ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: أسئلة اللغة

كتب حسن نعيم
ليس في تجدد الإشكاليات حول اللغة العربية وما هو غير طبيعي, ذلك أن كل اللغات الاصطلاحية حملت بذور اختلافات حول مسارات تجددها, والتراشق بين الحداثويين وحراس هيكل اللغة يكاد يكون ذا بعد أممي ولا نقول عولمي حتى لا تسري حداثة المصطلح إلى حداثة في السجال وراهنية في النقاش القديم الجديد, حول العيش من أجل اللغة, أو العيش في اللغة, وما يتبعه من سجالات كلامية لا يتورع أفرقاؤه عن استخدام أوصاف قاسية كأن يصف بعض علماء اللغة التقليديين الكلمات المقطوفة من ألسنة الناس, بلغة الشارع المنحطة, فيرد عليهم محامو اللغة "المنحطة", بأن اللغة التي يتفاعل معها الناس وتعكس نبض الشارع أفضل من لغة القواميس المحنّطة.
خير مثال على عالمية النقاش حول اللغة رواية "يوليسيس" لجيمس جويس التي يعتبرها النقاد أبرز عمل أدبي في القرن العشرين, لأنها كسرت (هي وروايات أخرى مثل القلعة لفرانتز كافكا, والبحث عن الزمن الضائع لبروست) التقاليد الروائية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر. هذه الرواية شغلت النقاد وعلماء اللغة قروناً طويلة, وساهمت في تكريس واقع جديد لا محل فيه لقدسية اللغة, ولكن هل ما ينطبق على اللغة الانكليزية واللغات الأخرى, يصح انطباقه على اللغة العربية؟ هذا سؤال من الأسئلة الكثيرة التي تثار حول الموضوع، والتي أبرزها فكرة قدسية اللغة العربية كونها لغة القرآن؟ وهذه الأخيرة لها أسئلتها ومنها: هل الاعجاز في القرآن أم في اللغة؟ إنها أسئلة تطفو على السطح, لا بأس .. المهم أن لا تبقى مضمرة لأن بقاءها مضمرة يعني موتها, وموت الأسئلة يعني موت العلم، لأن أول العلم السؤال بحسب الحديث الشريف، الذي امتدح ثقافة السؤال الذي يفضي الى علم ومعرفة.
الانتقاد/ العدد1332 ـ 6 شباط/ فبراير 2009
ليس في تجدد الإشكاليات حول اللغة العربية وما هو غير طبيعي, ذلك أن كل اللغات الاصطلاحية حملت بذور اختلافات حول مسارات تجددها, والتراشق بين الحداثويين وحراس هيكل اللغة يكاد يكون ذا بعد أممي ولا نقول عولمي حتى لا تسري حداثة المصطلح إلى حداثة في السجال وراهنية في النقاش القديم الجديد, حول العيش من أجل اللغة, أو العيش في اللغة, وما يتبعه من سجالات كلامية لا يتورع أفرقاؤه عن استخدام أوصاف قاسية كأن يصف بعض علماء اللغة التقليديين الكلمات المقطوفة من ألسنة الناس, بلغة الشارع المنحطة, فيرد عليهم محامو اللغة "المنحطة", بأن اللغة التي يتفاعل معها الناس وتعكس نبض الشارع أفضل من لغة القواميس المحنّطة.
خير مثال على عالمية النقاش حول اللغة رواية "يوليسيس" لجيمس جويس التي يعتبرها النقاد أبرز عمل أدبي في القرن العشرين, لأنها كسرت (هي وروايات أخرى مثل القلعة لفرانتز كافكا, والبحث عن الزمن الضائع لبروست) التقاليد الروائية التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر. هذه الرواية شغلت النقاد وعلماء اللغة قروناً طويلة, وساهمت في تكريس واقع جديد لا محل فيه لقدسية اللغة, ولكن هل ما ينطبق على اللغة الانكليزية واللغات الأخرى, يصح انطباقه على اللغة العربية؟ هذا سؤال من الأسئلة الكثيرة التي تثار حول الموضوع، والتي أبرزها فكرة قدسية اللغة العربية كونها لغة القرآن؟ وهذه الأخيرة لها أسئلتها ومنها: هل الاعجاز في القرآن أم في اللغة؟ إنها أسئلة تطفو على السطح, لا بأس .. المهم أن لا تبقى مضمرة لأن بقاءها مضمرة يعني موتها, وموت الأسئلة يعني موت العلم، لأن أول العلم السؤال بحسب الحديث الشريف، الذي امتدح ثقافة السؤال الذي يفضي الى علم ومعرفة.
الانتقاد/ العدد1332 ـ 6 شباط/ فبراير 2009