أكد الموفد الرئاسي الفرنسي فيليب ماريني أنه فهم من الرئيس السوري بشار الأسد بوضوح أنه أدّى دوراً إيجابياً حيال حزب الله، لضبط النفس إبان أحداث غزة، لافتاً إلى أنّ الأسد ربما لم يقل ذلك حرفياً "لكنني أكيد أن هذا ما كوّن جو الحديث". 
وقال ماريني في حديث إلى صحيفة "الأخبار" الصادرة اليوم إنّ البعض ربما كان يأمل تموضعاً سورياً جديداً حيال إيران، يمثّل تغييراً بنسبة 180 درجة عن تموضعها الحالي، لكنه أشار إلى أنّ هذا غير منطقي في السياسة والبراغماتية السياسية تقتضي الأمل بأن تبدأ دمشق بعض التغيير، حتى إذا بلغ 90 درجة فقط، يكون ذلك إنجازاً"، مضيفاً "هذا غير واقعي، إلا في إطار شبكة جديدة من التحالفات الاستراتيجية والحوافز المقدمة إلى القيادة السورية، في مقابل تحالفها وصداقتها مع إيران منذ ثلاثين عاماً".

وتوقف ماريني عند قضية تعيين السفير السوري في لبنان لافتاً إلى أنّ "الإنجاز كان في تبادل السفارتين، أما الباقي، "فمرتبط بطبيعة عمل النظام"، موضحاً "منذ مدة شغر منصب سفير سوريا في باريس. وظل شاغراً أكثر من ستة أشهر. هل كان ذلك موقفاً سياسياً؟ طبعاً لا، بل مسألة متعلقة ببطء النظام وبيرقراطيته لا غير". وتابع "إن لم يأت السفير السوري الى بيروت اليوم، ثم جاء بعد أسبوع أو اثنين أو شهر، فما الفارق".
ونصح ماريني واشنطن بأن تخاطب دمشق وطهران، وحتى حماس، مردفاً "عندما طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الأسد توسطه في الملف الإيراني النووي، لم يتأخر وهذا دليل على صوابية مذهب البراغماتية وشمولية التواصل والتخاطب".
وتساءل ماريني "ماذا يحصل في مصر؟ أليست مفاوضات رسمية بين إسرائيل وحماس؟ كيف يمكن أن تتكلم إسرائيل مع حماس، فيما نحن لا نزال نتمسك بتصنيفها حركة إرهابية ونرفض الكلام معها؟"، معتبراً أنّ "مجرد التمكن من نقل حماس من موقع الحركة الإرهابية إلى الحركة السياسية، هو إنجاز يستحق السعي إليه بكل ما لدينا من إمكانات. وإلاّ فلا حلول عملية".