ارشيف من :أخبار لبنانية
حضرت هموم الناس ومطالبهم المعيشية فغابت شياطين نواب 14 اذار بتطيير نصاب جلسة المجلس النيابي
كتب علي عوباني
كلما حضرت هموم الناس ومطالبهم المعيشية غابت شياطين نواب 14 اذار . هذا هو باختصار حال نواب الموالاة ( الاكثرية ) الذين اعتادوا تطيير نصاب جلسات مجلس النواب تهربا من المسؤولية كلما طرحت قضايا معيشية واقتصادية تهم المواطنين وتمس مصالحهم بشكل مباشر ، تراهم يتجرأون فيعطلون الجلسات التشريعية للمجلس ثم يتهمون الآخرين بالتعطيل ، يعتمدون التسويف والمماطلة ويركضون لحجز مقاعدهم في مجلس النواب المقبل عبر شراء الذمم والضمائر في الانتخابات المقبلة ولا يبادرون الى معالجة هموم الناس والتخفيف من الاعباء المعيشية الملقاة على عاتقها ، ويعمدون الى تجويعها وافقارها ، ولا يلتفتون الى اي حال وصلت اليه كلفة المعيشة في لبنان وسط الازمات الاقتصادية الهائجة في العالم اجمع ، وعليك ايها المواطن ان تغرق وتغرق لان الشياطين القاطنة في ابراجها العالية لن تمدك بقشة النجاة...
وجلسة اليوم النيابية لم تكن غريبة عن مثيلاتها عندما عمد نواب 14 آذار الى تطيير نصاب الجلسة مجلس النواب للتهرب من مناقشة مشروع القانون الذي تقدم به رئيس تكتل التغيير والاصلاح في لبنان العماد ميشال عون والذي ينص على تحرير سعر البنزين لتخفيضه.
وفي هذا الاطار اتهم عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب شامل موزايا في مؤتمر صحافي، عقده بعد جلسة مجلس النواب اليوم، "بعض النواب بتطيير النصاب القانوني عند طرح اقتراح تحرير سعر صفيحة البنزين، الذي تقدم به العماد ميشال عون بتاريخ 22/1/2009 لتحرير سعر صفيحة البنزين بالغاء السقف المحدد لسعرها وخفض الرسوم المالية عنها واعفائها من ال TVA رحمة بالشعب اللبناني.
كما اتهم موزايا رئيس مجلس الوزراء بتمييع الموضوع لعدم الموافقة على الاقتراح من خلال تأليفه لجنة لدراسة جدول تركيب جدول اسعار المشتقات النفطية ورفضه الرجوع عن القرارين التعسفيين والجائرين بحق الشعب اللبناني الرقم 1 تاريخ 5/8/2004 والرقم 109/2006 تاريخ 12/9/2006 الراميين الى تحديد سقف سعر صفيحة البنزين ، وذلك بقصد منع المواطن اللبناني من الاستفادة من تراجع اسعار البنزين عالميا.
وسأل موزايا اين تذهب ايرادات الدولة على صفيحة البنزين. والى جيوب من؟ ولبنان يرزح تحت اكثر من 50 مليار دولار دين. واصفا الرسوم التي تفرضها الحكومة على سعر صفيحة البنزين هي بمثابة ضريبة تعسفية يدفعها الشعب اللبناني، معتبرا انه لا يحق لا لرئيس الحكومة ولا لمجلس الوزراء استحداث وفرض هكذا ضريبة غير مباشرة وجبايتها في الجمهورية اللبنانية الا بموجب قانون. لافتا الى ان رئيس الحكومة بفرضه ضريبة وتثبيتها على صفيحة البنزين، يحل محل المشترع الذي له الحق وحده بتقرير الضرائب وتعديلها.
واذ رفض النائب موزايا السياسة المالية المتبعة والتي تحول المواطن الى متسول في وطنه ، دعا الى الاسراع في التصديق على اقتراح القانون بهدف رفع الظلم والضرر اللاحق بالشعب اللبناني. كون ارتفاع سعر صفيحة البنزين ادى الى ارتفاع جميع اسعار السلع الاستهلاكية كالمواد الغذائية وغيرها.
