ارشيف من :أخبار لبنانية
"الأخبار": سليمان مستاء من ميشال المر

روت صحيفة "الأخبار" في عددها اليوم السبت القصة الكاملة لاقتراح الكتلة الوسطية وقرار النائب ميشال المر شن الهجوم على رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع في رئاسة الجمهورية وصفه هجوم المر على عون بأنه نتيجة توقف "اندفاعة الرئيس ميشال سليمان نحو الكتلة الوسطى". وبحسب المصدر فإن ابن المر، وزير الدفاع الياس، أبلغ والده قبل قرابة ثمانية أشهر أنه أقنع سليمان بضرورة وجود كتلة نيابية موالية له في البرلمان، وأن الرئيس وافق على هذا المشروع بحماسة بعد تبلغه من رئيس مجلس النواب نبيه بري اقتناعه بالفكرة. وأضاف المصدر "سبق للمر الأب أن استمزج بري في الموضوع وخرج من عنده بانطباع إيجابي حياله، وكانت اندفاعة الرئيس سليمان وبري تنطوي على السير بالمر الابن لا الأب شرطاً لقبول الرأي العام المسيحي فكرة الكتلة الوسطى". وتابع المصدر "قال بري للمر الأب ما حرفيته "يا أبو الياس، أنا صديقك، أنصحك بالأ تدمر ابنك"، لكن المر الأب مضى في التحضير لخطوة مفاجئة تمثلت بتنظيم مهرجان شعبي أعلن في خلاله أنسحابه من تكتل التغيير والإصلاح "لأكون في موقع الوسط بين المعارضة والموالاة".
ونقلت "الأخبار" عن أوساط وزير الدفاع قولها إن المر الابن كان على علم بحركة اتصالات قام بها والده بغية جمع فئة من النواب الحاليين في "كتلة وسطى مستقلة" بدأها بالنائب بيار دكاش ثم مع ثلاثة أعضاء في كتلة عون، أحدهم جبيلي والثاني متني، أما الثالث فبقاعي، إضافة إلى أحد نواب عكار، وذلك من طريق استمزاج الآراء التي جاءت في مجملها رافضة لهذا المشروع.
وتردف الصحيفة "بعد إخفاق محاولة المر الأب، طلب الابن من والده التريّث إلى أن تؤلّف الحكومة المتفق عليها في مفاوضات الدوحة. وعقب تأليف الحكومة أعاد النائب المر محاولته مع حزب الطاشناق على قاعدة أن موقف الحزب تاريخياً هو مع رئيس الجمهورية، لكن الحزب حذا حذو الرافضين لهذه الكتلة، فطوى الابن الموضوع وبدأ البحث في مشروع الكتلة الوسطى مشروعاً للانتخابات النيابية المقبلة. وعرض الياس المر أمام رئيس الجمهورية مجموعة أسماء تبدأ به وتضم ابنة شقيقته ميرنا، نايلة تويني، عن دائرة بيروت الأولى، وصهره إدمون غاريوس عن دائرة بعبدا، دون أن يتطرق إلى مرشحين من الشمال والبقاع ودائرتي جبيل وكسروان".
وبرأي المصدر، فإن عودة وزير الدفاع من زيارته الدمشقية بانطباع سلبي حيال المشروع بدّد أمام الأب الكثير من الآمال التي علّقها على إقناع القيادة السورية بمشروعه، ومن ثم ليكتمل يأسه بسبب إعلان عون استعداده للتخلي عن أي دعم انتخابي من والد وزير الدفاع في معركة المتن، على خلفية استمرار دعم الطاشناق والقوميين الاجتماعيين له.
عند هذا الحد، يكمل المصدر، "وبعد تصاعد هجوم المعارضة بكل أطيافها على مشروع الكتلة الوسطى، وتخلي بري عن المر الاب والابن معاً، فقد أبو الياس أعصابه وأبلغ ابنه أنه هو مَن سيترشح للانتخابات المقبلة في المتن وأن القضية لم تعد مثار نقاش، فأبلغ الابن أباه تحفّظ رئيس الجمهورية عن تحركاته التي "يراها مضرّة" به وبموقعه، لكن الأب مضى في سلوكه غير آبه بتحفظ سليمان الذي لم يكرر تحفظه حتى الأربعاء الفائت، فأبلغ وزير الدفاع اعتراضه على تصريحات والده وطلب إليه إبلاغه ضرورة عودته إلى صمته السابق، وأنه مستعد لتغطية الوزير لا والده النائب، فكان رد فعل الأب المتذمر من محاولة الرئيس سليمان إبدال ابنه به للمرة الثانية بعدما كانت المرة الأولى مع الرئيس لحود، فأطلق هجومه الأخير على عون ونوابه في المتن الشمالي.
ويخلص المصدر "لكن سليمان أظهر غيظه من "عدم انضباط المر" وعلّق على انفعاله للإبن بالقول: "لم أُحرج في حياتي كما يحرجني ميشال المر اليوم. لقد أعلنت موقفي الواضح والصريح الذي يعبّر عن امتناعي عن طلب كتلة نيابية تابعة لي. لكن أبو الياس لا يفهم إلا لغة تركيب المعادلات الخاصة به. فلقد أصبح مشروعه خاصاً به فيما يعتبر نفسه من أهل القصر. صحيح أنني لن أمنع أي نائب يفوز في الانتخابات من الانضمام إليّ، لكني لن أسبّب جوّاً انقسامياً حولي بسبب هذا المشروع".