ارشيف من :أخبار عالمية

الفصائل الفلسطينية والرئيس عباس: اتفاق على أهمية إنهاء الانقسام الداخلي وخلاف على جدوى المفاوضات مع إسرائيل

الفصائل الفلسطينية والرئيس عباس: اتفاق على أهمية إنهاء الانقسام الداخلي وخلاف على جدوى المفاوضات مع إسرائيل

دمشق ـ راضي محسن
أظهرت المحادثات الثنائية التي أجراها الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع قادة بعض الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها وجود اختلاف بين الجانبين فيما يخص المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، واتفاق على أمور أخرى كأهمية إنهاء حالة الانقسام على الساحة الداخلية وضرورة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الانتقاد.نت" فإن قادة الفصائل طالبوا عباس "بإيقاف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لعدم جدواها في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وسياسة الاستيطان ورفض حكومة إيهود أولمرت الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وفي مقابل ذلك، أبدى الرئيس عباس إصراره على متابعة المفاوضات وأكد أهمية استمرارها على اعتبار "أن كل نقاط الخلاف مع الجانب الإسرائيلي مطروحة على طاولة التفاوض وبالتالي يمكن حلها، عدا أن الأوضاع التي تعيشها السلطة الوطنية في الأراضي المحتلة لا تساعدها على اتخاذ قرار يقضي بإيقاف المفاوضات".

وبينما اتفق قادة الفصائل والرئيس عباس على ضرورة إنهاء حالة الانقسام التي تعصف بالساحة الفلسطينية، اختلف الجانبان على كيفية الوصول إلى هذا الهدف.

فقد رأت بعض الفصائل أن تحقيق هذا الهدف يبدأ من الحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس، فيما اعتبر عباس أن الأساس هو الحوار الوطني الشامل المرتكز إلى تنفيذ إعلان القاهرة الصادر في آذار2005 وإلى برنامج الوفاق الوطني.

كما دعا قادة الفصائل إلى توفير "رعاية عربية في إطار جامعة الدول العربية لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني".

كما اتفق الجانبان على أهمية الشروع في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل هيئاتها ومؤسساتها.

والتقى الرئيس الفلسطيني وفوداً من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، ومن حركة الجهاد الإسلامي، كما عقد لقائين مع وفد الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

وكان عباس قد التقى الأحد وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة مسؤول الخارج في الجبهة ماهر الطاهر.

ولم يستثنِ الرئيس عباس من لقاءاته حركة حماس فقط، بل ضم إليها أربعة من الفصائل هي: حركة فتح الانتفاضة، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وجبهة التحرير الفلسطينية، والحزب الشيوعي الفلسطيني.

ونقلت مصادر مطلعة على أجواء اللقاءات لـ"الانتقاد.نت" امتعاض الرئيس الفلسطيني من قيام قيادة حركة حماس بإرسال رسالة إلى الرؤساء والملوك العرب تهاجمه فيها وتشكك في جديته بالشروع في حوار فلسطيني فلسطيني لإنهاء حالة الانقسام على الساحة الداخلية، وأشارت المصادر إلى أن الرئيس عباس حرص على إطلاع قادة الفصائل على نسخة من هذه الرسالة.

وبحسب المصادر فإن رسالة حماس للقادة العرب تعتبر أن المبادرة التي أعلن عنها عباس أوائل الشهر الماضي للدخول في حوار مع حركة حماس مبادرة شكلية وخالية من الجدية وتقدم بها عباس عشية الحديث الإسرائيلي عن نية حكومة إيهود أولمرت القيام باجتياح شامل لقطاع غزة وذلك قبل أن تأتي الأحداث باتفاق التهدئة الحالي.

واعتبرت مصادر قيادية في حركة حماس أن "عباس يريد أن يجعل من رسالة حماس حجة لعدم فتح حوار مع حماس وذلك للتغطية على الفيتو الأمريكي الإسرائيلي الموضوع على الحوار الفلسطيني الداخلي".

وقال الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن اللقاء مع الرئيس عباس الذي استمر حوالي ساعتين كان "إيجابياً" موضحاً في اتصال أجرته معه "الانتقاد.نت" أنه دعا الرئيس عباس إلى "إيقاف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لأنه جدوى تذكر منها وخاصة أن نتائجها أظهرت أن الجانب الفلسطيني هو الخاسر من هذه المفاوضات" مؤكداً في الوقت نفسه أن "خيار المقاومة يجب أن يستمر".

وأوضح شلح أنه لمس لدى الرئيس عباس "رغبة في إنهاء حالة الانقسام التي تعصف بنا جميعاً ومن جهتي أكدتُ استعداد جميع الفصائل ومنها حماس للانخراط في حوار جدي لتجاوز الأزمة التي تعصف بساحتنا الفلسطينية الداخلية والتي أضرت بها كثيراً كما طالبت بضمانة عربية لإنجاح الحوار الفلسطيني الداخلي".

كما طالب شلح "بوقف عمليات الاعتقال السياسي الذي يطال قيادات ومجاهدي حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية على يد أمن السلطة".

وقال نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديمقراطية لـ"الانتقاد.نت" إن عباس أبلغه خلال لقائهما "أن الظروف التي يعيشها في الأراضي الفلسطينية لا تسمح له بالإقدام حالياً على إيقاف المفاوضات" ونقل عن عباس توقعه أن "تنشط عملية المفاوضات أكثر في الأيام والأسابيع المقبلة وخاصة أنه بعد عشرة أيام سيكون هنالك لقاء في واشنطن يجمعه (عباس) مع وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني".

لكن حواتمه رفض هذا الكلام "فالمفاوض الفلسطيني أمضى17 عاماً من المفاوضات منذ مؤتمر مدريد للسلام عام 1991  وما زالت الطريق مسدودة".

وانتقد خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الرئيس عباس لعدم اجتماعه بكافة الفصائل الفلسطينية، وأعرب عن أسفه لرفض عباس الاجتماع بقيادات حركة حماس وعلى رأسهم خالد مشعل وقال عبد المجيد لـ "الانتقاد.نت": إن انعقاد مثل هذه اللقاءات يساعد على إطلاق حوار وطني شامل والامتناع عن عقدها لا ينم عن الشعور بالمسوؤلية الوطنية التي تستدعي تقريب وجهات النظر بين الرئاسة الفلسطينية وحركة حماس.

2008-07-08