وختم موزايا بتحذير قوى الموالاة من ان الشعب اللبناني لن يغفر لهم وسيحاسبهم، مشددا على ان تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون لن يتراجع عن المطالبة بالتصديق على اقتراح القانون هذا لخفض سعر صفيحة البنزين، مهما كلف الثمن احقاقا للحق.
وبالتزامن مع جلسة مجلس النواب نفذت اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان وعدد من القيادات النقابية، اعتصاما عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في ساحة رياض الصلح، مطالبين باقرار اقتراح القانون بتحديد رسم ثلاثة الاف ليرة والغا ال A.V.T عن كل صفيحة بنزين، وقد رفع السائقون العموميون لافتات تطالب ب"انهاء مأساتهم بتنفيذ قانون السير لانهاء كل انواع التعديات والغاء شركة المعاينة الميكانيكية التي تجني الارباح على حساب الخزينة وجيوب السائقين".
وتحدث في الاعتصام رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن فاعتبر "ان اعتصام اليوم هو صرخة في وجه الحكومة خصوصا في سياستها الجائرة وسياسة الاعتداء دائما على حقوق المواطن وعلى لقمة عيشه، وصرخة باتجاه المجلس النيابي الذي يجتمع اليوم لاتخاذ القوانين التي تخدم مصالح الناس وتلبي صرختهم وحاجاتهم، خصوصا في موضوع البنزين، الذي يرتفع اسبوعيا بشكل اصبح فيه المواطن اللبناني يضع يده على قلبه كل يوم اربعاء منتظرا ارتفاع البنزين".
وقال غصن : "ان مطلبنا محدد ومعروف في هذا الموضوع تحديدا. لا يجوز وغير مقبول ومرفوض وسيصار الى تحرك اكبر اذا لم تبادر الحكومة لان تضع سقفا للرسوم على البنزين لا تتجاوز ال 5000 الاف ليرة على الصفيحة".
بدوره تحدث رئيس اتحاد نقابة النقل البري عبد الامير نجدي فقال: "ان هذا الاعتصام الرمزي اليوم هو تعبير عن رفضنا للسياسة الضريبية التي تفرض على المواطنين وخاصة على البنزين، لا يجوز ان تكون الضريبة على البنزين 12 الف وخمسماية ليرة اي ما يوازي نصف سعر صفيحة البنزين".
واضاف نجدي :" ان هذا الاعتصام هو لتأييد الاقتراح المقدم في المجلس النيابي لتحديد رسم هو بحدود 5000 ليرة على صفيحة البنزين، هذا من جهة، ومن جهة ثانية ما تقدم به رئيس الاتحاد وغيرنا من النقابيين هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه المواطنون والسائقون جزء من هذا الموضوع. فالاعتصام هو رمزي ستتبعه تحركات جديدة اذا لم يتم التجاوب معنا بالنسبة لتخفيض سعر صفيحة البنزين الى 15 الف ليرة".
يذكر انه وقبل تطيير النصاب اقر المجلس خمسة مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها تنظيم المجالس الاكاديمية للجامعة اللبنانية وترقية مفتشين في الامن العام وتنفيذ طريق الحازمية صوفر.
وكان سبق الجلسة التشريعية مداخلات لعدد من النواب ابرزها لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار الذي اثار قضية الخرق الاسرائيلي بالأمس لمنطقة الوزاني، اضافة الى تجاوز الوفود الاجنبية لاسيما الاميركية للاصول الدبلوماسية في زيارتها للبنان ومحاولة خبراء اجانب تعميم ثقافة العداء لحزب الله اثناء تدريب ضباط لبنانيين. لكن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في جوابه رد فقط على خرق الوزاني بالقول ان الاسرائيليين يخرقون احياناً السياج التقني وليس الخط الازرق، فيما اوضح وزير الخارجية فوزي صلوخ موقفه الذي يستند الى التنبيه الدائم من تجاوز الادارة الاميركية المستمر لوزارة الخارجية. معتبراً ان زيارة السناتور كيري الى لبنان كانت شخصية وليست رسمية لانها لم تراع الاصول الدبلوماسية.
من جهته دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب انتهاء الجلسة اليوم بسبب عدم تطيير النصاب القانوني، الى عقد جلسة تشريعية في 19 اذار المقبل.