باريس ـ نضال حمادة
تقاطرت اتصالات الصحفيين العرب المقيمين في العاصمة الفرنسية باريس ، على القسم الإعلامي في وزارة الخارجية الفرنسية لمعرفة الأسباب التي حدت بوزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير لإلغاء زيارة كانت مقررة للمملكة العربية السعودية. وكان كوشنير ينوي زيارة الرياض في إطار جولة بدأها باليمن، غير أن إعلان مقتضبا صدر عن الخارجية الفرنسية تحدث عن الإلغاء دون توضيح الأسباب الحقيقية.
مصادر عربية مطلعة في باريس، قالت لـ"الإنتقاد.نت" ، أن توترا خفيا يسود العلاقات الفرنسية الخليجية بشكل عام، والفرنسية السعودية خاصة بعيد الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للعراق، وعرض فيها على المسؤولين في بغداد بيع أسلحة فرنسية متقدمة للجيش العراقي ومساعدة تقنية فرنسية في تدريب الشرطة والجيش في العراق. وتضيف المصادر العربية في باريس، أن أكثر ما أثار سخط وخوف دول الخليج وخاصة السعودية والكويت، ما تردد عن عرض طرحه ساركوزي على الجانب العراقي ويقضي بإعادة التعاون النووي الذي كان قائما بين فرنسا ونظام الرئيس السابق صدام حسين في سبعينات القرن الماضي، قبل الهجوم الإسرائيلي على مفاعل تموز في بغداد والذي كان فرنسي المصدر والتقنية.
في السياق تنقل المصادر العربية نفسها والتي عادت لتوها من الكويت، أن المسؤولين الكويتيين أعربوا للرئيس الفرنسي الذي زار الإمارة الخليجية مباشرة بعد زيارته العراق عن قلقهم من العرض الفرنسي بتسليح الجيش العراقي، وأبدوا معارضة قوية لهذا التدخل الفرنسي الذي يهدد التوازن في المنطقة. ونقلت المصادر عن مسؤولين كويتيين قولهم أنهم دهشوا من ساركوزي الذي زارهم في الصباح الباكر، ولم يتحدث معهم سوى عن بيع طائرات رافال الفرنسية للجيش الكويتي، وكان يتكلم طول الوقت عن ذلك محاولا إقناعهم بضرورة أن تشتري الكويت هذا النوع من الطائرات.