ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: "رضوان".. الحرية والوعد الصادق

كتب مصطفى خازم
هي أيام قليلة ويحين الموعد.
قبله كنا صغاراً نلعب في أحياء القرى والضواحي.. يحيط بنا الوهن وقلة الحيلة.
قبله كنا مشغولين بجيراننا في المخيمات، ولم نكن ندرك كنه القضية التي حملتهم الينا.
جاء من أقصى الخارطة الأرضية، رفع علم فلسطين، أطاح بالشاه.. وانتشر تلاميذه في أصقاع المعمورة يبشرون بالحرية والاستقلال..
يومها كنا صغاراً ولكن صورته في "بنياد مستضعفين" كانت تشغل البال، ماذا يريد هذا الآتي من الشرق..
يومها عرفنا لماذا في مخيمات الثورة يوجد من هم من خارج اطارها. رأيناهم يصلون الفجر.. ويرحلون جنوباً.
كانت الصلاة أمراً محيراً، يقفون بكامل العتاد، ويؤمهم سيدهم.. ويدورون حولها بعيد التسليم.. "ورضوان" يتوكز على بندقيته ويخط في الأرض رسوماً غير مفهومة للكثيرين، وفي صباح اليوم التالي يخرج المذياع.. قتلى وجرحى للعدو وسيارات تحترق والمجموعة عادت الى قواعدها بسلام..
وتمر الايام ويأتي أيار/ مايو 2000.
ويخرج العدو مدحوراً، وبقيت مزارع شبعا، وسمير ويحيى وعشرات الابطال المصفدين.. ويعيد "رضوان" تقليب دفاتره..
وتأتي "صوفا" إلى نقطة المقتل.. لتفرح قلوب الملايين بنصر الله.. والحرية الآتية من "فوهات بنادق المجاهدين"..
وكعادتهم نكث الصهاينة بالعهود ولم يخرج سمير.. وقال السيد: "والآن هم حمقى لأنهم احتفظوا بالأخ سمير القنطار. كان يجب أن يطلق سراحه الآن وأن يكون على هذا الكرسي ولكنهم كما قال محللهم السياسي، هذه هي الحقيقة. الآن يعيدون الخطأ نفسه، وأريد أن أقول كان يجب على العدو أن يطلق سمير القنطار الآن، ولأنه لم يفعل أنا أؤكد لكم أنه سوف يندم في المستقبل".
طوي الزمن من يوم الحرية الى الوعد الصادق، عامان وكان الصهاينة في المصيدة مجدداً..
خرقوا الحدود، فكانت الواقعة..
فعلوا كل ما فعلوه، وصالوا وجالوا ولكنهم خسروا الحرب..
ولكن الجنة اشتاقت لـ"رضوان" فكان الرحيل.. قبل "الرضوان"..
طيلة سنوات عمره أقلقهم، أربكهم أبكاهم.. منذ الطلقات الاولى في خلدة..
يوم رمى وهتف وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.. ومن يومها لم يهدأ للعدو بال حتى رحل ذليلاً، وأعاد كل ما لديه من رهائن..
من 1982 إلى 1985 إلى 1990 إلى 1993 إلى 1996 إلى 2000 إلى 2004 إلى 2006 حتى يوم الشهادة..
بصمات "رضوان" واضحة في كل ملحمة خاضتها المقاومة الاسلامية ضد العدو..
كثيرون عرفوه بعد استشهاده، وكثيرون عرفوه قبلها ولكنهم لم يعرفوه!
روايات كثيرة تحكى وتكتب.. ويبقى هو هو..
الموعد قادم.. والذكرى باتت قريبة.. وتؤرق مضاجع أعداء الله والوطن والحرية والاستقلال..
"الصحب قد رجعوا"..
وسيكون بينهم حاضراً كما كان.. من غزة كانت بشارته الأخيرة.. والمستمرة فهو والاقصى على الموعد..
بوعد الحرية الصادق.. وفجر نصرالله على فلسطين كل فلسطين.
