ارشيف من :أخبار لبنانية
"الأخبار": "القوات" تواجه معضلة "رذلها" من الحلفاء

الترحيب الذي أعلنه قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع بإعلان التحالف بين النائب ميشال المر والرئيس أمين الجميل فسّره بعض المعنيين بأنه إشارة تتضمّن تحذيراً من مغبة تجاهل القوات ترشيحاً. وتبين لجعجع أن المر والجميل تفاهما على ملء المقاعد المارونية في لائحتهما في المتن الشمالي، بعد ضم الوزير نسيب لحود إليها، ما يعني أن لا مقعد شاغراً لمرشح ماروني للقوات. كذلك تناهى لجعجع أن الرجلين تفاهما على المقاعد الأرثوذكسية والكاثوليكية وفقاً لحاجات انتخابية في القضاء.
تصل هذه الأنباء إلى معراب، في ما يشعر القواتيون بأنهم يُستَبعَدون من لائحة الأكثرية في المتن، وفي كسروان وجبيل، فيما لا يزال حصولهم على مقعد في دائرتي بعبدا وعاليه والشوف أمراً غير مضمون، بسبب معارضة أقطاب من قوى 14 آذار. من خلال هذه الأمور، يمكن استخلاص نتيجة واحدة: إقصاء القوات اللبنانية عن كل جبل لبنان المسيحي والدرزي، أي حصر ترشيحاتها في أقضية بشري والكورة والبترون، ما دامت ليس متوقعاً لها أن تحظى بأي فرصة في دوائر الجنوب والبقاع وعكار وطرابلس. فضلاً عن أنّ لزغرتا ناسها.
إلى جانب هذه المعضلة، هناك صعوبة واضحة في ما خص ترشيحاً قواتياً في دائرة بيروت الأولى، ما يعني عملياً أن القوات أُبعدت عن الدوائر المسيحية الصافية وعن الدوائر التي ستواجه معارك جدية. وإذا حصل ذلك تكون قد حُرمت فرصة المحافظة على كتلتها النيابية الحالية، أو الحصول على شرعية شعبية في جبل لبنان المسيحي على وجه الخصوص.
وفقاً لهذه الصورة، فإن القوات تشعر بأن هناك من الحلفاء والخصوم، على حد سواء، من يريد لها أن تكون محصورة النفوذ في بعض مناطق الشمال، وذلك ما يرفضه جعجع انطلاقاً من أنه يرفض تحويله إلى منافس محلي للوزير سليمان فرنجية في الشمال، على اعتبار أنه يقدم نفسه منافساً في كل لبنان للعماد ميشال عون. ويؤكد القواتيون أنّ حزب الكتائب لا يمثّل أكثر من عشرين في المئة مما تمثله القوات على الساحة المسيحية، وعلى الامتداد الوطني.
وينقل مطّلعون على أجواء معراب، أنّ جعجع لا يتردد أمام زواره في القول إنّ التحالف القائم حالياً في المتن سيتيح فوز اللائحة كاملة مع احتمال خرقها من جانب قوى 8 آذار عبر النائب إبراهيم كنعان. ويستند جعجع إلى قراءة خاصة بالقوات واستطلاعات أعدت لمصلحة فريق 14 آذار في هذا القضاء.
بعيداً من الصراع الانتخابي مع حلفائه، يؤكد جعجع أمام زواره إصراره على التمثّل في معظم الأقضية ذات الوجود المسيحي، وأهمها زحلة والشوف والمتن. وينقل عنه أحد الزوّار تفاؤله بنتائج الانتخابات، إذ يعتبر أنّ حظوظ الأكثرية في بعبدا كبيرة، وأنّ المعركة في زحلة محسومة، كما هي الحال في المتن.
أما الأمر الآخر الذي يبدو أن ثمة مشكلة فيه، فيتصل بالموقف من حزب الطاشناق، إذ يجري الحديث عن مباشرة النائب الحالي جان أوغاسبيان نشاطاً انتخابياً في منطقة المتن الشمالي على قاعدة أنه سيكون أحد المرشحين ضمن لائحة 14 آذار. ومن جهته، يرفض ميشال المرّ وجود أي مرشح أرمني ضمن اللائحة التي يطلب أن يكون هو رئيسها، لحفظ تحالفه مع حزب الطاشناق، الذي ما زال يدرس الصيغة المناسبة للتعامل مع ملف المتن، إذ يجري نقاش داخله من باب حث وزير الدفاع الياس المر على إقناع والده بخوض الانتخابات منفرداً لا ضمن لائحة لعدم إبراز تعقيدات أمام التحالفات غير المنظورة.
يشار هنا إلى أن الطباخين لم ينتهوا من وجبتهم، وما زال الجميع يترقبون الجميع، ومن النقاط غير المعالجة بعد اسم المرشح الماروني في قضاء البترون إلى جانب النائب بطرس حرب. فمصير ترشح سامر سعادة، نجل الرئيس الراحل لحزب الكتائب جورج سعادة، في البترون أو نقله إلى طرابلس، لم يحسم بعد. بينما يُحكى عن رغبة النائب سعد الحريري في الإبقاء على الياس عطا الله في المقعد الماروني في طرابلس، وبدعم من النائب وليد جنبلاط. ما يعني أن المشكلة ستتموضع بين سعادة ومرشح القوات أنطوان زهرا. كذلك دفعت هذه "الخلافات" النائب بطرس حرب إلى اقتراح اسم ثالث له صفة أكثر استقلالية، هو النائب السابق سايد عقل.