ارشيف من :أخبار لبنانية

مساعد تشيني لـ"الأخبار": كيف رضيت ثورة الأرز بسليمان رئيسا؟

مساعد تشيني لـ"الأخبار": كيف رضيت ثورة الأرز بسليمان رئيسا؟

تحدث المسؤول السابق عن ملفات نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني، السكرتير جون هانا اللبناني الأصل، في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" خلال زيارته إلى الأردن، عن "خيبة إدارته" من النتائج التي تلت الجهود الأميركية في التعاطي مع الأزمة اللبنانية.
وأوضح هانا أن تشيني عمد مع رئيسه في بداية ولاية الجمهوريين إلى تجاهل الملف اللبناني الذي كان مصنّفاً في خانة الملفات الثانوية للإدارة الأميركية، وأعرب أكثر من مرّة أمام رجال أعمال أميركيين من أصل لبناني عن "ارتياحه لواقع الوصاية السورية على لبنان حتى أحداث 11 أيلول 2001"، مشيراً إلى أن "الواقع السياسي الذي رسا لبنان عليه إبّان ولاية الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، كان مرضياً في حقبة خروج الشرق الأوسط من الحرب الباردة إلى التفاوض العربي ـ الإسرائيلي في مدريد سنة 1991".

وتابع "كنا نريد إراحة سوريا في المفاوضات التي سارت بخطى متقدمة تابعتها إدارة بيل كلينتون في ما بعد، إلى أن وقعت عملية اغتيال رئيس وزراء "إسرائيل" حينها إسحق رابين، "وكنا نرى أن انسحاب الجيش السوري من لبنان مرتبط بانسحاب الجيش الإسرائيلي منه وحل أزمة الصراع العربي ـ الإسرائيلي ضمن تسوية شرق أوسطية شاملة. وكان الأوروبيون والإسرائيليون متّفقين معنا على هذه المعادلة".
وشرح هانا نظرة إدارته إلى حزب الله "كجزء من السياسة الإيرانية في المنطقة"، لكنه أوضح أن "إسرائيل تفضّله على المنظمات الفلسطينية التي كانت تؤثر على الوضع السياسي اللبناني قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 والذي أدّى إلى خروج ياسر عرفات والمنظمات الفلسطينية منه".

وعرّف هانا "الانطباع الأميركي عن لبنان نتيجة حوادث 11 أيلول 2001 بأنه انطباع سيّئ، لأن المشارك اللبناني الوحيد في تلك الأحداث زياد الجراح قد تلقّى قسماً من تدريباته في لبنان". لكنه أشار إلى أن "الإدارة الأميركية أدركت حينها الفارق بين حزب الله الشيعي والمجموعات الأصولية السنية بالنسبة إلى التعريف الأميركي للإرهاب الدولي". لكن يبقى أنّ حزب اللّه يمثّل أحد العوائق الأساسية للسياسة الأميركية في المنطقة بعد توقيع اتفاقيتي أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية ووادي عربة مع الأردن".
وروى هانا أن "تشيني تحدث مع السفير الأميركي السابق في لبنان فنسنت باتل شخصياً بعد أحداث 11 أيلول، المرة الأولى عبر الهاتف والثانية في مكتب نائب الرئيس حين استدعى تشيني باتل لبحث التقارير الدبلوماسية التي كانت سفارته ترسلها إلى وزارة الخارجية، وترسل بدورها نسخاً عنها إلى مكتب نائب الرئيس، وتبلّغ تشيني من باتل استياءه من التدخل الشخصي لمساعد نائب وزير الخارجية الأسبق دايفيد ساترفيلد مع رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري والنائب وليد جنبلاط"، مشيراً إلى أن ساترفيلد أبلغ وفداً من لقاء قرنة شهوان خلال اجتماعه بهم في السفارة الأميركية في عوكر بعد الاجتياح الأميركي للعراق في حزيران 2003 أن إدارته "لا ترى موجباً لانسحاب الجيش السوري من لبنان في تلك الفترة، وأنها تنظر إلى هذا البلد بصفته دولة مستقلة بحاجة لأن تديرها دولة إقليمية بموافقة أميركية".

وبالانتقال إلى حال الانقسام السياسي اللبناني بين فريقي 8 و14 آذار، كشف هانا اهتمام إدارته العالي بدعم فريق "14 آذار" ضد فريق 8 آذار «الموالي لسوريا»، فـ«بعد تبلّغنا من وزير الخارجية السوري فاروق الشرع رغبة دولته في تصحيح علاقتها بإدارتنا، وصلتنا كمية ضخمة من شكاوى 14 آذار، فطلب تشيني إرسال برقيات جوابية أذهلت الحريري وجنبلاط لما فيها من تصلّب أميركي تجاه دمشق»، كما تضمّنت وعداً من تشيني بإنهاء أيّ نفوذ سوري في الدولة اللبنانية، طالباً من حلفاء أميركا اللبنانيين الضغط على حلفاء سوريا لعزل حزب الله وتطويق استراتيجيته العسكرية والسياسية.
لكن مفاجأة هانا كانت لدى سؤاله عن الموقف الأميركي من أزمة الفراغ الرئاسي التي وقع لبنان ضحيتها، قائلاً أن "إدارته كانت تعمل من أجل تأمين سلامة نواب الأكثرية خارج لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية عدد أعضاء البرلمان اللبناني، وأن إدارته قامت بكل الترتيبات اللازمة لهذه المهمة، وأبدى تشيني خيبته الكبيرة لتراجع الأكثرية النيابية اللبنانية عن هذه الخطوة".

وختم "بعدها طلب تشيني ملف قائد الجيش الأسبق الرئيس ميشال سليمان، وبعد اطلاعه عليه علّق بالقول: "كيف رضي به أركان ثورة الأرز رئيساً للبنان، وهو على علاقة جيدة ومزمنة بالنظام السوري؟ لن أوافق على أن يكون رئيساً للبنان ولو على جثّتي".

2009-02-25