ارتفع عدد القتلى في اسوأ حرائق في تاريخ استراليا اليوم الاثنين الى 130 شخصا، فيما يحاول رجال الإطفاء وفرق الإنقاذ انتشال أشلاء عشرات من المباني المحترقة، بعدما لفت النيران بلدات بأكملها فدمرت مئات المنازل وقتلت كثيرين أثناء محاولتهم الفرار في سيارات أو خلال تجمعهم في منازلهم.
وانتشرت حرائق الغابات التي نسبها البعض الى مهووسين بإشعال الحرائق، منذ السبت في ثلاث ولايات في جنوب شرق البلاد في صيف هو الأشد حرا منذ مئة عام، منذ حــرائق "أربعــاء الرمــاد" العام 1983 التي أدت الى مقــتل 75 شخصا في فكتوريا وفي ولاية نيو سـاوث ويلــز المجاورة.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود "لا توجد كلمات تصف ذلك سوى انه قتل جماعي. هذه الأعداد (القتلى) صادمة... قتل كثيرون، وجرح كثيرون. أخشى انها سترتفع أكثر".
وسقطت غالبية القتلى في نهاية الأسبوع في منطقة ملبورن، ثاني اكبر مدن استراليا الواقعة جنوب ولاية فكتوريا. ودمرت الحرائق اكثر من 750 وحدة سكنية، فيما يرقد في المستشفى نحو 78 شخصا مصابين بحروق وجروح خطيرة.
والتهمت النار تماما قرية في شمال غرب ملبورن. وقال ايفور جونز الكاهن الذي كان يقطن في هذه القرية "لقد أزيلت ماريسفيل عن الخريطة، إحدى أجمل القرى في فيكتوريا بل الأجمل في استراليا". وروى ناجون ان سحابة كثيفة من الرماد الاسود انتشرت في السماء حاجبة الشمس، ولم يظهر من خلالها الا "ضوء برتقالي رهيب" فيما كانت النيران تلتهم منازلهم.
وأخذ كريستوفر هارفي وهو من الناجين في كينغليك التي سقط فيها عدد كبير من القتلى يسير في البلدة ينتحب "الكل رحل. الكل رحل. الكل.. المنازل انتهت انهم ماتوا داخل المنازل. الكل مات".
وتعهدت السلطات الاسترالية معاقبة مفتعلي الحرائق بشدة، محملة إياهم مسؤولية إشعال بعضها. وقالت الشرطة إنه قد تتم ملاحقتهم بتهمة القــتل، علـما ان اســتراليا تشهد منذ اكثر من أسبوعين موجـة حـر غــير مسبوقة. وقد بلغت الحرارة في ملبــورن امس الاول رقما قياسيا جديدا في شــباط ووصلت الى 47 درجة.
وحرائق الغابات في استراليا حدث طبيعي سنوي وهي أسوأ الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها البلاد منذ ما يزيد على قرن ولكن هذا العام ادى تضافر ارتفاع درجة حرارة الجو والجفاف والغابات الجافة القابلة للاشتعال الى خلق ظروف مواتية للحرائق.

("السفير"، رويترز)