ارشيف من :أخبار لبنانية

"الأخبار": بعض اليونيفيل لم يفهم كلفة تجاوز الدوائر حول المقاومة

"الأخبار": بعض اليونيفيل لم يفهم كلفة تجاوز الدوائر حول المقاومة

ذكرت صحيفة "الأخبار" الصادرة اليوم الإثنين انه رغم أن البحث الميداني عمّن يطلق الصواريخ لم يصل إلى نتائج نهائية أو معلنة على الأقل، فإن قوات الأمم المتحدة أبلغت إسرائيل ما تراه خلاصة تحقيقاتها، وفيها أنه "لم يظهر أي معطى يدل على علاقة مباشرة لحزب الله بالمجموعات التي تطلق الصواريخ"، مشيرة إلى أن طريقة إطلاق هذه الصواريح ونوعيتها "لا تعكسان احترافية حزب الله، لكن ذلك لا يمنع أن حزب الله ربما يوفّر الأرضية أو يغضّ الطرف عن الذين يقومون بهذا العمل".
وتنق الصحيفة عن المشرفين على هذه القوات، ولا سيما الفريق الأمني الذي يعمل لأجلها من سفارات أجنبية في بيروت، إنّ "مجموعات فلسطينية أصولية قد تكون وراء هذه العمليات لأغراض كثيرة من بينها زعزعة الاستقرار في المنطقة الحدودية".
وتعتبر "الأخبار" أنه وفق هذه الخلاصات يفترض بالقوات الدولية أن تمتنع عن أي عمل من شأنه المس بالمقاومة استطلاعاً أو خلاف ذلك، وأن يقتصر عملها على التنسيق مع قوات الجيش اللبناني الموجودة هناك، إضافةً إلى التنسيق القائم في ما بينها. ولكن يبدو، تتابع الصحيفة، أن القوات الدولية "سواء من تلقاء نفسها أو بطلب من حكوماتها أو تلبية لرغبات إسرائيلية مستمرة تضع أمامها جدول أعمال من نوع مختلف، إذ بالنسبة إلى إسرائيل وإلى جهات بارزة في هذه القوات، فإنه بمعزل عمّن يقف خلف إطلاق الصواريخ، يجب الاستفادة من هذا الأمر لتحقيق سلسلة من المطالب ذات الطابع الأمني والعسكري التي عجزت إسرائيل قبل حرب تموز وأثناءها وبعدها عن تحقيقها، ولا سيما ما يتعلق منها بعملية المسح الكاملة لمناطق واسعة في الجنوب اللبناني، سواء شمالي نهر الليطاني أو جنوبيه".
وتوضح الصحيفة "وعلى هذا الأساس بادرت جهات في القوات الدولية إلى إثارة الأمر من زاوية أن تكرار إطلاق الصواريخ من جانب مجهولين وفي مناطق غير مسكونة تقع في معظمها في القطاع الغربي من الجنوب يوجب الانتقال من العمل اللاحق الذي يهدف إلى معرفة ما الذي يحصل إلى العمل السابق الذي يمنع حصول هذه الأعمال"، مشيرة إلى أن هذه الجهات "تريد الآن القيام بعملية مسح لكل هذه المناطق، والدخول إلى أمكنة خاصة بالمواطنين للتفتيش والمداهمة، وكل ذلك لا يقع ضمن مهمّات القوات الدولية ولا ضمن الاتفاقيات التنفيذية للقرار 1701". ونبهت من أن وجود القوات الدولية هو حصراً لدعم السلطات العسكرية والأمنية اللبنانية للقيام بمهمّاتها منعاً لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وتنقل "الأخبار" عن مطّلعين قولهم أن مناقشات جرت منذ مدة طويلة بشأن هذا الأمر، وثمة مناقشات تقنية جرت مع الجهات المعنية في القوات الدولية، "حتى إنّه جرى إبلاغ جهات غربية معنية بالأمر بأنه يصعب تعديل مهمّات القوات الدولية بحجة انطلاق صواريخ بالية من مناطق جنوبية".
وختمت "الأخبار" أنه "يبقى في القوات الدولية من ضباط عسكريين ورجال أمن من لم يفهم بعد أن ثمة دوائر حمراء قامت حول المقاومة وسلاحها لا مجرد خطوط حمراء، وأن تجاوزها أمر صعب للغاية وكلفته باهظة بأكثر مما تتحمّل هذه القوات دفعه.. فهل من يفهم ويشرح لهؤلاء؟".

2009-02-23