ارشيف من :أخبار عالمية
مجلس الأمن يرحب باتفاق "الدوحة 2" وفصائل دارفور مختلفة حوله
رحب رئيس مجلس الأمن الدولي باتفاق حسن النوايا الذي وقعته الحكومة السودانية و"حركة العدل والمساواة" بعد محادثات شاقة في الدوحة تمهيدا لمحادثات سلام بشأن إقليم دارفور, في حين قللت واشنطن من شأنه ووصفته "بالخطوة البسيطة", وسط تباين في مواقف حركات المعارضة في الإقليم.
وقال رئيس مجلس الأمن السفير الياباني يوكيو تاكاسو إن اتفاق الدوحة "خطوة في الاتجاه الصحيح" لإنهاء الصراع بدارفور, معربا عن أمله في "توسيع عملية السلام والبدء في إجراءات لبناء الثقة ووقف العمليات الحربية".
وأضاف يوكيو أن المجلس "دعا إلى تحقيق تقدم في محادثات السلام, غير أنه لن يدعم المناقشات التي تجري في الوقت الذي تنخرط فيه الأطراف في القتال".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد اعتبر أن الاتفاق "خطوة بناءة", لكنه دعا إلى إجراء ما وصفها بالمحادثات الشاملة والجامعة، قائلاً "لا يمكن أن تتحسن الأوضاع في دارفور إلا بعدما تتخلى الأطراف عن العمليات المسلحة".
بدورها، وصفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس الاتفاق بأنه "مجرد خطوة بسيطة" وأنه لن يؤثر على موقف بلادها الرافض لقيام مجلس الأمن بتأجيل القرار المتوقع للمحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير.
كما أعربت رايس عن "القلق البالغ للإبادة المستمرة في السودان", مطالبة مجلس الأمن "بالتعامل بنوع من الشدة لضمان إنهاء الصراع في دارفور".
أما مندوب السودان لدى المنظمة الدولية السفير عبد المحمود عبد الحليم فشدد على أن اتفاق الدوحة "يمثل بداية عملية من شأنها إنهاء القتال في غضون ثلاثة أشهر"، مهاجماً تصريحات المندوبة الأميركية وتقليلها من شأن الاتفاق، ووصفها بأنها "مثيرة للسخرية حقا".
في غضون ذلك، رفضت فصائل متمردة في دارفور الاتفاق، معتبرة أنه محكوم عليه بالفشل. وطالبت "حركة تحرير السودان ـ قيادة الوحدة" الاتفاق في بيان بمحاكمة دولية للرئيس السوداني عمر حسن البشير، معلنة أنها ستعيد النظر في دور الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي.
من جهته، ذكر عبد العزيز سام، وهو عضو فصيل تابع لجيش تحرير السودان الذي وقع اتفاق سلام مع حكومة الخرطوم العام 2006، إن أي اتفاق سلام شامل في دارفور ينبغي أن يشمل كل الفصائل الصغيرة والكبيرة"، مشيراً إلى أن البيان الذي أصدره الطرفان لن "يفعل شيئا لتحقيق سلام شامل باعتبار أن كلا الجانبين يفعل ذلك لتحقيق أهدافه الخاصة".
في المقابل، قال رئيس "تحرير السودان" وكبير مساعدي الرئيس السوداني مني أركو مناوي إنه لا يرى في مفاوضات السلام في دارفور التي تستضيفها الدوحة خطوة سلبية، معربا عن تأييده لأي إجراءات أو خطوات تؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في الإقليم. وأوضح بعد لقاء مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في القاهرة أن مفاوضات الدوحة "مسألة تكميلية" لا تهدف إلى إلغاء أبوجا أو إيجاد بديل لها، مشيرا إلى أن الذين وقعوا على هذا الاتفاق يدركون أنه "منقوص" طالما أن هناك عددا من الفصائل لم يوقع عليه.
وفي سياق متصل، اعتبر القيادي في "حزب المؤتمر الشعبي السوداني" المعارض محمد الأمين خليفة أن الاتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه في الدوحة "علاقات عامة وخطوة في مشوار لا يزال طويلاً".
وكان رئيس الوزراء القطري قد أعلن عقب توقيع "اتفاق النوايا" في الدوحة أن المشاركة مفتوحة أمام جميع الفصائل وأنه من الضروري تحسين العلاقات بين السودان وتشاد, مشيرا إلى أن قطر تعمل مع ليبيا في هذا الصدد.
إلى ذلك، أعلن الوسيط المشترك جبريل باسولي أن ممثلي الأطراف سيبقون في الدوحة للتحضير لعملية التشاور المقبلة لإنجاز اتفاق نهائي، فيما أبدى رئيس "حركة العدل والمساواة" خليل إبراهيم حرص الحركة على اشراك كل أطراف النزاع في المفاوضات, إضافة إلى دول الجوار المعنية بالملف.
("الجزيرة")
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018