الانتقاد/ العدد1331 ـ 30 كانون الثاني/ يناير 2009
هي أيام قليلة ويحين الموعد.
قبله كنا صغاراً نلعب في أحياء القرى والضواحي.. يحيط بنا الوهن وقلة الحيلة.
قبله كنا مشغولين بجيراننا في المخيمات، ولم نكن ندرك كنه القضية التي حملتهم الينا.
جاء من أقصى الخارطة الأرضية، رفع علم فلسطين، أطاح بالشاه.. وانتشر تلاميذه في أصقاع المعمورة يبشرون بالحرية والاستقلال..
يومها كنا صغاراً ولكن صورته في "بنياد مستضعفين" كانت تشغل البال، ماذا يريد هذا الآتي من الشرق..
يومها عرفنا لماذا في مخيمات الثورة يوجد من هم من خارج اطارها. رأيناهم يصلون الفجر.. ويرحلون جنوباً.
كانت الصلاة أمراً محيراً، يقفون بكامل العتاد، ويؤمهم سيدهم.. ويدورون حولها بعيد التسليم.. "ورضوان" يتوكز على بندقيته ويخط في الأرض رسوماً غير مفهومة للكثيرين، وفي صباح اليوم التالي يخرج المذياع.. قتلى وجرحى للعدو وسيارات تحترق والمجموعة عادت الى قواعدها بسلام..
وتمر الايام ويأتي أيار/ مايو 2000.
ويخرج العدو مدحوراً، وبقيت مزارع شبعا، وسمير ويحيى وعشرات الابطال المصفدين.. ويعيد "رضوان" تقليب دفاتره..
وتأتي "صوفا" إلى نقطة المقتل.. لتفرح قلوب الملايين بنصر الله.. والحرية الآتية من "فوهات بنادق المجاهدين"..
وكعادتهم نكث الصهاينة بالعهود ولم يخرج سمير.. وقال السيد: "والآن هم حمقى لأنهم احتفظوا بالأخ سمير القنطار. كان يجب أن يطلق سراحه الآن وأن يكون على هذا الكرسي ولكنهم كما قال محللهم السياسي، هذه هي الحقيقة. الآن يعيدون الخطأ نفسه، وأريد أن أقول كان يجب على العدو أن يطلق سمير القنطار الآن، ولأنه لم يفعل أنا أؤكد لكم أنه سوف يندم في المستقبل".
طوي الزمن من يوم الحرية الى الوعد الصادق، عامان وكان الصهاينة في المصيدة مجدداً..
خرقوا الحدود، فكانت الواقعة..
فعلوا كل ما فعلوه، وصالوا وجالوا ولكنهم خسروا الحرب..
ولكن الجنة اشتاقت لـ"رضوان" فكان الرحيل.. قبل "الرضوان"..
طيلة سنوات عمره أقلقهم، أربكهم أبكاهم.. منذ الطلقات الاولى في خلدة..
يوم رمى وهتف وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.. ومن يومها لم يهدأ للعدو بال حتى رحل ذليلاً، وأعاد كل ما لديه من رهائن..
من 1982 إلى 1985 إلى 1990 إلى 1993 إلى 1996 إلى 2000 إلى 2004 إلى 2006 حتى يوم الشهادة..
بصمات "رضوان" واضحة في كل ملحمة خاضتها المقاومة الاسلامية ضد العدو..
كثيرون عرفوه بعد استشهاده، وكثيرون عرفوه قبلها ولكنهم لم يعرفوه!
روايات كثيرة تحكى وتكتب.. ويبقى هو هو..
الموعد قادم.. والذكرى باتت قريبة.. وتؤرق مضاجع أعداء الله والوطن والحرية والاستقلال..
"الصحب قد رجعوا"..
وسيكون بينهم حاضراً كما كان.. من غزة كانت بشارته الأخيرة.. والمستمرة فهو والاقصى على الموعد..
بوعد الحرية الصادق.. وفجر نصرالله على فلسطين كل فلسطين.
الانتقاد/ العدد1331 ـ 30 كانون الثاني/ يناير 2009