اتهم جهاز الإستخبارات الإسرائيلي العام "الشاباك"، أمس، قادة الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي نفذت عمليات الحرب العدوانية على غزة، بأنها تصرفت بطريقة "أنانية فظة" وتسببت في إحراق وتصفية عدد من عملائها الفلسطينيين، الذين كان لهم دور كبير في هذه الحرب.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن العملاء الفلسطينيين قدموا معلومات دقيقة ممتازة للإستخبارات أتاحت توجيه ضربات قاصمة لحركة حماس، لافتة إلى أن هؤلاء العملاء وصلوا إلى "مواقع ذات مصادر معلومات غنية، يعتبرون كنزاً لا يستغنى عنه في الحرب الإسرائيلية على الإرهاب، ولكن قادة الوحدات العسكرية الإسرائيلية الذين حاربوا في غزة، وتلقوا المعلومات التي وفرها هؤلاء العملاء، تصرفوا بطريقة متسرعة ومن دون الاكتراث بمصيرهم وتسببوا في كشف هويتهم أمام عناصر حماس ومن ثم قتلهم".

وقد اعترفت عناصر في الجيش الإسرائيلي بأنها تسببت في إحراق العملاء، مبررة ذلك بأن القادة العسكريين وضعوا في رأس سلم اهتماماتهم "الحفاظ على أرواح جنودهم وقتل أكبر عدد من نشطاء حماس وقيادتهم"، مضيفة "مع الاحترام لحسابات الإسخبارات، فإن حياة المتعاونين الفلسطينيين تأتي درجة واحدة بعد درجة الحفاظ على أرواح جنودنا".

ورفض الجيش محاولات الإستخبارات "تضخيم الأضرار" التي تحدثت عنها،  موضحة أن "غالبية الذين قتلتهم حماس بحجة العمالة لإسرائيل هم من حركة فتح ولا علاقة لهم بالإسخبارات الإسرائيلية"، في إطار ما وصفه "تصفية الحسابات الداخلية أو التستر على حقيقة وجود عملاء لإسرائيل في صفوف حماس وليس معاقبة العملاء".

ونقلت "هآرتس" عن أحد العناصر العسكرية الإسرائيلية قوله "لا أدري لماذا هذا التأثر في الإستخبارات، ففي نهاية المطاف ما جرى هو أعمال قتل بين الفلسطينيين أنفسهم، تم فيها التخلص من عناصر في حماس وعناصر في فتح التي لا تقل خطورة عن حماس، بل ربما تزيد". ومع ذلك، فقد أشارت الصحيفة إلى أن الجيش وافق على إجراء تحقيق في ادعاءات الإستخبارات بخصوص هذه الاتهامات.