ارشيف من :أخبار لبنانية

ولادة الحكومة خلال يومين إذا ذللت الخلافات داخل فريق السلطة

ولادة الحكومة خلال يومين إذا ذللت الخلافات داخل فريق السلطة

كتب هلال السلمان 
بعد مرور أكثر من شهر على مأزق تشكيل الحكومة وسياسة تقطيع الوقت والمماطلة التي مارسها رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة تنفيذا لرغبة الجهتين الإقليمية والدولية الراعيتين لفريق السلطة في لبنان، تحقق اختراق كبير نحو الحل وذلك بعدما كانت وصلت الأمور الى الحد الذي بات يتطلب معه اتخاذ قرارات ومواقف من قبل الراعي القطري لاتفاق الدوحة, وهو ما جرى بالفعل حيث أوفد امير قطر حمد بن جاسم آل ثاني موفدا خاصا الى بيروت عمل خلال ايام الأسبوع الماضي على إيجاد المخارج المطلوبة ما ادى الى الاتفاق الذي جرى بين رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون بشأن حقائب التكتل في الحكومة الجديدة, لكن الاتفاق بين السنيورة والعماد عون الذي توج في لقاء الرابية المطول بين الجانبين يوم السبت لم يأذن بولادة الحكومة في ذلك اليوم كما كان متوقعا، حيث طفت على السطح الخلافات بين افرقاء فريق السلطة بعدما كانت كامنة في الكواليس، وهو ما استدعى تأخيرا جديدا لاعلان ولادة الحكومة الى بحر الاسبوع الطالع ريثما يجري تذليل العقبات والخلافات داخل فريق السلطة.
" حقائب التكتل"
إذاً، بعد نحو شهر من الأخذ والرد جرى الاتفاق بين السنيورة والعماد عون على الحقائب الوزارية التي سينالها تكتل التغيير والاصلاح داخل الحكومة الجديدة، وهي رست على:
 منصب نائب رئيس الحكومة: اللواء عصام ابو جمرة.
ـ حقيبة الاتصالات: سيتولاها مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر جبران باسيل.
ـ وزارة الطاقة: سيتولاها آلان طابرويان ممثل حزب الطاشناق.
ـ وزارة الشؤون الاجتماعية: سيتولاها ماريو عون (نقيب الاطباء السابق).
ـ وزارة الزراعة: سيتولاها رئيس الكتلة الشعبية الياس سكاف.
هذا الاتفاق على الحقائب توج باللقاء الذي عقد بين العماد عون والسنيورة السبت في الرابية حيث تخللته مأدبة غداء بحضور مسؤول العلاقات السياسية في التيار جبران باسيل ومستشار السنيورة محمد شطح. وقد اعربت اوساط العماد عون عن ارتياحها لهذا اللقاء الذي تناول بحث برنامج الحكومة للمرحلة المقبلة، كذلك اعربت المصادر عن ارتياحها للاتفاق الذي جرى التوصل اليه حيث تبين ان ما كان يحكى عن العقدة العونية كان مجرد حملات وتهجمات غير واقعية خصوصا بعدما تبين ان الحكومة لم تولد بعدَ هذا الاتفاق، والسبب هو تفجر الخلافات داخل فريق السلطة حول الحصص الوزارية.
كذلك فإن العماد عون وضع الخطوط العريضة لسياسته في إدارة الوزارات التي سيتولاها تكتل التغيير والاصلاح، ومنها الكشف عن أسباب المشكلات التي تعوق عملها وما كان يجري في السابق، وهو اخذ تعهدا من الرئيس السنيورة بأن لا يعمد الى عرقلة أية مساعدة قد تقدمها قطر لوزارة الطاقة, وفي ذلك إشارة الى ان قبول عون بهذه الوزارة التي تعد في هذه المرحلة "محرقة" لمن يستلمها ـ هذا القبول ـ جاء على ما يبدو بعد وعود قطرية بمنح مساعدات نفطية لوزارة الطاقة تؤدي الى تحسن التيار الكهربائي، وإذا حصل ذلك فإنه سيسجل نجاحا للتيار الوطني الحر، وخصوصا أن أزمة الكهرباء هي من الأزمات المستفحلة ويعاني منها المواطنون الى اقصى الحدود, وبالإجمال فإن الاتفاق بات منجزا بين المعارضة ورئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة حول الحقائب الوزارية، فإضافة الى التيار الوطني الحر باتت الحقائب والاسماء منجزة من جانب حزب الله وحركة امل وبالتالي لا مشكلة من جانب المعارضة، والكرة باتت في ملعب فريق السلطة.
"خلافات فريق السلطة"
رصدت خلافات على أكثر من صعيد داخل فريق السلطة بشأن الحصص  الوزارية منها:
أولا: بروز مطالب للقوات اللبنانية بمنحها حقيبة أساسية في محاولة للظهور بمظهر المتوازن مع تكتل التغيير والإصلاح، حيث أن ما حصل عليه التكتل يؤكد تمثيله للشريحة الأوسع من المسيحيين وعدم حصول القوات على حقيبة أساسية سيظهرها ضعيفة أمام الجمهور المسيحي.
ثانيا: خلافات داخل مسيحيي قرنة شهوان حيث يبدو ان هؤلاء لن يكون بالمقدور تمثيلهم في الحكومة الجديدة بعد خروج الوزيرة نائلة معوض.
ثالثا: بروز خلافات بين السنيورة والنائب سعد الحريري على الوزير المسيحي الماروني الذي سيختاره تيار المستقبل للحكومة الجديدة، ففي حين يصر الحريري على توزير النائب السابق غطاس خوري يتمسك السنيورة ببقاء وزير المال جهاد أزعور ضمن فريقه الوزاري في الحكومة الجديدة. بكل الأحوال فإن ولادة الحكومة الجديدة باتت قريبة جدا، وربما تولد الثلاثاء أو الاربعاء في حال حُلت عقد الخلافات بين فريق السلطة حول الحصص الوزارية. 
الانتقاد/ العدد1279 ـ 8 تموز/ يوليو 2008

2008-07-08