجعيات الشرعية والقانونية التي تستند إليها. بناءً عليه فيما بين أيدينا من أسماء مطروحة في عمليات التبادل السابقة واللاحقة ، أعتقد أن الأمور أصبحت واضحة.

فيما يعني  بقية الملف نحن لدينا لوائح بأعداد كبيرة من الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين، اللبنانيون الشهداء كلهم استشهدوا على الأرض اللبنانية، ولدينا أيضاً وثائق  وصور بعضها صحافي بعضها خاص أن جنود الاحتلال كانوا يحتجزون هذه الأجساد وينقلونها إما بالمروحيات وإما بالآليات العسكرية، وهؤلاء الشهداء إما أنهم وقعوا في يد الجنود الإسرائيليين خلال عمليات المواقع التي كانت تنفذها المقاومة أو عثر عليهم الإسرائيليون لاحقاً وقاموا باحتجازهم. بالنسبة للشهداء الفلسطينيين، جزء كبير منهم استشهدوا على الأرض اللبنانية بالخصوص عام 1982 أثناء الاجتياح، واحتجزت أجسادهم وجزء منهم استشهدوا داخل الأراضي الفلسطينية خصوصاً في شمال فلسطين المحتلة. فيما بين أيدينا من لوائح وأعداد لا أستطيع أن أدعي الدقة لأنه قد يكون هناك شهداء لم تتم الإفادة عنهم بسبب الظروف التي مررنا بها خلال 25 عاماً أو 30 عاماً، لكن أستطيع أن أقول أن مجموع الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين يقارب 350 شهيداً ما زالت أجسادهم في يد الإسرائيليين او في الحد الأدنى لم تصل إلى عائلاتهم، وكانت في منطقة يسيطر عليها الإسرائيليون. هذا موضوع الشهداء. وهذا الموضوع مازال مفتوحا وقائما. ولدينا موضوع ثان هو موضوع المفقودين. طبعا أعداد المفقودين بالمئات، وكل مدة ومدة أيضا يظهر بعض المعطيات الجديدة. المفقودون اغلبهم من اللبنانيين. الأكثرية الساحقة من اللبنانيين وفيهم بعض الإخوة الفلسطينيين. هنا أتحدث عن المفقودين الذي تتحمل إسرائيل مسؤوليتهم. يعني إما أنهم اعتقلوا على حواجز إسرائيلية أو أن قوات الاحتلال قامت بمداهمة بيوتهم وقامت باعتقالهم واختفى أثرهم، أو انه تم اعتقالهم من خلال حواجز الميليشيات التابعة لإسرائيل يعني ميليشيا جيش لبنان الجنوبي أو سعد حداد سابقا. أو قامت هذه الميليشيا بمداهمة بيوتهم واعتقالهم من بيوتهم واحتجازهم في السجون، وهناك شهود على انه كان هناك معتقلين في سجون هذه الميليشيا ثم فقد أثرهم. هذا النوع من الأشخاص نحن نصنفهم بعنوان مفقودين، لأنه مضت سنوات طويلة على موضوعهم وإسرائيل تتحمل كامل المسؤولية لأنهم خطفوا من خلال الجيش الإسرائيلي أو ميليشيات العملاء وعلى ارض يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. هذا الملف

2009-01-29