ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: مسيرة "المسيري"

كتب حسن نعيم
حين ينبري أكاديمي وباحث عربي كبير بوزن الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري إلى كتابة موسوعة ضخمة بعنوان: "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، يشرّح من خلالها الخلفية الاجتماعية التاريخية والاقتصادية للحركة الصهيونية، فهذا يعني أنه وضع نفسه في الخندق النضالي الأول المواجه لهذه الحركة العنصرية وكيانها "الهش" برأي هذا الباحث المتبحر في الشأن الصهيوني.
هذا الباحث كان من أوائل المتحدثين عن الأزمات الحادّة التي يعاني منها هذا الكيان المبني على ركام من الأساطير المتخيلة والمصالح الاستعمارية الغربية, وأنه شارف على نهاية أسطورته، وكان أول من تحدث عن "نهاية التاريخ " قبل هنتنغتون بنحو ربع قرن، وذلك في الوقت الذي كان فيه الجميع يتحدثون عن الظاهرة الصهيونية كقدر لا يمكن الفرار منه، وبالتالي ينبغي مسايرته وعدم استهلاك الذات إزاءه.
لقد كان المفكر المسيري مثقفاً عضوياً ـ بالمفهوم الغرامشي ـ مرتبطاً بقضايا أمته حتى النخاع، ويمكنني القول إن جهوده شكلت المعادل الفكري البحثي لجهود كبار المجاهدين, وللجهود الاستنهاضية التحررية لكبار العلماء، وذلك ضمن دائرة جهادية متكاملة لا تفرق حلقاتها كل المؤامرات الفتنوية.
ولنستمع إلى المفكر المسيري يتحدث إلى الزميل سامي كليب في آخر مقابلة له معه في برنامج "زيارة خاصة" يبث لاحقاً على قناة الجزيرة عندما سأله إن كان يريد شيئاً من لبنان فسارع إلى القول: "أوصل سلاماً حاراً إلى السيد حسن نصرالله, فأنا التقيته أكثر من مرة, وأعتقد أنه الوحيد بين القادة العرب والمسلمين المقتنع مثلي بنهاية حتمية لإسرائيل, وأظن أن العرب لم يدركوا تماما بعد أهمية التحولات التي أحدثها انتصار المقاومة في الجسد الاسرائيلي".
الانتقاد/ العدد1279 ـ 8 تموز/ يوليو 2008
حين ينبري أكاديمي وباحث عربي كبير بوزن الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري إلى كتابة موسوعة ضخمة بعنوان: "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، يشرّح من خلالها الخلفية الاجتماعية التاريخية والاقتصادية للحركة الصهيونية، فهذا يعني أنه وضع نفسه في الخندق النضالي الأول المواجه لهذه الحركة العنصرية وكيانها "الهش" برأي هذا الباحث المتبحر في الشأن الصهيوني.
هذا الباحث كان من أوائل المتحدثين عن الأزمات الحادّة التي يعاني منها هذا الكيان المبني على ركام من الأساطير المتخيلة والمصالح الاستعمارية الغربية, وأنه شارف على نهاية أسطورته، وكان أول من تحدث عن "نهاية التاريخ " قبل هنتنغتون بنحو ربع قرن، وذلك في الوقت الذي كان فيه الجميع يتحدثون عن الظاهرة الصهيونية كقدر لا يمكن الفرار منه، وبالتالي ينبغي مسايرته وعدم استهلاك الذات إزاءه.
لقد كان المفكر المسيري مثقفاً عضوياً ـ بالمفهوم الغرامشي ـ مرتبطاً بقضايا أمته حتى النخاع، ويمكنني القول إن جهوده شكلت المعادل الفكري البحثي لجهود كبار المجاهدين, وللجهود الاستنهاضية التحررية لكبار العلماء، وذلك ضمن دائرة جهادية متكاملة لا تفرق حلقاتها كل المؤامرات الفتنوية.
ولنستمع إلى المفكر المسيري يتحدث إلى الزميل سامي كليب في آخر مقابلة له معه في برنامج "زيارة خاصة" يبث لاحقاً على قناة الجزيرة عندما سأله إن كان يريد شيئاً من لبنان فسارع إلى القول: "أوصل سلاماً حاراً إلى السيد حسن نصرالله, فأنا التقيته أكثر من مرة, وأعتقد أنه الوحيد بين القادة العرب والمسلمين المقتنع مثلي بنهاية حتمية لإسرائيل, وأظن أن العرب لم يدركوا تماما بعد أهمية التحولات التي أحدثها انتصار المقاومة في الجسد الاسرائيلي".
الانتقاد/ العدد1279 ـ 8 تموز/ يوليو 2008