جدد الفنزويليون ثقتهم بالرئيس هوغو تشافيز بتأييدهم تعديلا دستوريا يسمح له بالترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2012، وهو انتصار تعهد تشافيز باستثماره لمحاربة الجريمة والفساد وتعزيز السياسة الاشتراكية في بلاده، رغم التأثيرات السلبية للانخفاض السريع في عائدات النفط.
ولقي التعديل المقترح، الذي يسمح للرئيس وكل المسؤولين المنتخبين بعدد غير محدد من الولايات، تأييد 36.54 في المئة، في مقابل 63.45 أعربوا عن رفضهم للتعديل، فيما بلغت نسبة الممتنعين عن التصويت 9.32 في المئة من إجمالي عدد الناخبين المسجلين.
وقال تشافيز، لمؤيديه الذين احتشدوا أمام قصر ميرافلوريس الرئاسي فور إعلان النتائج، "إنه انتصار واضح للشعب والثورة"، معتبراً أنّ "الحقيقة انتصرت على الكذب وكرامة الوطن انتصرت على الذين ينكرونها".
وأضاف "اقسم أنني اعتبارا من هذه اللحظة سأكرس نفسي بالكامل لخدمة شعبي وبشكل نهائي"، مؤكدا انه سينفذ هذا الوعد "في كل ما تبقى من حياتي". وأهدى تشافيز انتصاره إلى الفنزويليين وأطفال البلاد، مؤكداً أنّ "أبواب المستقبل مشرعة".
وكان الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، الذي يعتبر الأب الروحي لتشافيز، أوّل المهنئين على هذا الانتصار. وقال كاسترو في رسالة بعث بها إلى تشافيز "أهنئك وأهنئ شعبك على نصر كبير لا يمكن قياس حجمه"، فيما ردّ تشافيز بأنّ "هذا الانتصار هو انتصار لفيدل والشعب الكوبي وشعوب أميركا اللاتينية أيضا".
ومع إعلان النتائج أضاءت عشرات الأسهم النارية سماء كاراكاس، حيث احتفل الآلاف من مؤيدي الرئيس بالمناسبة في شوارع العاصمة، وهم يرفعون الأعلام الحمراء، رمز الحركة الرئاسية "الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا".
ووجهت الهزيمة ضربة قوية للمعارضة المتشرذمة التي حققت بعض المكاسب في السنوات الأخيرة ولم يبق لها سوى الشكوى من "استغلال تشافيز لموارد الدولة" لتمويل حملاته الانتخابية.
وكانت المعارضة قد أقرت بهزيمتها، حيث قال أبرز قادتها ليوبولدو لوبيز، من "حركة الزمن الجديد" (اجتماعية ديموقراطية)، أن "هذه الحملة كانت حملة جالوت على داوود وجالوت انتصر"، في إشارة إلى القصة المعروفة في التوراة، فيما اعتبر زعيم "حزب الزمن الجديد" المعارض عمر بربوزا أن الحكومة استخدمت كل وسائل الدولة "من دون أي رادع" لفوز مؤيدي التعديل في الاستفتاء. وأضاف أنّ "مشروعنا مختلف جدا عن المشروع الاستبدادي للرئيس تشافيز... لكن بما أننا ديموقراطيون، فإننا نعترف بنتائج" الاقتراع.