ارشيف من :أخبار لبنانية
بتمويل من الهيئة الإيرانية وتنفيذ بلدية النبطية: حي السراي يستعيد وجهه التراثي

كتب عامر فرحات
يشهد حي السراي في النبطية ورشة عمرانية كبيرة لإعادة الحي الواقع في قلب مدينة النبطية الى وجهه التراثي وإزالة آثار العدوان الصهيوني في تموز/ يوليو 2006 عنه. المشروع تقوم به بلدية النبطية بتمويل من الهيئة الايرانية للمساهمة باعادة اعمار لبنان.
"الانتقاد" زارت الحي والتقت المهندس المكلف الاشراف على المشروع واصف قديح، وعادت بهذا التحقيق:
عند دخولك في ازقة حي السراي الضيقة، اقدم احياء مدينة النبطية، لا تحتاج الى كثير عناء لتنتقل الى زمن غابر كان فيه هذا الحي يختصر كل المدينة العريقة.
ما زالت بيوت هذا الحي تحافظ على شكلها التراثي القديم من حيث هندسة المنازل والحجارة القديمة التي بنيت منها والقناطر التي تحاكي التاريخ، حتى انك تشاهد بيوتاً ما زالت من طين، والتي تهدم ما تهدم منها بفعل عوامل الزمن والاهمال فتحولت الى خراب.
بلدية النبطية وبتمويل من الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان وضمن مشاريعها للمحافظة على تراث المدينة أخذت هذا الحي نموذجاً في المحافظة على التراث، من خلال مشروع تأهيله بالمحافظة على وجهه التراثي.
وسوق حي السراي كان يعتبر الاساس في سوق النبطية، ولكن نتيجة مرور عشرات السنين عليه وتعرضه الدائم للقصف ابان الاحتلال الصهيوني للجنوب تفسخت جدران محلاته وسقوفه، وبسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي تعم البلد، وأدت اعمال الترميم غير المدروس للمحلات بالاسمنت الى اخفاء جمالية الصخر الذي بني منه السوق فنزعت عنه الطابع التراثي.
البلدية وضعت خطة لاعادة ابراز جمالية السوق، وتم الاتفاق مع الهيئة الايرانية التي تكفلت بالتمويل والاشراف الهندسي. فبدأ العمل منذ نحو ثلاثة أشهر الذي يتضمن اعادة تأهيل مدخل الحي وواجهات الأبنية والمحلات، فشملت المرحلة الاولى تنظيف الحجر الصخري وازالة الخيم والشوادر وخطوط الكهرباء.
اما المرحلة الثانية فهي اعادة تأهيل البنى التحتية للشارع، وتشمل مدّ شبكة مياه جديدة بديلاً لتلك التي كانت ممددة بشكل عشوائي حيث تم وتزويد كل المحلات بمياه الشفة، وانشاء شبكة صرف صحي جديدة بدل القديمة التي كانت مؤلفة من "بلايط" حجرية قديمة على جانبي الطريق تسمح بتسرب المياه الآسنة الى التربة.
وبالتنسيق مع شركة الكهرباء فقد تمت ازالة خطوط الكهرباء المتدلية من جميع الاتجاهات وحصرها بشبكة جديدة غير مرئية تعطي جمالية خاصة للشارع.
وفي الاطار الجمالي جرى توسيع الرصيف واقيمت قناطر عند مدخلي الشارع الممتد نحو المئة متر، كما أزيلت الخيم العشوائية من امام المحال على ان يتم تلبيس الواجهات بالحجر الصخري وتبليط الرصيف ليعطي جمالية قائمة على المواءمة بين القديم والحديث.
وسيواكب العمل في مشروع حي السراي خطة سير تنفذها بلدية النبطية حيث يصبح السير في هذا الشارع باتجاه واحد ابتداء من حسبة النبطية باتجاه معمل البلاط القديم، كما قامت البلدية باستملاك عدد من العقارات لتسهيل المشروع، وعمدت الى هدم بعض المنازل، ومن المفترض ان تبدأ بدفع التعويضات لاصحاب الحقوق، بما يؤمن فتح الشارع.
ومن المقرر أن ينتهي العمل بالمشروع خلال الصيف القادم، ومن المؤمل أن يؤدي المشروع الى ايجاد فرص تجارية جديدة بضم الشارع للشارع القديم والسوق للسوق القديم واقامة سوق حديث.
وكانت الهيئة الايرانية للمساهمة باعمار لبنان قد نفذت عددا من المشاريع في المدينة وجوارها ومن بينها مشروع الحديقة العامة وموقف السيارات، والعين، كما قامت برصف وتزفيت طريق الجامعة اللبنانية.
الانتقاد/ العدد 1334، 20 شباط/ فبراير 2009


