ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: بوش أوباما!

كتب محمد يونس
هلل الكثيرون لرحيل الرئيس الأميركي الأسوأ في التاريخ جورج بوش، وهللوا أكثر لمجيء الرئيس الأميركي الأسود باراك أوباما ليسكن البيت الأبيض.
طبعا قد يكون مهللو رحيل بوش محقين في فرحهم، فالرجل لم يترك فساداً إلا وعاثه في كل ناحية وزاوية وصلت إليها يداه في العالم، وبقدر الفساد والجرائم والدماء التي سالت في عهده كان العبء ثقيلا على المواطنين الأميركيين وصورة بلادهم وخاصة أن جميع حروب هذا الرجل إما انتهت إلى هزيمة أو أنها لم تنته بعد وما زالت قواته تعاني من آثارها وتداعياتها، حتى أن العبء وصل إلى كل من ركب موجه الأهوج من أقرب حلفائه (اسرائيل) حتى أدنى أدواته أصحاب المشاريع الثورية الملونة مع أنهم ما زالوا يصرون على عدم قراءة الأحداث بواقعية ويعيشون في أوهامهم الوردية غير مصدقين أن هذا العصر قد انتهى.
أما المهللون لقدوم أوباما فالسؤال هو على ماذا كل هذا التطبيل؟ وهل الإدارة الأميركية التي غيرت من لونها وشكلها الخارجيين قد تغيرت في المضمون حقا؟ فالكل يعلم أن الحكم في الولايات المتحدة هو استمرار وليس على شاكلة بعض دول العالم الثالث حيث كلما أتت إدارة لعنت أختها، فالاعتبارات التي تحكم المسؤولين في الإدارة الأميركية لا تتغير مع تغير الأشخاص أو تبدل الأحزاب.
وكل ما في الأمر أن التكتيك والأسلوب يختلفان، أما الأهداف فتبقى هي هي، وهنا تكمن الخطورة لأن ما ميز عهد بوش هو إظهار صورة الولايات المتحدة على حقيقتها، ما مكن العديد من الشعوب من اتخاذ الموقف الصحيح منها، والدليل هو التغيير الجذري الذي طرأ على شعبية الولايات المتحدة في العالم، أما أوباما فيعود بالأقنعة البراقة الجذابة كالحوار والدبلوماسية والمصالح المشتركة أي يعيد الذئب المتوحش إلى داخل ثوب الحمل الوديع.
وعليه ما هو مرجح إلى أبعد الحدود هو القول لهؤلاء المهللين بأن حظكم مع أوباما سيكون بوش!!
الانتقاد/ العدد1331 ـ 30 كانون الثاني/ يناير 2009
هلل الكثيرون لرحيل الرئيس الأميركي الأسوأ في التاريخ جورج بوش، وهللوا أكثر لمجيء الرئيس الأميركي الأسود باراك أوباما ليسكن البيت الأبيض.
طبعا قد يكون مهللو رحيل بوش محقين في فرحهم، فالرجل لم يترك فساداً إلا وعاثه في كل ناحية وزاوية وصلت إليها يداه في العالم، وبقدر الفساد والجرائم والدماء التي سالت في عهده كان العبء ثقيلا على المواطنين الأميركيين وصورة بلادهم وخاصة أن جميع حروب هذا الرجل إما انتهت إلى هزيمة أو أنها لم تنته بعد وما زالت قواته تعاني من آثارها وتداعياتها، حتى أن العبء وصل إلى كل من ركب موجه الأهوج من أقرب حلفائه (اسرائيل) حتى أدنى أدواته أصحاب المشاريع الثورية الملونة مع أنهم ما زالوا يصرون على عدم قراءة الأحداث بواقعية ويعيشون في أوهامهم الوردية غير مصدقين أن هذا العصر قد انتهى.
أما المهللون لقدوم أوباما فالسؤال هو على ماذا كل هذا التطبيل؟ وهل الإدارة الأميركية التي غيرت من لونها وشكلها الخارجيين قد تغيرت في المضمون حقا؟ فالكل يعلم أن الحكم في الولايات المتحدة هو استمرار وليس على شاكلة بعض دول العالم الثالث حيث كلما أتت إدارة لعنت أختها، فالاعتبارات التي تحكم المسؤولين في الإدارة الأميركية لا تتغير مع تغير الأشخاص أو تبدل الأحزاب.
وكل ما في الأمر أن التكتيك والأسلوب يختلفان، أما الأهداف فتبقى هي هي، وهنا تكمن الخطورة لأن ما ميز عهد بوش هو إظهار صورة الولايات المتحدة على حقيقتها، ما مكن العديد من الشعوب من اتخاذ الموقف الصحيح منها، والدليل هو التغيير الجذري الذي طرأ على شعبية الولايات المتحدة في العالم، أما أوباما فيعود بالأقنعة البراقة الجذابة كالحوار والدبلوماسية والمصالح المشتركة أي يعيد الذئب المتوحش إلى داخل ثوب الحمل الوديع.
وعليه ما هو مرجح إلى أبعد الحدود هو القول لهؤلاء المهللين بأن حظكم مع أوباما سيكون بوش!!
الانتقاد/ العدد1331 ـ 30 كانون الثاني/ يناير 2009