وصل الإفلاس السياسي بأحد أقطاب تيّار فاعل في السلطة إلى حدّ رفض المواجهة المباشرة والردّ العلني على كلام سياسي نشر في إحدى الصحف عن الأحداث الأمنية وضرورة عدم الاستمرار في هذه الارتكابات ولا سيما في البقاع، لئلا يتكرّر ما حصل في بيروت.
وبدلاً من أن يعمد هذا القطب إلى استخدام شخصيته القوية جدّاً، واتخاذ موقف شجاع، طلب من أحد مستشاريه الاعلاميين المعروفين بتلفيقاتهم في تحقيق دولي، الاتصال بالصحافي الذي ورد كلام المسؤول في المعارضة في مقالته، ونقل رسالة شفهية قصيرة إلى المعارض مفادها "أننا لا نخشى التهديدات وما فارقة معنا".
ما دام هذا القطب الموالي لا يخاف كما يدعي، فلماذا اتبع أسلوب الخوف في إيصال الرسالة ولم يردّها بنفسه، أم أنه معتاد على سماع الرسائل مباشرة والإجابة عنها بالواسطة؟.
ولما سمع المعارض كلام هذا القطب قهقه وضحك مطوّلاً متذكّراً ما كان يشاع عن وجود ثلاثة آلاف مقاتل لهذا القطب في بيروت لم يبق منهم أحد في الشوارع عند انطلاق عيار ناري واحد.