ارشيف من :ترجمات ودراسات

الظواهري وبيريز وفيلتمان يتناغمون على إسقاط النظام في سوريا

الظواهري وبيريز وفيلتمان يتناغمون على إسقاط النظام في سوريا

سركيس ابوزيد

المفكر الراحل ياسين الحافظ يقول ما معناه: ليس مهماً ان تكون ضد اميركا، الاهم ان تكون اميركا ضدك. ويقصد ان تشعر اميركا بأنك تشكل خطراً عليها.
وهكذا التقت ثلاثة اطراف مختلفة على عداء النظام في سوريا وهي القاعدة، "اسرائيل" والولايات المتحدة، حيث تقاطعت مصالحهم واهدافهم للتخلص من نظام اعتبروه في موقع المقاومة والممانعة بغض النظر عن وضعه الاقتصادي الاجتماعي واتجاهه الواضح الى رأسمالية السوق والاصلاح.
لذلك نكتفي باستعراض مواقف الاطراف الثلاثة حيث تتوافق وتتقاطع وتتموضع في جبهة واحدة تشعر بخطر استمرار النظام السوري ولها مصلحة واحدة في التحريض لاسقاطه:

1 ـ الظواهري: يدعو الى مناصرة المجاهدين
دعا الزعيم الجديد لتنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، "ثوار سوريا" إلى مواصلة التظاهر ضد النظام. وذكرت مجموعة "سايت" لرصد المواقع الإسلامية على الانترنت أن الظواهري وصف المتظاهرين المناهضين للحكومة السورية بـ"المجاهدين"، وأشاد بجهود "هؤلاء المجاهدين لاعطاء درس للمعتدي والمغتصب والخائن والكافر"، حسب ما اعلن، في شريط فيديو مسجل في حزيران/ يونيو الماضي ومدته حوالى 7 دقائق بعنوان "مجد الشرق يبدأ من دمشق".

2- فيلتمان : نظام الأسد من الماضي
إعتبرت الولايات المتحدة أن الرئيس السوري بشار الأسد بات مصدراً "لعدم الاستقرار" في سوريا، وكررت للمرة الثانية أنه "فقد شرعيته". وأدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند "العنف المستمر في سوريا ". مشددة على وجوب أن يفهم الأسد أنه ليس شخصا لا يمكن الاستغناء عنه، ونعتقد أنه السبب في عدم الاستقرار في سوريا وليس مفتاح استقرارها".
واعتبرت أن "ما يحصل هو "إشارة أخرى واضحة إلى أن الأسد فقد شرعيته مع الشعب السوري، لأنه غير راغب بقيادة المرحلة الانتقالية للديمقراطية".
من جهة ثانية أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أن نظام الرئيس بشار الأسد بات "من الماضي" وأن "التغيير آت" والرئيس السوري" يمكن أن يعوقه انما ليس أن يوقفه". مدعياً أن " التغيير في سورية أمر لا مفر منه رغم القمع".

3- بيريز: أحترم المحتجين وعلى الأسد ان يرحل
رأى الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، ان على الرئيس السوري بشار الأسد "ان يرحل في اقرب وقت ممكن بعد ان قتل نحو ألفين من ابناء شعبه المدنيين العزل وزج بالسجون آلافاً آخرين". واعتبر بيريز انه "لا يمكن للرئيس السوري ان يصمد وينتصر على شعبه اذ ان الجنود السوريين باتوا غير مستعدين لاطلاق النار على ابناء شعبهم". وقال انه مفعم بالانفعال ازاء صمود المواطنين السوريين امام النظام الحاكم، مؤكدا ان وقوفهم بوجه قوات النظام بشجاعة يستحق الاحترام. واعتبر بيريز انه بحال انتصرت الشعوب المعنية بالسلام في الشرق الاوسط فسيكون من الاسهل تحقيق السلام بين اسرائيل وسوريا ايضا.

وهكذا التقى الفرسان الثلاثة على هدف واحد:
أيمن الظواهري ظهر في "أبهة المقاتل"، وهو يتلو "بيان المناصرة" للثورة السورية، ويحث "المجاهدين" على المضي في طريقهم المبارك حتى إسقاط النظام الكافر والعميل... الظواهري أراد أن يوحي بأن ما يجري في سوريا هو امتداد لحركة القاعدة وفكرها السياسي ومشروعها "الإسلاموي" .
تناغم معه جيفري فيلتمان، وهو من المدرسة الأكثر تشدداً في العداء لسوريا وإيران وحلفائهما في المنطقة، حيث ادلى بشهادته حول الوضع في سوريا، أمام لجنة فرعية في الكونغرس، في توقيت متزامن مع بث رسالة الظواهري للمجاهدين في سوريا.
وتقاطع معهما شيمون بيريز الذي توقع رحيل الاسد على ايدي محتجين يأمل ان يوقّع معهم سلاما على طريقته.

فيلتمان، وبيريز والظواهري، واثقون من أن "الثورة السورية" ستنتصر، وأن الرئيس الأسد لن يربح الرهان في نهاية المطاف... فيلتمان يبشر بخطاب الديمقراطية الذي تنطق به بعض المعارضة، والظواهري ينطق بخطاب "الشريعة ودولة الشريعة" الذي تتحدث به أطياف من المعارضة. وبيريز يعلل نفسه بسلام من دون الاسد...

الرجال الثلاثة متحمسون، واثقون من النتيجة، ويحاولون امتطاء الموجة، وتوظيف الحراك السوري لمشاريعهم الخاصة، كلّ حسب مصالحه وأهوائه. وثمة دلالة هامة تتكشف عنها تصريحات الظواهري، "بيريز" وفيلتمان، تتخطى "توقيتها المتزامن"، إلى الالتقاء في الأهداف بين تل ابيب وواشنطن والقاعدة، حيث الاطراف الثلاثة يريدون إسقاط النظام في سوريا!!...

وهل يبقى امام الملتزمين بالمقاومة ودعاة الحرية الحقيقية، اي خيار إلا الوقوف إلى جانب سوريا المقاومة والإصلاح والنهضة؟ وخاصة ان ثلاثي الشر: القاعدة و"اسرائيل" واميركا، يعلنون بوضوح اهدافهم ضد سوريا والعداء لنهجها.

2011-08-02