ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: ابدأوا بأنفسكم أولاً

كتب محمد يونس
ينشغل الإعلام هذه الأيام بانعقاد قمة الدول الثماني الكبرى في اليابان، نظرا للمواضيع الطارئة والعاجلة التي باتت ترمي بثقلها على كاهل دول ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، ومن أبرزها ارتفاع أسعار الغذاء وارتفاع أسعار النفط.
أما رؤساء الدول الثماني المسيطرون على مقدرات كل العالم والذين يحولون دون توزيع أو استثمار ثروات الكرة الأرضية بالعدل على جميع سكانها، فقد نجحوا في استثمار التغطية الإعلامية ليظهروا في مظهر البريء الذي يخفي خلفه مجرما متوحشا.
وهم لم يجدوا حرجا بأن يخصصوا اليوم الأول من قمتهم للقارة الإفريقية بهدف معلن هو كيفية مساعدتها على تخطي أزمة الغذاء العالمية وارتفاع أسعاره، كما لم يجدوا حرجا بأن يُملوا على القادة الأفارقة شروطهم حتى تتم مساعدتهم، أو بالأحرى حتى تتم الوعود بمساعدتهم، إذ أن سجل القمم السابقة حافل بمثل هذه الوعود التي بقيت حبرا على ورق.
وبالرغم من أن الأزمة التي تشهدها الدول النامية والفقيرة بالنسبة للارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية تعود في الجزء الأكبر من أسبابها إلى تصرفات الدول الثماني نفسها، فإن القادة العظماء ألقوا باللائمة على الدول الفقيرة في ما تعانيه من أزمات مجاعة وغيرها من الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
في كل مرة يجتمع هؤلاء لا يوفرون جهدا لتصوير أنفسهم بأنهم المخلّصون المختارون لسكان الأرض بينما في الواقع هم المدمرون الحقيقيون لكل أشكال الحياة على هذه الأرض، فلو أنهم فعلا كما يدّعون لكان حرياً بهم وبدل أن يمنّون على بقية العالم ببعض فتات لا يسمن ولا يغني من جوع، أن يبدأوا بتغيير منهجياتهم ونمط عيشهم، وأن يتخلوا عن أطماعهم ويلتفتوا إلى ما تجنيه أيديهم ليس على غيرهم، بل عليهم أيضا، لأن لا أحد معزول في هذا العالم.
الانتقاد/ العدد1279 ـ 8 تموز/ يوليو 2008
ينشغل الإعلام هذه الأيام بانعقاد قمة الدول الثماني الكبرى في اليابان، نظرا للمواضيع الطارئة والعاجلة التي باتت ترمي بثقلها على كاهل دول ثلاثة أرباع الكرة الأرضية، ومن أبرزها ارتفاع أسعار الغذاء وارتفاع أسعار النفط.
أما رؤساء الدول الثماني المسيطرون على مقدرات كل العالم والذين يحولون دون توزيع أو استثمار ثروات الكرة الأرضية بالعدل على جميع سكانها، فقد نجحوا في استثمار التغطية الإعلامية ليظهروا في مظهر البريء الذي يخفي خلفه مجرما متوحشا.
وهم لم يجدوا حرجا بأن يخصصوا اليوم الأول من قمتهم للقارة الإفريقية بهدف معلن هو كيفية مساعدتها على تخطي أزمة الغذاء العالمية وارتفاع أسعاره، كما لم يجدوا حرجا بأن يُملوا على القادة الأفارقة شروطهم حتى تتم مساعدتهم، أو بالأحرى حتى تتم الوعود بمساعدتهم، إذ أن سجل القمم السابقة حافل بمثل هذه الوعود التي بقيت حبرا على ورق.
وبالرغم من أن الأزمة التي تشهدها الدول النامية والفقيرة بالنسبة للارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية تعود في الجزء الأكبر من أسبابها إلى تصرفات الدول الثماني نفسها، فإن القادة العظماء ألقوا باللائمة على الدول الفقيرة في ما تعانيه من أزمات مجاعة وغيرها من الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
في كل مرة يجتمع هؤلاء لا يوفرون جهدا لتصوير أنفسهم بأنهم المخلّصون المختارون لسكان الأرض بينما في الواقع هم المدمرون الحقيقيون لكل أشكال الحياة على هذه الأرض، فلو أنهم فعلا كما يدّعون لكان حرياً بهم وبدل أن يمنّون على بقية العالم ببعض فتات لا يسمن ولا يغني من جوع، أن يبدأوا بتغيير منهجياتهم ونمط عيشهم، وأن يتخلوا عن أطماعهم ويلتفتوا إلى ما تجنيه أيديهم ليس على غيرهم، بل عليهم أيضا، لأن لا أحد معزول في هذا العالم.
الانتقاد/ العدد1279 ـ 8 تموز/ يوليو 2008