بعد نجاج إيران في إطلاق أول قمر صناعي من صنع محلي، أبدت الولايات المتحدة وعواصم أوروبية عدة قلقها من التجربة، في وقت سيلتقي فيه ممثلو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ألمانيا في مدينة فيسبادن الألمانية اليوم الأربعاء لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز إن إدارة الرئيس باراك أوباما ستلجأ إلى جميع "عناصر سلطاتها" في التعامل مع طهران. وأضاف "جهود تطوير قدرات إطلاق صواريخ والجهود المتواصلة بشأن برنامج نووي محظور أو التهديدات التي تطلقها إيران لإسرائيل ورعايتها للإرهاب تمثل قلقا بالغا لهذه الإدارة".
بدوره، قال متحدث باسم وزارة الحرب الأميركية إن واشنطن قلقة من الخطوة الإيرانية، معتبراً أن الإيرانيين استخدموا في عملية الإطلاق تكنولوجيا تساعد على تصنيع صواريخ بعيدة المدى.
وتزامنت هذه المواقف مع دعوة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون برفقة وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، إيران إلى أن تصبح "عضوا بناء" في المجتمع الدولي.
وكانت طهران قد أعلنت في وقت سابق أن القمر الإصطناعي "أميد" (مصباح) محلي الصنع الذي أطلق إلى مدار حول الأرض سيخصص لأغراض سلمية.
إلى ذلك، وزير الدولة في وزارة الخارجية البريطانية بيل راميل إن إطلاق القمر الصناعي" يبرز ويبين بواعث قلقنا الشديد بشأن نوايا إيران"، مردفاً أنه "يبعث بمؤشرات خاطئة للمجتمع الدولي".
من ناحيتها، اعتبرت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها فرانك والتر شتاينماير أن إطلاق القمر الاصطناعي الإيراني يشكل "تطورا مقلقا وإشارة مزعجة".
أما فرنسا، فعبرت عن خشيتها من أن تستخدم إيران التكنولوجيا المستخدمة لإطلاق القمر في الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية.
واعتبر الحلف الأطلسي أن إطلاق القمر يؤكد أن طهران تمتلك "صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل وجنوب شرق أوروبا".
من جهته، ذكر الرئيس السابق لوكالة الفضاء الإسرائيلية إسحاق بن إسرائيل "إذا تمكنوا (الإيرانيون) من إطلاق قمر اصطناعي إلى الفضاء فهذا يعني أن بوسعهم أيضا الوصول إلى غرب أوروبا".
وتأتي هذه التطورات في وقت سيلتقي فيه ممثلون عن الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا) إضافة إلى ألمانيا في مدينة فيسبادن الألمانية اليوم، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني.

("الجزيرة")