تبنّى البابا بندكت السادس عشر، أمس، "اعتذار" سلفه يوحنا بولس الثاني لليهود عن دور الكنيسة في اضطهادهم، مجدداً تجريم من ينكر حدوث "المحرقة" إبان الحقبة النازية.
وجاء ذلك أثناء لقاء البابا مع وفد مؤتمر رؤساء المنظمات الأميركية اليهودية في الفاتيكان، عقب موجة غضب أثارها إلغاؤه مرسوما صدر قبل 21 عاما بحرمان أربعة أساقفة قادوا تحركا للانشقاق على الكنيسة، من بينهم الأسقف البريطاني ريتشارد وليامسون الذي شكك بالمحرقة. وكرر البابا صلاة سلفه التي قالها عند زيارته للحائط الغربي في القدس المحتلة وطلبه "الصفح من اليهود للمسيحيين الذين اضطهدوهم في القرون الماضية"، مضيفاً "الآن أجعل من صلاته صلاتي".
وجزم بأنه "لا يجوز التساهل أبدا مع أي محاولة لإنكار حدوث المحرقة اليهودية" أو التقليل مما وصفها "ببشاعة جرائم الإبادة" التي ارتكبت بحق اليهود، "خاصة إذا كان ذلك من جانب رجل دين"، في إشارة إلى الأسقف وليامسون. وتابع "الكراهية والمقت للرجال والنساء والأطفال التي ظهرت في المحرقة كانت جريمة ضد الإنسانية، وينبغي أن يكون ذلك واضحا لكل إنسان خاصة لمن يمثلون تقاليد الكتب المقدسة". وقال أيضا إن "هذا الفصل الرهيب في تاريخنا (الهولوكست) يجب ألا ينسى أبدا". وأكد بندكت أن "الكنيسة الرومانية الكاثوليكية ملتزمة بعمق وبلا تراجع برفض كل أشكال معاداة السامية"، وبالاستمرار في علاقات جيدة ودائمة بين المسيحيين واليهود.
من جهته، وجه رئيس الوفد اليهودي الحاخام أرثر شنايدر "تحية" للبابا على "تفهمه لمعاناة الشعب اليهودي" والتنديد بإنكار "الهولوكست".