ارشيف من :أخبار عالمية

انقلاب السحر على الساحر: اعراض الازمة الخارجية الاميركية تتفاقم

انقلاب السحر على الساحر: اعراض الازمة الخارجية الاميركية تتفاقم
صوفيا ـ جورج حداد
بالرغم من كل الجهود التي تبذلها الادارة الاميركية الجديدة لـ"تهدئة" مضاعفات الازمة المالية ـ الاقتصادية، فلا يبدو في الافق حتى الان انها قد توصلت الى نتائج "مرضية"، فعدد العاطلين عن العمل في ازدياد. وفي حين وعد باراك اوباما بأن يؤمن فرص عمل لـ 4 ملايين عاطل عن العمل، بلغ عدد العاطلين عن العمل اكثر من 6,54 ملايين. وقد ازداد بشكل لا سابق له العجز المالي في البنوك، الى درجة بدأ معها الحديث عن امكانية "التأميم"، الا ان باراك اوباما اكد على دعمه "القطاع الخاص". وانطلاقا من الحقيقة العلمية الثابتة والمجربة حول الترابط العضوي بين السياستين الداخلية والخارجية، فإن الازمة الداخلية الاميركية بدأت تنعكس بوضوح في السياسة الخارجية الاميركية، بانحدار سريع لهيبة "القطب الاميركي الاوحد".
ففي اميركا اللاتينية ذهبت ادراج الرياح كل محاولات الاجهزة الاميركية للاطاحة بنظام هوغو شافيز في فينزويلا، استنادا الى "لعبة الديمقراطية"، فقد جرى الاستفتاء الذي دعا اليه شافيز حول التعديلات الدستورية التي تتيح له تجديد انتخابه لتأكيد السير في خطه السياسي "الاشتراكي" والمعادي لاميركا، وحصل على 54% من الاصوات، واضطرت وزارة الخارجية الاميركية للاعتراف بأن عملية الاقتراع كانت نزيهة و"ديمقراطية شفافة".
وبالامس كشفت وزارة الدفاع الاميركية عن تقرير اعده الاميرال مايكل مولون، رئيس مجلس هيئات اركان القوات المسلحة الاميركية.
ويقول هذا التقرير انه يوجد خطر جدي بأن القوات المسلحة للولايات المتحدة الاميركية ليست في وضع يسمح لها بأن ترد بسرعة وبشكل كاف في حال نشوب ازمة جديدة. والسبب يكمن في التوتر العالي الذي تخضع له هذه القوات، والتهديدات المستمرة التي تواجهها.
ويقدم التقرير التقييم السنوي التقليدي حول المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة الاميركية. وهو يعترف بأن الاخطار المرتقبة هي "جدية"، بالرغم من تحسن الوضع الامني مؤخرا في العراق، ومشاريع تخفيض عديد الوحدات الاميركية في تلك البلاد. ويصل التقرير الى الاستنتاج ان الولايات المتحدة الاميركية لا تزال معرضة لمخاطر العمليات الارهابية، في حين ان العسكريين ينوؤون تحت متاعب المكوث طويلا وبشكل متكرر في الجبهات.
والتقييم للمخاطر هذه السنة يؤكد ان المخاطر التي كانت قائمة في السنوات السابقة لا تزال موجودة: المنظمات الارهابية، والحكومات غير المستقرة، واحتمالات الهجمات بالاسلحة الكيبرنيتيكية. ويركز التقرير على جهود البنتاغون لدعم القوات المسلحة، القادرة على صد الهجمات من قبل دول اخرى، وفي الوقت نفسه لاستيعاب تكنولوجيات جديدة قادرة على التعامل مع التهديدات غير التقليدية مثل العمليات الانتحارية والقنابل المزروعة بجوانب الطرقات.
وفي هذا الوقت تقوم هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية اوباما، بجولة في الشرق الاقصى، بدأتها بكوريا الجنوبية، التي تشهد توترا سياسيا وامنيا عاليا، بسبب الازمة المستعصية مع كوريا الشمالية. وقد لوحظ ان الوزيرة الاميركية خفضت كثيرا الى درجة الخفوت لهجة التهديد والوعيد التي كانت الادارة الاميركية السابقة توجهها الى كوريا الشمالية، وبدلا عن ذلك دعت ـ اي كلينتون ـ كوريا الشمالية ان تتوقف عن توجيه الاستفزازات، حسب تعبيرها، كما اوردت وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت كلينتون ان هذه "الحرب الكلامية"، كما اسمتها، مع كوريا الجنوبية، لن تكون مفيدة كثيرا لتحسين العلاقات بين واشنطن وكوريا الشمالية.
وحرصت كلينتون على عدم توجيه اي تهديد لكوريا الشمالية، واكتفت بالقول ان اي تجربة صاروخية تعتبر خرقا لقرار الامم المتحدة. ودعت كوريا الشمالية للالتزام بتعهداتها تجاه اللجنة الدبلوماسية السداسية المولجة بحل الازمة الكورية، وان توقف برنامجها النووي.
وفي هذا الوقت رد السفير الايراني الى الامم المتحدة في جنيف علي رضا معيري على الدعوات الموجهة الى ايران بالتخلي عن برنامجها النووي السلمي، رد بالقول ان ايران تدعو الى اجراء محادثات عالمية شاملة، للبحث في النزع التام للسلاح النووي من جميع دول العالم، اي بما فيها اميركا نفسها. وقال ان النزع التام للسلاح النووي هو الضمان الوحيد لعدم استعماله او التهديد باستعماله. وقال ان ايران تؤيد ايضا تجنب سباق التسلح في الفضاء الكوني، كما تؤيد ايجاد السبل القانونية لضمان امن الدول غير النووية.
2009-02-21