ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: حدث في طمون..مسن فلسطيني مقعد نهشته كلاب الاحتلال والجنود يتضاحكون بدم بارد..

خاص الانتقاد.نت: حدث في طمون..مسن فلسطيني مقعد نهشته كلاب الاحتلال والجنود يتضاحكون بدم بارد..
الضفة الغربية ـ الانتقاد نت
بعد 105 أعوام، هي سنوات عمر أكبر معمر في قرية طمون، لم يخطر ببال المسن المقعد سالم فاضل بني عودة أن تنطلق وحشية الجيش الاسرائيلي، الذي عاصر وحشيته الممتدة منذ نكبة عام 48 واحتلال قريته عام 67 وحتى إطلاق كلابهم عليه "بدم بارد" في ليلة باردة وعلى سريره دون أن يتمكن من الدفاع عن نفسه..
في ليلة الجمعة، بينما كانت الأمطار تبشر بموسم أخضر وتبعث ببعض التفاؤل في نفوس مزارعي قرية طمون السهلية الخضراء والقريبة من طوباس، جنوب شرق مدينة جنين بالضفة الغربية، كان الذعر يتملك "مسن مقعد" لم تسعفه سنوات عمره الطويل في سماع انتهاك الجيش الاسرائيلي وكلابه لليل القرية.
ويروي فارس، حفيد المسن سالم بني عودة، أن الجيش الاسرائيلي انتشر ليل 20-2-2009 في القرية بصورة كثيفة جدا، وراح يطلق النار في كافة أنحاء القرية، بينما كان يطارد أحد عناصر المقاومة المطلوبين.
تحت التهديد بالقتل
خاص الانتقاد.نت: حدث في طمون..مسن فلسطيني مقعد نهشته كلاب الاحتلال والجنود يتضاحكون بدم بارد..
وقرابة الساعة الثانية، سمع الإبن "خضر سالم بني عودة " وعائلته الذين ينامون في الطابق العلوي، صوت اقتحام الجيش للطابق الأرضي من منزلهم، هرع الإبن وزوجته في محاولة للنزول حيث ( الجد سالم بني عودة والجدة وبعض الصغار النائمين في الأسفل) لكن بنادق الاحتلال ورصاصه كانت بالمرصاد.
يقول فارس "الحفيد": سمعنا صوت اقتحامهم للطابق السفلي، وكان هناك صوت كلاب أيضا، لكن لم يسمح لنا بالوصول إلى الأسفل، وخلال ساعتين احتجز والدي "خضرط الذي هدد بالقتل إذا حاول النزول رغم إبلاغه لجنود الاحتلال أن المنزل يضم أطفالا ومسنين بينهم الرجل المقعد، مع أخوتي وأمي في غرفة واحدة وألقى الجنود باتجاهنا الغاز المسيل للدموع مما أحدث حالات اختناق وإغماء بين أشقائي...
هذه الحالة، منعت من هم في الطابق العلوي من سماع صرخات استغاثة غطى عليها أيضا نباح كلب ضخم الحجم في الداخل، وصرخات جنود في الخارج، ثم ما تبعها من إطلاق نار متواصل أضفاه الجنود على المشهد.
وهم يتضاحكون..
ويضيف فارس: بعد ساعتين كاملتين، سمح للوالد بالنزول إلى أسفل بعد أن أعلن الجنود انتهاء العملية، وفي هذه الأثناء وجد الابن والده المسن في حالة يرثى لها بعد أن ترك للكلب البوليسي ينهش وجهه وجسده فيما أغلق الباب عليه وبقي الجنود "يطلقون الضحكات في الخارج".
وعلم الإبن "خضر" أن جنود الاحتلال بعد أن قصوا الشبك المحيط ببستان المنزل من الأسفل، اقتحموا البيت وقاموا بتفجير باب الغرفة التي ينام بها المسن سالم بني عودة، ومباشرة أدخلوا كلبهم وأغلقوا الباب وتركوه ينهش لحم الرجل المقعد دون أن يلتفتوا لصرخاته.
وفي هذه الأثناء، قام الكلب بالهجوم على المسن وسحبه من سريره وهو فاقد للحركة، وتهشيم وجهه وعضه في أذنه التي انقسمت قسمين وفي كتفه فيما تسبب هجومه في جروح ورضوض بمختلف أنحاء جسده.
وحتى بعد إخراج الكلب الذي ترك مع الرجل المسن لساعتين، لم يُعِر منظر الشيخ المسن غارقا بدمه أدنى اهتمام من الجنود، رغم صرخات الصغار الذين ينامون في غرفة قريبة من غرفة جدهم.
وعندما اكتشف الابن خضر جريمة الجيش الإسرائيلي، خرج طالبا للاستغاثة، وأطلق غضبه في وجه الجنود، فما كان من أحدهم إلا الرد عليه بسخرية ضاحكة: نحن آسفون.
وبعد وقت طويل، سمح جنود الاحتلال لسيارة إسعاف بالاقتراب من المكان لنقل المسن إلى المستشفى، حيث قرر الأطباء إدخاله مباشرة إلى غرفة العمليات.
ليس الاعتداء الأول
ولم يكن هذا الاعتداء هو الأول على العائلة، حيث يؤكد فارس بني عودة إن منزلهم تعرض في العديد من الليالي كما باقي منازل القرية لعمليات اقتحام عديدة، وتم اعتقاله في أحد هذه الليالي بعد أن اقتحم الجنود المنزل بطريقة وحشية وكسروا محتوياته وأرعبوا الأطفال والنساء فيه.
محافظ محافظة طوباس والأغوار الدكتور سامي مسلم، التي تتبع لها قرية طمون، أكد أن الاقتحامات الإسرائيلية للمنازل الفلسطينية في المنطقة، وبهذه الوحشية ليست جديدة، بل حولت القرى إلى مسرح عمليات لا إنسانية لجيش الاحتلال بدعوى مطاردة المقاومين واعتقالهم.
ويوضح مسلم أن قوات الاحتلال تعمد إلى اقتحام محافظة طوباس بشكل متواصل، حيث تجري تدريبات عسكرية حيه على السكان الذين يعمل اغلبهم في الزراعة والرعي، وتستخدم خلالها الأسلحة الحية والكلاب البوليسية لغايات تدريب جنودها على هكذا عمليات.
ترتيبات لمقاضاتهم..
وبعد الاعتداء الوحشي على المسن سالم بني عودة، قررت العائلة عدم الاستكانة والصمت أمام اعتداءات جيش الاحتلال والشروع في جمع كافة التقارير الطبية والميدانية المدعمة بالصور، تمهيدا لمقاضاة الجيش الاسرائيلي بتهمة التعذيب الوحشي المتعمد.
2009-02-23