"الانتقاد" زارت الحي والتقت المهندس المكلف الاشراف على المشروع واصف قديح، وعادت بهذا التحقيق:
عند دخولك في ازقة حي السراي الضيقة، اقدم احياء مدينة النبطية، لا تحتاج الى كثير عناء لتنتقل الى زمن غابر كان فيه هذا الحي يختصر كل المدينة العريقة.
ما زالت بيوت هذا الحي تحافظ على شكلها التراثي القديم من حيث هندسة المنازل والحجارة القديمة التي بنيت منها والقناطر التي تحاكي التاريخ، حتى انك تشاهد بيوتاً ما زالت من طين، والتي تهدم ما تهدم منها بفعل عوامل الزمن والاهمال فتحولت الى خراب.
بلدية النبطية وبتمويل من الهيئة الايرانية لاعادة اعمار لبنان وضمن مشاريعها للمحافظة على تراث المدينة أخذت هذا الحي نموذجاً في المحافظة على التراث، من خلال مشروع تأهيله بالمحافظة على وجهه التراثي.
وسوق حي السراي كان يعتبر الاساس في سوق النبطية، ولكن نتيجة مرور عشرات السنين عليه وتعرضه الدائم للقصف ابان الاحتلال الصهيوني للجنوب تفسخت جدران محلاته وسقوفه، وبسبب الحالة الاقتصادية المتردية التي تعم البلد، وأدت اعمال الترميم غير المدروس للمحلات بالاسمنت الى اخفاء جمالية الصخر الذي بني منه السوق فنزعت عنه الطابع التراثي.
البلدية وضعت خطة لاعادة ابراز جمالية السوق، وتم الاتفاق مع الهيئة الايرانية التي تكفلت بالتمويل والاشراف الهندسي. فبدأ العمل منذ نحو ثلاثة أشهر الذي يتضمن اعادة تأهيل مدخل الحي وواجهات الأبنية والمحلات، فشملت المرحلة الاولى تنظيف الحجر الصخري وازالة الخيم والشوادر وخطوط الكهرباء.
اما المرحلة الثانية فهي اعادة تأهيل البنى التحتية للشارع، وتشمل مدّ شبكة مياه جديدة بديلاً لتلك التي كانت ممددة بشكل عشوائي حيث تم وتزويد كل المحلات بمياه الشفة، وانشاء شبكة صرف صحي جديدة بدل القديمة التي كانت مؤلفة من "بلايط" حجرية قديمة على جانبي الطريق تسمح بتسرب المياه الآسنة الى التربة.

وفي الاطار الجمالي جرى توسيع الرصيف واقيمت قناطر عند مدخلي الشارع الممتد نحو المئة متر، كما أزيلت الخيم العشوائية من امام المحال على ان يتم تلبيس الواجهات بالحجر الصخري وتبليط الرصيف ليعطي جمالية قائمة على المواءمة بين القديم والحديث.
وسيواكب العمل في مشروع حي السراي خطة سير تنفذها بلدية النبطية حيث يصبح السير في هذا الشارع باتجاه واحد ابتداء من حسبة النبطية باتجاه معمل البلاط القديم، كما قامت البلدية باستملاك عدد من العقارات لتسهيل المشروع، وعمدت الى هدم بعض المنازل، ومن المفترض ان تبدأ بدفع التعويضات لاصحاب الحقوق، بما يؤمن فتح الشارع.
ومن المقرر أن ينتهي العمل بالمشروع خلال الصيف القادم، ومن المؤمل أن يؤدي المشروع الى ايجاد فرص تجارية جديدة بضم الشارع للشارع القديم والسوق للسوق القديم واقامة سوق حديث.
وكانت الهيئة الايرانية للمساهمة باعمار لبنان قد نفذت عددا من المشاريع في المدينة وجوارها ومن بينها مشروع الحديقة العامة وموقف السيارات، والعين، كما قامت برصف وتزفيت طريق الجامعة اللبنانية.
الانتقاد/ العدد 1334، 20 شباط/ فبراير 2009

